البلاد – مها العواودة
أكد نواب برلمانيون فائزون في الانتحابات اللبنانية، أن النتائج عبرت عن طموحات الشعب الذي يريد التخلص من التبعية الإيرانية، طامحاً لانفتاح بيروت على محيطها العربي لتمضي في الاتجاه الصحيح، بعد التخلص من سيطرة “حزب الله” الإرهابي وحلفائه على مقاليد السلطة، خصوصا أن الحزب الإجرامي سقطت أغلبيته في البرلمان تحت دوي غضب شعبي ترجمه التصويت والعزوف باقتراع يرسم خارطة مغايرة لتركيبة المؤسسة التشريعية.
وقال النائب الفائز في الانتخابات عن الحزب التقدمي الاشتراكي بلال عبدالله لـ”البلاد”: إن الشعب اللبناني قال كلمته، حيث عبرت نتائج الانتخابات عن طموح الشعب في أن يكون بلده منفتحاً على عمقه العربي والمجتمع الدولي بعيداً عن المحاور الإقليمية، مؤكداً أن اللبنانيين يريدون دولة مركزية وانتماءً وطنياً فوق التبعيات والارتهان للخارج، مع خطة تعافي اقتصادي مبنية على التحول الاقتصادي المنتج.
ويرى عبدالله، أن الصوت السيادي بتنوعه ومن خلال الدينامية الجديدة التي دخلت إلى مجلس النواب عبر الثورة والحراك، يجب أن يكون حافزاً للفرقاء لتحقيق تسوية داخلية خارج إطار فرض القرارات أو استثمار فائض القوة لتوجيه سياسة الدولة الخارجية والداخلية إلى اتجاه معين.
واعتبر النائب الجديد في البرلمان ملحم الرياشي، أن تهديدات حزب الله بعد نتائج الانتخابات جدية على وقع خسارة الحزب الإرهابي للأكثرية البرلمانية. وأضاف: “من ناحيتنا لا تهمنا على الإطلاق تلك التهديدات ونتابع عملنا من أجل لبنان”. وقال لـ”البلاد”: “لبنان قد يسير إلى بارقة أمل في حال اعترف فريق الممانعة بنتيجة الانتخابات والعمل على إخراجه من الواقع المقيت، وإلا فإننا ذاهبون إلى ما هو أسوأ”، في إشارة لما يمكن أن يقوم به حزب الله وحلفاؤه من إجرام.
وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي الدكتور أحمد عياش، أن المستقلين سيرجحون كفة التغيير في لبنان، مضيفاً: “عندما يطرح موضوع سلاح حزب الله على بساط البحث، فإن الشباب الجدد في البرلمان سينضمون إلى معسكر يضم القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، وعددا من الوجوه السيادية وأبرزها اللواء أشرف ريفي في شمال لبنان”، مشيراً إلى أن الكفة بدت راجحة لمصلحة القوى التي تريد إنهاء مشروع دويلة حزب الله التي تهيمن على كل المستويات في لبنان؛ عسكريا واقتصاديا وسياسيا. ولفت عياش إلى أن لبنان دخل مرحلة جديدة مع هذه الوجوه الشابة التي انطلقت تحت شعار “العودة إلى مشروع الدولة وتطبيق اتفاق الطائف وإسقاط الدويلة” وبذلك بات الأمل في تغيير المشهد ممكناً.
وسقطت أغلبية “حزب الله” بالبرلمان اللبناني، حيث خسر وحلفاؤه الأكثرية في البرلمان اللبناني الجديد، وفق ما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات، التي أعلن وزير الداخلية بسام المولوي، الدفعة الأخيرة منها، ما يجدد الآمال بخروج لبنان المضطرب من براثن الوصاية الإيرانية عبر “حزب الله”، فالخسارة مدوية لمليشيات كانت تفرض هيمنتها على القرار اللبناني وتجبره على الخضوع لطهران، ما يمنح اللبنانيين بعض الأمل بغد أفضل في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة وتردي الأوضاع.