البلاد – مها العواودة
أثارت عناصر “حزب الله” الفوضى والشغب؛ لإرباك سير الانتخابات النيابية التي انطلقت أمس (الأحد) في لبنان لاختيار 128 نائبا بالبرلمان، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في أول انتخابات برلمانية منذ الانهيار الاقتصادي في البلاد، بينما توجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية، التي تُجرى كل أربع سنوات لاختيار النواب الذين يشكّلون البرلمان اللبناني.
وافتعلت عناصر حزب الله وحركة أمل الاستفزازات والمشاكل لعرقلة السير في الطرقات؛ لأجل منع الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع، حيث اعتدى عناصر من الحزبين الإرهابيين على مندوبي ومناصري حزب “القوات اللبنانية”، بينما كانوا في خيمة انتخابية ببلدة كفرحونا في جزين بالجنوب. وأظهرت مقاطع فيديو الشباب المعتدى عليهم وهم مضرجون بالدماء، ويشاهد في المقاطع الموثقة لعمليات الفوضى سيارات تحمل أعلام حزب الله، وعناصر بأيديهم هراوات لسوق مناهضيهم، وسط صراخ وتهديد، بينما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن إشكالاً وقع أمام مستشفى الهراوي الحكومي في زحلة – المعلقة (البقاع) بين مجموعتين حزبيتين، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى.
ويرى المرشح اللبناني عن المقعد السني الدكتور مصطفى علوش، أن ما حدث من اعتداءات على الناخبين عملية “بلطجة”، مؤكدا أن حزب الله يفتعل المشاكل لإرهاب المواطنين، وهو أسلوب متوقع منه لإفشال الانتخابات بدلاً عن طرح المشاريع الاقتصادية للمنافسة على الانتخابات.
وأكد الوزير اللبناني السابق معين مرعبي، أن الاعتداءات التي تواصلت أثناء الاقتراع كانت بهدف منع الناخبين الأحرار من القيام بواجبهم الوطني في الانتخابات، وهو أمر غير مستغرب من حزب الله بل متوقعا، مشيراً إلى أن المعتدين عصابة من الخارجين عن القانون يعملون لصالح حزب الإرهاب ونظام الملالي لكسب المزيد من النواب ومصادرة القرار الشعبي اللبناني، لافتا إلى أن الدولة اللبنانية عاجزة عن إيقاف هذه الفوضى، وأمام عجزها تواصلت اعتداءات حزب الله على المرشحين لمنعهم من استكمال المعركة الانتخابية، وذلك بإطلاق النار عليهم، وإحراق منازلهم ومكاتبهم من أجل كبت الصوت الحر المستقل الذي ينادي بالحرية والعدالة. وأشار مرعبي إلى وجود أسباب عدة أدت إلى تخفيف نسبة المشاركة في العملية الانتخابية؛ أبرزها الاعتداءات الإرهابية، وامتناع عدد كبير من اللبنانيين عن الإدلاء بأصواتهم، نظرا للحالة المعيشية الصعبة التي يعيشونها، التي حالت دون وصولهم لصناديق الاقتراع بسبب تكلفة المواصلات التي تشكل عائقا كبيرا أمامهم.
في السياق ذاته، قال المرشح اللبناني عن المقعد السني الدكتور محمد بدره: إن المحور الفارسي الظلامي وشبكات التهريب عطلوا وصول الكثيرين إلى مقار الاقتراع في بعض المناطق وحاولوا اختلاق المشاكل في مناطق أخرى؛ في محاولة منهم لإرهاب المنتخبين والتقليل من مشاركتهم لرفع حظوظهم بالحصول على مقاعد أكبر، منوهاً إلى أن المشاركة الكبيرة من قبل اللبنانيين قد تنجح في معاقبة السلطة القائمة وإقصاء أدوات هذا المشروع من الوصول إلى البرلمان.
إلى ذلك، أكد الوزير اللبناني السابق إيلي ماروني، أنه كان من المنتظر أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات أكثر بكثير، لكن ما حصل يدل على اليأس لدى الشعب اللبناني من الطبقة السياسية ولا سيما الهيمنة من حزب الله وحلفائه واستعمال العنف وتهديد المواطنين والمناوئين لسياستهم لترهيب الناخبين وإبعادهم عن صناديق الاقتراع لتأمين فوزهم، مؤكدا أن هذا الأسلوب الإرهابي بات الشعب اللبناني على دراية به؛ ويدرك تماماً أن حزب الله وحلفاءه سيلجأون لمثل هذه الممارسات الإجرامية لفرض سيطرتهم على الشعب اللبناني بشتى الطرق.