مكة المكرمة – عبدالهادي المالكي
لشهر رمضان المبارك في مكة المكرمة روحانية وعبق خاص فمن أصوات الأذان إلى مشهد قاصدي بيت الله الحرام ووجوههم تنضح بالشوق وتهفو إلى الطواف بالبيت العتيق وأداء شعائر العمرة ، فضلا عن زحام الأسواق حتى مطلع الفجر وخلال الأيام الماضية شهد مهرجان وفعاليات ليالي رمضان الترفيهية، في مشعر مزدلفة اقبالا من قبل الزوار من داخل مكة المكرمة ومن المحافظات المجاورة لها حيث يهدف المهرجان لخدمة زوار مكة المكرمة خلال الشهر الفضيل، وساكنيها، وإسهاما في استدامة إعمار المشاعر المقدسة ورفع جودة الحياة وتنوع الفعاليات في المجتمع المكي، وتضمن المهرجان الكثير من الفعاليات ومظاهر الحياة قديما في مكة المكرمة حيث الحواري والساحات ورواشين البيوت ومشاهد الباعة وهم يتجولون في الأسواق ، فضلا عن مشهد السقا وهو يجلب المياه العذبة إلى المنازل يوميا، كل هذه المظاهر والمشاهد جسدها مهرجان ليالي رمضان الترفيهية.
وفي هذا السياق قال كايد جروان منسق ومشرف الفعالية إن الفعالية تستهدف جميع افراد العائلة بجميع أعمارهم حيث تبدأ الفعالية بالأطفال حيث خصص لهم ركن من اجل أن يضع الأهالي الأطفال في هذا المكان تحت اشراف مجموعة من الفتيات السعوديات بعد ذلك تأتي الحارة المكية والتي تتجسد بدكاكينها وأكلاتها الشعبية، وحرف سكانها وأشهر الألعاب الشعبية التي كانت في الماضي. بعد ذلك تاتي منطقة الاكلات الشعبية الرمضانية التي تشتهر بها المنطقة بصفة عامة ومكة المكرمه بصفة خاصة مثل البليلة والحلويات والفول والمعصوب والسوبيا والكبدة.
فضلا عن وجود الأسواق القديمة مثل العطارة وبائع اللبن وبائع الفول والمصوراتي والحداد والنجار وصانع الأحذية الخراز وغيرها من المهن التي تعتمد على الأعمال اليدوية غالبا، والتي لم نعد نرها في الوقت الحاضر إلا نادرا وتبرز الحارة الموروث المكاوي كالتراث العمراني بالحارات القديمة والمشغولات التقليدية والمنتجات المكية اليدوية.
مسابقة الأطفال
بعد ذلك تاتي منطقة المشي المخصصة للرياضات وتأجير الدراجات الهوائية ثم يأتي بعد ذلك المسرح والذي تقام عليه فعالية مسابقة للطهي والازياء ويوجد لجنة للتحكيم تقيم ما يتم عمله على المسرح بالإضافة الى فعاليات ومسابقة للأطفال ويشهد المسرح اقبال كبير من قبل الزوار.
بالإضافة الى معرض للخداع البصري. وتعد منطقة المستراح ثالث مناطق الفعالية إذ جهزت بالكامل لاستقبال كبار الزوار وتحتوي على جلسات ذات طابع تقليدي بأسلوب حديث وفاخر. والمنطقة الرابعة، «الحماس»، التي خصصت للنشاطات المختلفة، حيث دمجت فعالية ليالي رمضان الحاضر بالماضي، بإبراز حارات مكة القديمة ودكاكينها وأزياء الباعة، وأعطت في الوقت ذاته مساحة للجانب التقني الحديث، بألعابه الجديدة وعروض الضوء، بهدف إضفاء طابع جديد وفريد.
“البلاد” التقت بمجموعة من الشباب الذي تطوعوا بتقمص دور الشخصيات الحرفية في الماضي مثل السقا وفرقنا والسرجي وغيرها من الحرف والتي عبروا فيها عن المعاناة التي كان يجدها اباؤنا واجدادنا في الماضي من اجل البحث عن لقمة العيش والحصول على الخدمات البسيطة في ذلك الوقت.
دور العمدة
نايف آل درويش والذي كان يمثل دور العمدة في الحارة المكية قال: لقد اختلف دور العمدة تماما في الماضي عن الوقت الحاضر حيث كان في الماضي يعرف جميع افراد حارته ويعرف المريض والمواليد الجدد وكان يمثل دور القاضي والشرطة والمعلم حيث انه كان يحكم بين المتخاصمين في الحارة وكان يقبض على الأشخاص المطلوبين ويسلمه الى الشرطة وكان هو المربي والمعلم والموجه لشباب وأطفال الحارة اما الان فاختلف الوضع حيث اصبح العمدة لا يعرف من سكان الحي احداً ومهمته اقتصرت فقط على الختم.
اما وائل نصيب والذي مثل دور بائع الحنابل قال عندما نظرت الى الحنابل والشراشف القديمة شعرت باننا في نعمة في وقتنا الحاضر في ظل الرفاهية التي نعيشها.
لقمة العيش
وقال رامي نور الدين والذي يجسد دور بائع الكولا: لقد تعبت يدي وانا احمل صندوق الكولا واجوب في في مسافة 20 مترا فما بال بالبائع في الماضي الذي كان يجوب الحواري ويمشي مسافات طويلة لقد كان البحث عن لقمة العيش فيه صعوبة ومعاناة نحمد الله اننا لم نعشها.
راشد عبدالرحمن الذي يمثل دور السقا قال: اننا نعيش في ظل حكومتنا الرشيدة في نعمة من رغد العيش فقد اصبح الماء يأتينا الى منازلنا دون عناء البحث عنه وبكميات كبيرة ووفيرة عكس تماما عن زمن السقا والمعاناة التي كانت تحصل لهم وقلة الماء في ذلك الزمن مقارنة بوفرته في زماننا هذا، وما نتمتع به من نعم واستقرار وخدمات متميزة في كافة مناحي الحياة.
نقل الحجاج
من جهته أوضح كامل الحكيم الذي كان يمثل دور نقل الحجاج في سيارات (اللوري) القديمة أنه عندما نشاهد الخدمات الجليلة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجاج في وقتنا الحاضر ينتابنا الفخر والاعتزاز حيث كان الحجاج في الماضي يعانون منذ نقلهم باللواري والتي لا يتواجد بها التكييف حتى يصلوا الى المشاعر المقدسة وكذلك الخيام التي كانوا يحملونها معهم ويقومون بنصبها في المواقع المخصصة في منى والتي كانت تتعرض للحرائق.