البلاد – مها العواودة
اعتبر خبير في الشأن الإيراني، أن النظام الإيراني بات مترهلاً ومخترقاً من الداخل، ما يشير إلى خلاص قريب للشعب، خصوصاً وأن الحرس الثوري- الذراع الأقوى لنظام الملالي- ينحدر نحو الهاوية، ولم يعد بذات القوة التي كان عليها، وبالتالي سيخسر قادة النظام الكثير في ظل تساقط قادة الحرس واحداً تلو الآخر.
وقال الخبير السياسي الدكتور حسن راضي لـ”البلاد”: إن موجة الغضب العارمة في إيران ستزداد حدتها خلال الأيام القادمة لدرجة الانفجار، على الرغم من القمع المتواصل من نظام الملالي الاستبدادي، مؤكداً أن مقتل الضابط في الحرس الثوري حسن صياد خدائي بطهران يؤكد أن الأوضاع الأمنية في إيران ليست على مايرام، وأن النظام مترهل للغاية وأن أقوى مؤسسة أمنية عسكرية مخترقة، مشيراً إلى أن استهداف خدائي من “خلية 840″ التي تنفذ عمليات الاغتيالات الإرهابية خارج حدود إيران تطور كبير، بينما الاتهامات الموجهة إلى جهات خارجية ماهي إلا لذر الرماد في العيون، وتغبيش الحقائق التي تقول إن الانشقاقات الداخلية ماضية في التزايد. ولفت الدكتور راضي إلى أن انتقال ساحة محاسبة المسؤولين الإيرانيين إلى طهران ستدفع الاحتجاجات المتواصلة في أكثر من منطقة إلى مزيد من الاشتعال، منوهاً إلى أن إيران ستشهد المزيد من التطورات الأمنية ومثل هذه العمليات على مستوى المسؤولين في الحرس الثوري أو مسؤولي الملف النووي؛ خاصة إذا فشلت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق. وأضاف:”إيران تواصل تصدير الإرهاب إلى المنطقة والعالم؛ ولذلك هناك جهات كثيرة تريد محاسبتها واستهداف المعنيين في ملف الإرهاب”.
وتقاطرت التحليلات والتكهنات في إيران منذ الأحد الماضي، حول هوية من اغتالوا العقيد بالحرس الثوري خدائي أمام منزله في قلب طهران، وبوضح النهار؛ إذ يرى مراقبون أن اغتيال خدائي شبيه بسيناريو اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده قبل عامين، قرب طهران، بسلاح هرب إلى البلاد وركب في الداخل، قبل أن يفرغ رصاصه بسيارته وجسده.
وأفادت وسائل إعلام عالمية أن الضابط الإيراني القتيل ارتبط بخطط “وحدة840” السرية، وهي تابعة للحرس الثوري، ومهمتها القيام بسلسلة عمليات قتل في أوروبا، بينها استهداف دبلوماسي إسرائيلي في اسطنبول، وجنرال أمريكي في ألمانيا، إضافة الى صحافي فرنسي، كما كان مسؤولاً عن نقل تكنولوجيا صاروخية متطورة ودقيقة إلى حزب الله في لبنان، فضلاً عن المسيّرات.
وغرق خدائي في دمائه أمام منزله في شرق طهران، بعد أن أطلق عليه مسلَّحان يستقلان دراجة نارية 5 رصاصات، وفرا من عين المكان دون أن تتمكن الشرطة من إلقاء القبض عليهما، فيما عثرت لاحقاً زوجته على جثة غارقة في الدماء، في سيارته البيضاء أمام المنزل. ويعد هذا الهجوم الذي يستهدف شخصية إيرانية على أراضي إيران الأبرز منذ نوفمبر 2020، حين قتل العالم النووي محسن فخري زاده بإطلاق نار استهدف موكبه قرب العاصمة.