جدة : البلاد
قال رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية الدكتور منصور العور، هناك تعاون وتنسيق مع الجامعة السعودية الإلكترونية، وتم توزيع الأعمال بين الفرق الفنية من كلا الطرفين لبحث آفاق التعاون المستقبلي، كما يوجد تكامل فيما بيننا، وهذا بدوره يسهم في تشجيع عقد المزيد من الشراكات مع الجامعات الأخرى داخل المملكة، خاصة أننا نمتلك المعارف والخبرات والرؤى التي تعزز من جودة التعليم العالي الذكي في المنطقة العربية.
وفي مقابلة مع رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية الدكتور منصور العور أجاب عن عدة نقاط ، وفيما يلي نص المقابلة.
- ما هي أبرز مشاريعكم وخططكم المستقبلية في السعودية والمنطقة العربية بشكل عام، حيث عودتنا جامعة حمدان بن محمد الذكية على إطلاق الأفكار والابتكارات الجديدة وتحقيق الكثير من الإنجازات ضمن قطاع التعليم إقليمياً وعالمياً؟
انطلاقاً من توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة، تحرص جامعة حمدان بن محمد الذكية على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع كافة المؤسسات التعليمية والأكاديمية إقليمياً وعالمياً، وذلك في سبيل تبادل الخبرات والمعارف، كونها جامعة رائدة في التعلم الذكي وتتبنى الابتكار في كافّة عناصر المنظومة التعليمية والتي تضمن تحقيق الجودة وصياغة مخرجات التعلم بطريقة تتكيف مع التحديات المعاصرة، حيث تقدم الجامعة مجموعة متميزة من البرامج الأكاديمية والدورات المهنية والتدريبية إلى الجميع سواء من داخل دولة الإمارات أو خارجها، والتي تمتاز بمواكبة المتطلبات العالمية المتسارعة من المهارات المستقبلية أو الناعمة، وبما يتماشى مع متطلبات القوى العاملة بمختلف أسواق العمل العربية بما فيهم سوق المملكة العربية السعودية.
تعد العلاقة بين الإمارات والسعودية، استراتيجية على كافّة المستويات، وتعمل الجامعة في هذا الإطار وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة على تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية في المملكة، حيث حرصت جامعة حمدان بن محمد الذكية على بحث آفاق التعاون مع الجامعة السعودية الإلكترونية خلال وقت سابق من العام الجاري، إذ تم عقد اجتماع بين القيادات العليا للجامعتين، والذي شهد الاتفاق على تعزيز سبل التعاون المشترك. إلى جانب ذلك تمتلك جامعة حمدان بن محمد الذكية نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس من المملكة العربية السعودية الشقيقة.
- كيف يمكن نقل تجربة التعليم الذكي وتطبيقها في السعودية في ظل اهتمام الجامعة بتوطيد العلاقات مع المؤسسات التعليمية وتحديث وتطوير أساليب التعليم العالي؟
كما ذكرت، هناك تعاون وتنسيق مع الجامعة السعودية الإلكترونية، وتم توزيع الأعمال بين الفرق الفنية من كلا الطرفين لبحث آفاق التعاون المستقبلي، كما يوجد تكامل فيما بيننا، وهذا بدوره يسهم في تشجيع عقد المزيد من الشراكات مع الجامعات الأخرى داخل المملكة، خاصة أننا نمتلك المعارف والخبرات والرؤى التي تعزز من جودة التعليم العالي الذكي في المنطقة العربية، وذلك في ضوء التحول الرقمي الذي يعتبر توجه عام عالمي وضرورة قصوى، لذا تحتاج المؤسسات إلى جودة و معايير تستند إليها في سبيل تحقيق التحول، وهذا ما تتفرد به جامعة حمدان بن محمد الذكية، علاوة على قيادتها الجهود العالمية والإقليمية في إطلاق الإطار المرجعي لمؤسسات التعليم العالي الإلكترونية والمفتوحة والذكية والمعززة بالتكنولوجيا، والهادف إلى الارتقاء بمستوى جودة التعليم الإلكتروني.
- هل يمكنكم أن تحدثونا عن البرامج الأكاديمية التي تقدمها جامعة حمدان بن محمد الذكية؟ وكيف يمكن للمهتمين من السعودية الالتحاق بهذه البرامج؟
تمتلك جامعة حمدان بن محمد الذكية ميزتين تنافسيتين، الأولى تتمثل في الجودة العالية للدراسة الأكاديمية والتي تستند على أفضل المعايير والممارسات العالمية وأرقى البنى التحتية الرقمية، والثانية هي أن الجامعة تُعد مركز التعلم الذكي والإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يجذب الكثير من الطلبة من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى برامجنا التي تلبي تطلعاتهم وتتمتع بأسلوب تدريس تفاعلي ذكي من خلال الوسائط الإلكترونية، عدا الامتحانات النهائية التي يجب أن تكون حضورية، والتي لا تقتضي بقدوم الطلاب إلى دولة الإمارات، وذلك لأن الجامعة توفر أماكن مخصصة للدارسين داخل بلادهم لأداء الامتحانات بكل سهولة ودون أي صعوبات.
القادة وأصحاب القرار في الدول العربية يبحثون عن خريجي جامعات يكونوا رواد أعمال ويمتلكون سمات القيادة والنجاح، وهذا بالطبع ما تعمل عليه جامعة حمدان بن محمد الذكية، حيث تمكن كافة الطلاب ومن بينهم المهتمين من المملكة العربية السعودية، على اكتساب المعارف والمهارات المستقبلية، من خلال تجربة دراسة فريدة ومميزة.
