مكة المكرمة – أحمد الاحمدي
أكد مختصون أن لكل منتج غذائي حالة حفظ تختلف عن الآخر، لافتين إلى ضرورة تجنب الهدر الغذائي عند إعداد الطعام أو التسوق وذلك من خلال كتابة قائمة محددة بأهم المشتريات والحرص على عدم تجاوزها، والتحقق من تاريخ انتهاء صلاحية الأطعمة واستهلاكها قبل انتهائها والبدء بالأقدم ثم الأحدث، وعدم الالتفات لعروض التخفيضات بشراء كمية كبيرة من الأطعمة التي قد لا تحتاجها، إضافةً إلى تجنب الشراء في حال كنت جائعًا حتى لا تشتري أطعمة أكثر من حاجتك.
وأضافوا إن أهدار الغذاء من أكثر السلوكيات السلبية المنتشرة في مختلف دول العالم ، وإن هناك عدة طرق لمواجهة هذه المشكلة ، منها اعتماد طريقة ذكية وحكيمة في التسوق، بوضع قائمة بالمشتريات المطلوبة، وتفادي الإفراط في التسوق، الانتباه لتواريخ صلاحية الأطعمة، ووضع الأطعمة القديمة في متناول اليد وتأخير الأطعمة الحديثة، وتخزين الأطعمة بطريقة آمنة لضمان بقائها أطول فترة صالحة للاستعمال، من خلال وضعها في الأماكن الصحيحة، كما أنه بدلا من التخلص من بقايا الطعام من الممكن استخدامها في تحضير وجبات جديدة.
وفي هذا السياق قال الدكتور محمد مطر السهلي وكيل كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة أم القرى وعضو جمعية حقوق الانسان وامام وخطيب أحد المساجد ،لاشك إن الهدر الغذائي يشكل خطرا جسيما على المجتمعات وما جاء في التقرير الرسمي ان هناك ارتفاعا في الهدر الغذائي يصل الى ٤٠ مليار ريال سنويا امرا مفجع فالهدر امرا مذموما شرعا وعرفا وخلقا، أما من الناحية الشرعية فهو مذموم لقوله عز وجل” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا” الآية .. وهو نهي عن الاسراف والهدر وقول الرسول صلى الله عليه وسلم” ما ملاء ابن ادم وعاءا شرا من بطنه” ونلاحظ ان الهدر لدينا متفاوت واكثر ما يكون في المناسبات العائلية مثل الزواجات وغيرها والمناسبات الأخرى مثل مآدب العزاء وسفر افطار الصائمين في شهر رمضان ولكن في الزواجات والمناسبات العائلية وما يتعلق بها نجد إن هناك هدرا كبيرا.
امتهان النعمة
ويستطرد الدكتور السهلي قائلا: كما أن الهدر الغذائي محرم لأن فيه هدراً للمال، والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن كثرة السؤال واضاعة المال وهو ايضا محرم لأن فيه امتهانا للنعمة في المناسبات العائلية، لافتا إلى أنه يعتقد أن علاجة في ثلاثة محاور أو أمور، الأول عن طريق التحذير منه من قبل ائمة وخطباء الجوامع والمساجد وتبيان للناس خطورة ذلك وتحريمه شرعا وكيف إنه أمر يؤدي أو مؤذن بزوال النعمة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” يا عائشه اكرمي نعمة الله ” كما أن الهدر الغذائي محرم ايضا لأن هدر المال يعد امتهان للنعمة علاوة على إنه محرم وعندما يأخذ الفرد أكثر من حاجته فهو يعتبر مزاحما لغيره ،أما المحور الثاني لعلاج هذا الامر فهو عن طريق بث التوعية بخطورة الهدر من خلال وسائل الإعلام الرسمي المقروءة والمسموع والمشاهد، أما المحور الثالث والأخير فهو التوعية ايضا عن طريق حملة تقوم بها وسائل التواصل الإجتماعي بأنواعها ولا شك أن جميع هذه الوسائل لها اثرها الفعال في معاجة الكثير من المشكلات ومنها ظاهرة الهدر الغذائي الذي لا ننكر وجوده في مجتمعنا وهو كما قلت محرما ومنبوذا ومذموما عرفا لدى العقلاء.
الفهم الخطأ
ويقول الدكتور رجب بن عبد ااحكيم بريسالي استشاري نفسي بمستشفى حراء العام بمكة المكرمة لاشك بأن الهدر الغذائي وخصوصا في هذا الشهر الكريم يعد من الظواهر السلبية للمجتمعات العربية عامة والمجتمع السعودي على الوجه الخصوص.
ومن وجهة نظري الشخصية فإن من أهم العوامل التي تؤدي إلى تنامي تلك الظاهرة هو الفهم الخطأ لفهم المعنى الحقيقي والأسمى للصيام، وهو تلمس حاجات المعوزين والمحتاجين بالامتناع عن الأكل والشرب وبالتالي السعي لمد يد العون والمساعدة لهم إضافة إلى العلاقة الروحية بين آلله وعبده والتي تزداد بالصوم وقراءة القرآن وقيام الليل.
وهناك بلاشك آثار سلبية على الصحة النفسية والتي تكون نتيجة للزيادة المفرطة جراء تناول كميات كبيرة من الأطعمة الضارة بالصحة العامة والصحة النفسية، لأن السمنة لها عواقب نفسية على النفس قد تكون عاملا للإصابة بالاكتئاب بسبب النظرة الدونية للذات عند زيادة الوزن.
سلوك مذموم
ويقول فضيلة الشيخ هاني النحاس امام وخطيب احد الجوامع بمكة المكرمة لا شك انه ومن المظاهر الملاحظة عند بعض الناس الإسراف والتبذير في الطعام، فالإسراف سلوك مذموم يرفضه الإسلام، ولا يليق بالعبد المؤمن أن يكون مسرفاً على الإطلاق.
فالإسراف في الطعام والشراب من التبذير؛ لما فيه من تضييع لنعم الله تعالى التي يجب أن تُشكر ولا تُكفر، كما ينبغي على المسلم ابتداءً عدم صنع كميات كبيرة من الطعام تزيد عن حاجته، حتى لا يتم هدر الطعام.
الأرز يتصدر القائمة
كشف مدير برنامج الحد من الهدر في الغذاء زيد الشبانات عن السلع التي تتصدر قائمة الهدر الغذائي في المملكة. وقال «الشبانات» إنَّ قيمة الهدر الغذائي في المملكة تصل إلى 40 ملياراً ونصف المليار ريال سنويًّا. وتابع، مدير البرنامج أن الأرز يتصدر القائمة كأثر السلع المهدرة سنويًّا، ويليه الدقيق. وكانت المؤسسة العامة للحبوب أكدت أن الفقد والهدر في الغذاء يعد هاجسًا عالميًّا لآثاره الوخيمة على المستوي الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وأضافت أن الفقد في الغذاء يؤدي إلى خسارة وهدر في الموارد النادرة التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من عملية إنتاج الغذاء على غرار المياه والأراضي والطاقة والموارد البشرية وغيرها. ويستهدف البرنامج الوطني للحدر من الفقد والهدر في الغذاء، نشر الوعي بأهمية التنويع الغذائي والمشاركة في التوعية بأهمية التنويع الغذائي والمساهمة في زيادة مصادر البروتين.