الرياض – البلاد
انطلقت أعمال ملتقى “القيم المشتركة بين أتباع الأديان”، الذي تستضيفه رابطة العالم الإسلامي، في مدينة الرياض، بحضور عددٍ من القيادات الدينية.
وأوضح الوكيل للاتصال المؤسسي عبدالوهاب الشهري، أن الملتقى ينطلق على ضوء أهداف الرابطة المشمولة بنظامها الأساسي ولوائحها الخاصة بها، ترسيخاً لدورها العالمي كمنظمة دولية مستقلة غير حكومية تُعنى بنشر قيم الإسلام الداعية لخير الإنسانية، ومن ذلك التعاون مع الجميع حول تعزيز المشترَكات الإنسانية من أجل عالمٍ أكثر تعاوناً وسلاماً، ومجتمعاتٍ أكثر تعايشاً ووئاماً.
وقال: “إن الملتقى جاء على أساس متين من تعاليم ديننا العظيم الداعي للحوار والتعاون، لا سيما في دائرة المشتركات الجامعة التي تكفل التعايش الأمثل في عالمنا للتنوع الإنساني كافة، الذي على ضوئه تمَّ إيجاد المنظومة الدولية الحديثة تحت مظلة الأمم المتحدة، مشتملةً على منظمات وهيئات وبرامج عالمية يلتقي حولها الجميع، ومن بينها منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، التي أسهمت فيها الدول الإسلامية من خلال علمائها ومفكريها بدورٍ فاعلٍ”.
وبين الشهري أن في جُملة المحاور الرئيسة لهذا الملتقى إيضاح حقائق الإسلام التي جاءت رحمةً للعالمين، وبلغ نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم مكارمها للناس أجمعين، وهو من وصفه المولى، جل وعلا، بالخلق العظيم، وهو الخلق الذي ألف به القلوب وبلَّغ به الحق، في حين سعى التطرف والتطرف المضاد (حول العالم) محاولاً تشويه تلك القيم الإسلامية، ولكنها بهديها الرفيع وانفتاحها الإيجابي بلغت العالمين وقضت على محاولات التشويه وأخمدتها في مهدها، مستطرداً: ” وها نحن اليوم نشاهد تلك المحاولات تعاود -من مكان لآخر- سيرَتها الأولى لتنتج عنها مع الأسف مفاهيم ونظريات وشعارات كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)”.
وشهد الملتقى جلسة افتتاحية وثلاث حلقات نقاش، تناولت أولاها موضوع: “الكرامة الإنسانية”: المساواة (العادلة) بين البشر وعمق المشتركات الإنسانية مع التركيز على وجوب تفهم الخصوصيات الدينية والثقافية وعدم الإساءة لأتباعها، وإنما يجري الحوار حولها لإيضاح ما يلزم إيضاحه كما هو أدب الإسلام في الإيضاح والبيان.
فيما حملت الثانية عنوان “تجسير الإنسانية لخير الإنسانية: تفكيك مفهوم الصراع الحتمي للحضارات وصدامها وتعزيز قيم الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب لصالح الجميع”، تحت شعار: “أسرة إنسانية واحدة تتعارف وتتفاهم وتتعاون مع إيضاح الحق للجميع”.
وتناولت الثالثة موضوع: “الوسطية وتفهم الآخرين.. فطرية القيم الإنسانية ودورها في تكوين شخصية الاعتدال وتفهم التنوع بين البشر وعدم تحويلها إلى خوف وكراهية وصراع وإنما إلى حوار وتفاهم وتعاون لصالح الجميع”.
ويعقب حلقات النقاش حوار مفتوح حول المبادرات المقدمة، ثم عقد الجلسة الختامية، والبيان الختامي مشتملاً على إعلان القيم الإنسانية المشتركة على ضوء مخرجات مداولات الملتقى وتوافق الجميع.