تقدم جامعة حمدان بن محمد الذكية برامج أكاديمية متميزة في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتعتبر الجامعة مركزاً للجودة والتميّز واللذان يعتبران عمود الاقتصاد القائم على المعرفة. وتتبع الجامعة ثلاث كليات؛ كلية إدارة الأعمال والجودة، والتي تتيح فرص التعلم لكل الأفراد الذين يتطلعون للتخصص في مجالات الأعمال، وإدارة الجودة، والمجالات ذات الصلة، حيث تعتمد على نهج تطوير البرامج التعليمية الحديثة والملائمة لمنطقة الشرق الأوسط، وتقدّم مساقات وبرامج وشهادات تخصصية تحدد وتعالج التّحديات التي تواجه مجتمع الأعمال من عاملين، ومديرين، ورواد أعمال، وصانعي السياسات. وكلية الدراسات الصحية والبيئية، والتي تركز على بناء أفضل الممارسات في مجالات الرعاية الصحية والبيئة؛ بهدف دعم الكفاءة والفاعلية في المنطقة، إذ تهتم بالتميز في الصحة العامة وإدارة المستشفيات وهي من أوائل الكليات التي أطلقت برامج متميزة في مواجهة التحديات المتعلقة بالصّحة والبيئة والتي لاقت إقبالاً ملحوظاً عقب جائحة “كوفيد-19”. وكلية التعليم الإلكتروني، وهي بمثابة كلية التربية سابقاً، ولكنها تخرج معلمي المستقبل في الجامعات والمدارس الرقمية، إذ تلبي الحاجة الملّحة في العالم العربي إلى تعليم حديث عالي الجودة.
وعلى صعيد برامج الدراسات العليا هناك العديد من البرامج، على سبيل المثال لا الحصر؛ ماجستير العلوم في التميز المؤسسي، والذي يوفر المعرفة الواسعة النطاق بإدارة الجودة والتميز المؤسسي على الصعيدين الكلي والجزئي، وماجستير العلوم في إدارة الإبداع والتغيير والذي يركز على استراتيجيات إدارة المنشآت الحديثة ووضعها وإبقائها على مسار التغيير.
- ما هي نتائج المرحلة التجريبية “للإطار المرجعي لمؤسسات التعليم العالي الإلكترونية والمفتوحة والذكية والمعززة بالتكنولوجيا”، وما أهمية مشاركة الجامعات السعودية بالإطار المرجعي في ظل ترسيخ الابتكار المعرفي والعلمي، واستشراف مستقبل التعلم الذكي؟
الإطار المرجعي هو مبادرة أطلقتها جامعة حمدان بن محمد الذكية في العام 2019 على المستوى العالمي، وتم دعوة العديد من المنظمات المهتمة بالتعليم الذكي والإلكتروني للانضمام إليها، وكانت البداية انضمام خمس جامعات فقط، وخلال ثلاث سنوات وصل عدد الأعضاء إلى 40 جامعة تقريباً ومن بينهم الجامعة السعودية الإلكترونية، والتي وتعتبر عضواً في هذا التحالف الدولي الرامي إلى تطوير المعايير التي تقيس مدى الخبرة التي يكتسبها الطالب في التعليم الذكي وجودة المخرجات.
جاءت هذه المبادرة، استناداً إلى رؤية الجامعة بعيدة المدى خاصة في ظل عدم وجود جهة تصنف التعليم الإلكتروني والذكي، وأغلب الجهات القائمة تركز على التعليم التقليدي؛ وهذا دفع جامعة حمدان بن محمد الذكية نحو قيادة حراك عالمي من أجل إنشاء هيئة لتصنف التعليم الذكي، الذي يختلف في أساليبه عن طرق التعليم التقليدية. ويشرفنا أن تكون الجامعة السعودية الإلكترونية ضمن أعضاء الاتحاد العالمي لتطوير التعليم الذكي وجزء من هذا الزخم.
ونظراً إلى أهمية هذه المبادرة عالمياً، تم إعطاء مساحة كبيرة في المؤتمر العالمي الثالث لليونسكو للتعليم العالي 2022، من أجل تسليط الضوء على الإطار المرجعي لمؤسسات التعليم العالي الإلكترونية، حيث عقد اجتماع طاولة مستديرة تحت عنوان “الجودة في التعليم العالي الإلكتروني والمفتوح والتعليم عن بعد عبر الحدود: حوار السياسات الشامل للقطاعات والدول المتعددة”، وهدف الاجتماع إلى تعزيز النقاشات حول استفادة مؤسسات التعليم العالي من الإطار المرجعي بصفته أداةً متاحة وتم تطويرها عالمياً للارتقاء بجودة التعليم المعزز بالتكنولوجيا. كما أبرز الاجتماع أهمية مواءمة تطورات قطاع التعليم العالي الإلكتروني ومعايير ضمان الجودة وخلق منظومة داعمة لتبادل المعلومات بحُريّة، وإنشاء حوار مستدام يجمع أصحاب المصلحة. كما قادت جامعة حمدان بن محمد الذكية مناقشات خلال الاجتماع، حول أهمية ضمان الجودة في التعليم الإلكتروني والمفتوح والتعلم عن بعد إقليمياً وعالمياً، وذلك من خلال التركيز على جمع البيانات والشفافية وحماية الخصوصية باستخدام موقع إلكتروني متخصص بالجمع والتقديم والمقارنة.