حيث قدر الله عز وجل لي أن أكون طبيب عيون، اكتشفت أن مفهوم العيادة ومعالجة المرضى ليس مفهوما طبيا فحسب بل هو أشمل وأعظم وأدق من ذلك. حينما يأتي المريض للطبيب في العيادة نتصور جميعا ان الأساس في هذه المعادلة هو الطبيب الذي يعالج المريض، وهنا أقول إنني كما أقدم خدمة طبية للمرضى، فإنني أتعلم دروسا منهم عندما جمعتنا العيون.
تأتي تلك الأم وقد أصيب ابنها بالعمى وفي لحظة من اللحظات تقول كنت أتمنى ان هذا المرض الذي أصاب عيني ابني وأفقده البصر، ان يكون مرضاً أصاب عيني بدلاً من عين ابني، هنا تعلمت أعظم معاني الرحمة من امرأة بسبب العين، رأت عيناي حينها رحمة الله في الخلائق والتي تجلت داخل العيادة بدرس عظيم.
حينما يأتي شخص فاقد للبصر ويبتسم ويضحك ويقول الحمد لله وما زال يتكلم مبتسماً ضاحكاً راضيا ويقول (الحمد لله انا جالس أتكلم وغيرى لا يبصر ولا يتكلم) هنا يتجلى الرضا بالقضاء والصبر على البلاء.
اشخاص لا يبصرون النور لكنهم مبدعون ومكتشفون ومخترعون، تخطوا معاني الإعاقة، وكأن لسان حالهم يقول (فقدان البصر لا يعني فقدان الحياة)، حينها تهتف خلجات قلبي، قائلة وبصوت شجي، إنها ليست (عيادة) بل هي (مدرسة).
استشاري طب وجراحة العيون
استشاري الماء الأزرق والماء الأبيض وتصحيح النظر