1 – درس في الكتابة:
في الفترة التي أمضيتها موظفاً بإحدى الوزارات بالرياض والتي تقارب أربع سنوات كنت خلالها متعاوناً كمندوب لجريدة المدينة المنورة في عهد صحافة الأفراد، لصاحبها علي وعثمان حافظ – رحمهما الله – وكانت تصدر حينذاك أسبوعية، كانت لي مشاركات كتابية فيها من خلال عمود أسبوعي بعنوان (مع المجتمع) أقدم فيه موضوعات إصلاحية ذات صلة بهموم الحياة والناس، إضافة إلى المشاركة في كتابة أسبوعياتها أحياناً، وتقديم صفحة (منوعات) باسم (جرب حظك) وكان لها قراء كثر.
وفي زيارة قمت بها للمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكـى التسليم، قابلت خلالها ولأول مرة رئيس التحرير الكاتب الأديب الشيخ علي حافظ رحمه الله وكان موجهاً للشباب الواعد قبل أن يكون مشجعاً، وقد رحب بي وأكرمني وقبل سفري وتوديعي له أبدى لي في جلسة خاصة إعجابه بما أكتب مهدياً لي نصيحة أو على الأصح درساً قيماً وتوجيهاً موفقاً في مجال الكتابة ونصها (الابتعاد عن أسلوب الخشونة والعنف والإثارة غير المحمودة، وانتهاج أسلوب اللين في معالجة المواضيع التي أتطرق لها، تأسياً بالطبيب الذي يتلمس مكامن الداء في المريض فيصف له الدواء! لأكسب بذلك ود المسؤول والقرب منه، وآمن من ضديته لي؟).
ولقيمة ووجاهة نصحه لي فقد كان ذلك ديدني في مسيرتي الكتابية وخلو أسلوبها من الخشونة والعنف والإثارة والتطرف؟ وحمد نهجي من عرفني وتابع كتاباتي من مسؤولين وغيرهم؟
2 – خدمة رائدة ومتميزة:
كنت ذاهباً في صباح يوم من الأيام، لمراجعة إحدى الجهات الحكومية، وعند بوابتها الرئيسة استوقفني أحد المواطنين لا أعرفه، وقال لي: ألست فلاناً؟ قلت بلى: قال لي إليك حاجة قلت: وما هي: قال (أنا كما ترى كبير في السن) وقد جئت مراجعاً لهذه الإدارة، وما أن وصلت للمصعد أخذ بيدي عامله إلى صالة (انتظار المراجعين) فاستقبلني المسؤول عنها، وأجلسني مع الموجودين فيها، وأخذ رقم معاملتي وقال لي استرح يا عم وسيكون عامل الصالة في خدمتك، وبعد قليل آتيك بالنتيجة، وما هي إلا هنيهة من الوقت ويحضر لي نتيجة معاملتي.
فأحببت من خلال صلتك بالصحافة توجيه الشكر لمدير هذه الإدارة والمسؤولين فيها على حسن الخدمة التي تقدمها لمراجعيها وخاصة كبار السن أمثالي وذوي الظروف الخاصة وتخصيص مكان لتجمعهم مهيأ بالأثاث والإنارة والتكييف وتكليف موظف يقوم على تعقيب معاملاتهم في شعب وأقسام الإدارة إضافة إلى تقديم مياه الشرب والشاي والقهوة لهم بالمجان.
قلت له: كان الله في عونك، والخدمة التي قدمتها وتقدمها هذه الإدارة لك ولغيرك من مراجعيها على مختلف طبقاتهم، تعتبر خدمة مميزة ومبادرة إنسانية غير مسبوقة من المسؤولين فيها ستقابل بالإحسان والقبول والإشادة – إن شاء الله في مجال الرأي العام – لأنها تنطلق في هدفها ومدلولها من وعي مسؤول يدرك مفهوم الرسالة المنوطة به تجاه أمته ووطنه وتحقق حسن الظن به أمام الله ثم أمام ولاة الأمر والناس أجمعين.
نبض الختام: أتمنى لو حذت الإدارات الخدمية الأخرى ذات الصلة بخدمة الجمهور حذو هذه الإدارة في تنظيمها الرائد وخدمتها المميزة.
والله الموفق،،
Ali.kodran7007@gmail.com