طهران – البلاد
لا يزال الغضب الشعبي في إيران متقدًا؛ بهدف حرق ما تبقى من حكومة الملالي، التي يطالب المتظاهرون بإسقاطها لفشلها الذريع في توفير احتياجات الشارع، نظرًا لانشغالها بدعم المليشيات الإرهابية في المنطقة، ما جعل المواطن آخر اهتماماتها، لذلك تجددت الاحتجاجات عبر متقاعدي صندوق الضمان الاجتماعي وأصحاب المعاشات الذين يشكلون أكثر الفئات الاجتماعية تضررًا؛ نتيجة لارتفاع تكلفة الحياة بسبب التضخم المطرد الذي يتلاعب بالاقتصاد الإيراني.
وبالرغم من القمع والاعتقالات، تستمر الاحتجاجات المعيشية في إيران، حيث أظهرت مقاطع فيديو منشورة على منصات اجتماعية، أن حشودًا من متقاعدي صندوق الضمان جددت مرة أخرى مسيرات احتجاجية أمس (الأحد) في العديد من المدن الإيرانية، بما في ذلك كرمانشاه والأهواز وأصفهان وأراك وساري وبندر عباس ومشهد وبروجرد وأردبيل، و العاصمة طهران؛ إذ ردد المتظاهرون في مدينة بندر عباس جنوب إيران “الموت للحكومة الفاشلة”، وفي أصفهان رددوا شعار “إنهم يكذبون” وفي كرمانشاه، استهدف المحتجون الرئيس الإيراني بشعار “الموت لرئيسي”.
وبدأت الجولة الجديدة من احتجاجات متقاعدي صندوق الضمان بعد عطلة يونيو التي بدأت في الخامس من هذا الشهر وما زالت مستمرة، وكانت الحكومة قد أعلنت، أنها ستزيد رواتب المتقاعدين الذين ليسوا من فئة مستلمي الحد الأدنى للأجور، بنسبة 10 في المائة فقط. ويرى المتقاعدون المحتجون أنه كان من المقرر أن تزداد رواتب سائر الفئات باستثناء من يتقاضون الحد الأدنى للأجور، بنسبة 38%، لكن هذا القانون رُفض، ووفقا للأخبار المنشورة، سيتم إضافة 10% فقط إلى الرواتب، وهذه الزيادة لا تناسب ارتفاع معدلات التضخم في إيران. وتفيد تقارير عن قمع المتظاهرين، بما في ذلك في العاصمة طهران؛ حيث تعرض عدد من المتقاعدين وأصحاب المعاشات للضرب أمام مقر منظمة البرنامج والميزانية، واعتقل عدد منهم.
وتأتي المسيرات الاحتجاجية للمتقاعدين بعد فترة من المسيرات الحاشدة لموظفي الحكومة احتجاجا على زيادة رواتبهم بنسبة 10 % فقط، خلافا لقرار المجلس الأعلى للعمل بزيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 57%. ويستمر المتقاعدون والمعلمون والعمال، في التظاهر خلال السنوات الأخيرة بسبب ظروفهم المعيشية، وعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بمطالبهم، وقمعها للاحتجاجات، وخلال المسيرات، يهتف المحتجون بشكل مباشر ضد رئيس البلاد والمرشد الأعلى.