شباب

فدوى الغامدي.. تشكيلية تتنفس باللون والفرشاة

جدة ـ البلاد

استطاعت المرأة السعودية الدخول إلى عالم الفن التشكيلي والألوان باحترافية، وسجلت حضورها اللافت في عدد من المعارض الخارجية، وقدمت أعمالا فنية تندرج بين جميع المدارس الفنية.

ومن التشكيليات اللائي تخصصن في دراسة الفن التشكيلي، فدوى محمد الغامدي، التي بدأت برسم مشاهد وتفاصيل الطبيعية، وتدرجت في المدراس الفنية كافة، وأخيرا أصبح لها أسلوبها ومدرستها الفنية، التي تخصها وحدها، وهي عاشقة للونين الأحمر والأزرق.

وفي سؤال عن بداياتها مع عالم الألوان قالت:
منذ صغري كان الرسم هواية لي. بدأت أول لوحة لي في ١٣ عاما، وذلك برسم منظر طبيعي في جدار غرفتي وتلوينه بألوان خشبية بسيطة، وحيئنذ انبهر والدي وأعجب بالرسم، وكانت تلك انطلاقتي في عالم الألوان، وفي المرحلة الثانوية اكتشفت ميولي الفنية وشغفي بالرسم، وأنا منحازة للمدارس الفنية كافة.

وحول كيفية تخصصها في التربية الفنية قالت:
كنت أعتبر الفن بمثابة هواية؛ حيث إنني بعد تخرجي من المرحلة الثانوية تقدمت للالتحاق بكلية العلوم تخصص فيزياء، وبحكم معدلي العالي تم قبولي. ولكن والدي كان له بُعد نظر ودراية بمواهبي فأقنعني بالتحويل إلى كلية التربية والاقتصاد المنزلي، تخصص تربية فنية. فحولت بناء على رغبته، فتفجرت مواهبي وتعمقت في عشق الفن والرسم مع كل مادة جديدة درستها، واكتشفت أنني لا أستطيع العيش بدون الفرشاة والألوان.

وفيما يتعلق بالمدرسة الفنية التي تنتمي إليها رسوماتها قالت:
كل فنان مبتدئ تنطلق موهبته من التدرج في المدارس الفنية كافة، ودراسة تاريخ الفن بصورة عامة، وقد بدأت برسم المشاهد الطبيعية في بداياتي في العام 1999، وخلال دراستي الجامعية تدرجت من المدرسة الواقعية المتسمة بالطبيعة مرورا بالواقعية وانتهاء بـ ” البوب آرت ” والفن الحديث. كما أنه بعد تخرجي، اتجهت في البدايات للمدرسة الطبيعية، ومن ثم وجهت بوصلة ريشتي إلى المدرسة الواقعية، وأعتبرها مرحلة مهمة لاكتمال الوعي بالمبادئ الأساسية الصحيحة والأسس القوية للرسم، بعدها مررت بالمرحلة الانتقالية بين الواقعية والتأثيرية، وقد توقفت عن الرسم لمدة خمس سنوات؛ بسبب ظروفي الأسرية والعناية بأطفالي.

 

وحول المدارس الفنية التي تميل لها قالت:
اتجهت للمدرسة التأثيرية والانطباعية، التي أعتبر أن فيها نوعا من الجنون من حيث ضربات الفرشات لتغيير الألوان. أنا مستمتعة جدا بهذا النوع، ولكن الآن لا أعتبر نفسي أتبع أي مدرسة، فكل فنان بحد ذاته هو مدرسة مستقلة وله أسلوبه الخاص. أحيانا أتبع التأثيري وأحيانا أدمج التأثيري بالواقعي، وأحيانا أدمج التأثيري بالتكعيبي. فالفن جنون وغالبا ما تأتيني لحظات الجنون أثناء الرسم.
وحاليا لا أرتبط بمدرسة معينة؛ لأن الفنان إذا ما ارتبط بمدرسة معينة؛ فعليه أن يتبع قواعدها وطرائقها في تنفيذ أعماله تبعا لهذه المدرسة.
ولكن لكل فنان أسلوب خاص. أجد نفسي في انغماسي واختياري للألوان القوية في جميع لوحاتي. أميل للتاثيري ويتضح ذلك في ضربات الفرشاة في لوحاتي.

وعن مشاركاتها في المعارض الجماعية قالت:
مشاركاتي قليلة في المعارض لسبب أنا مقتنعة به، وهو أنني لا أريد أن أعرض أعمالا قد تكون فيها نسبة خطأ أو خلل حتى لو كان بسيطا. أرغب في دخول الساحة الفنية وأنا موقنة تماما ومقتنعة بأن أعمالي قوية جدا، ترضيني أولا بنسبة 100 % حتى لا أندم لعرضي أي عمل قد يكون فيه نسبة ضعف، وأذكر أنني شاركت في معرضين فقط.

 

وفيما إذا كان ثمة فرق في التكتيك بين لوحات المرأة والرجل قالت:
تكوين خلق المرأة يختلف عن تكوين خلق الرجل في كل شيء، ومخ الرجل بحسب الدراسات- يختلف عن مخ المرأة.
للرجل نظرة مختلفة عن نظرة حواء. من وجهة نظري قد يأسر بعض الرجال الأسلوب الفني التجريدي، أما النساء، فهن يعشقن التفاصيل الدقيقة، وقد ينعكس هذا في لوحاتهن. أتحدث هنا عن الأغلبية وليس الكل.

 

وحول أبرزما يميز لوحاتها قالت:
اختياري للألوان قوي دائما وبارز، فاللون عنصر مهم في الفن، ويعبر عما بداخل الإنسان ويعكس الحالة المزاجية والنفسية للفنان، وبحسب طول موجات الألوان وقوتها، فالأحمر أقوى الألوان وأختاره كثيرا في لوحاتي، وعندما أريد أن أركز على نقطة مهمة أو موضوع هام، أختار الأزرق، فهو لون جميل، وله درجات، وعموما أحب اختيار الألوان الصريحة والقوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *