كييف – البلاد
لوّح حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بتكبيد روسيا ثمنا باهطا حال استخدامها الأسلحة الكيميائية، مؤكدا أنها نشرت صواريخ جديدة وهذا ينتهك المعاهدات الدولية، وأن الهجوم على أي حليف سيستنفر قوات الحلف للرد.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبيرغ، أمس (الثلاثاء)، إن روسيا ستدفع ثمنا باهظا إذا استخدمت أسلحة كيميائية، مبينا أن الناتو يتواصل مع القيادة السياسية الأوكرانية على كافة المستويات، وأنه لا خطط لديه لنشر صواريخ نووية متوسطة المدى في دول الحلف، معلنا عن أن وزراء الدفاع بالحلف سيعقدون غدا اجتماعا لإعادة خططنا الدفاعية. وطالب أمين عام الناتو روسيا بعدم استخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الحلفاء يوفرون معدات عسكرية متطورة تساعد على مقاومة الروس، محملا الرئيس بوتين مسؤولية الحرب معتبرا أن بإمكان الرئيس الروسي سحب قواته الآن.
ودعا ستولتنبيرغ الدول الأعضاء لزيادة الميزانية الدفاعية لـ2 % من الناتج القومي، منوها بضرورة زيادة الاستثمار في القدرات الدفاعية، وتعزيز أمن الحلف السيبراني، بينما أعلنت السلطات المحلية في دنيبرو الأوكرانية عن تسجيل “دمار هائل” في مطار المدينة في شرق البلاد بعد قصف روسي أمس، حيث أكد حاكم منطقة دنيبرو فالنتين ريزنيتشينكو، أن ضربتين روسيتين دمرتا مدرج الإقلاع والهبوط، مع تضرّر مبنى المطار. في وقت فرضت العاصمة الأوكرانية كييف حظر تجوّل لمدة 36 ساعة اعتبارًا من مساء أمس وسط “لحظة صعبة وخطيرة” بعد عدة ضربات روسية، حسبما أعلن رئيس البلدية فيتالي كليتشكو. وقالت السلطات إن العاصمة الأوكرانية كييف تعرضت لقصف روسي مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها على كافة الأراضي الواقعة في منطقة خيرسون الأوكرانية. بالمقابل، أوضحت وزارةُ الدفاع الأوكرانية، من جانبها، أنها لن تسمح للجيش الروسي باحتلال أي جزء من أوكرانيا. وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف على أن القوات الروسية ستتخذ تدابير فورية لتعطيل مؤسسات الصناعات العسكرية الأوكرانية. من جانبه أعلن مسؤول أوكراني كبير أن الجولة الرابعة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا استؤنفت أمس بعدما توقفت في اليوم السابق، مشيرا إلى أن مطلب كييف وقف إطلاق النار سيكون من المسائل التي ستطرح على طاولة النقاش. وقال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك ومستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على “تويتر”: “المفاوضات جارية”، مشيرا إلى أن قائمة المسائل التي ستطرح على طاولة المناقشات تشمل “وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية” من الأراضي الأوكرانية.
وبينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، إنه “يجب الاعتراف أن كييف لن تنضم إلى الناتو”، مطالباً العالم بوضع حد لروسيا قبل أن تتمادى أكثر، طالب الغربيين بمنع الطائرات الروسية من دخول المجال الجوي الأوكراني، لكن حلف شمال الأطلسي رفض حتى الآن فرض منطقة حظر جوي خشية أن يتسبب ذلك بتصعيد عسكري. ورفضت الولايات المتحدة ومسؤولو حلف شمال الأطلسي بوضوح فكرة فرض منطقة حظر جوي باعتبار أن ذلك سيعد عملا حربيا من جانبهم، فيما قال مصدران مطلعان إن مسؤولي البيت الأبيض يناقشون احتمال سفر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أوروبا في الأسابيع المقبلة لبحث موضوع روسيا وأوكرانيا مع الحلفاء. في وقت قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: إن الطريقة الوحيدة لتطبيق منطقة حظر جوي هي إرسال طائرات مقاتلة تابعة للأطلسي إلى المجال الجوي الأوكراني ثم إسقاط طائرات روسية لفرضها. وجدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رفض دخول الاتحاد الأوروبي الحرب ضد روسيا أو فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، وهو الطلب الذي طالما كرره رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.