كييف – البلاد
بينما أعلنت واشنطن عدم إمكانية فرض حظر الطيران في أوكرانيا، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى إسقاط طائرات روسية وبالتالي حرب شاملة، يرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن رفض الحظر الجوي يعني الضوء الأخضر لمواصلة الضربات على مدن وقرى أوكرانية، مطالبا بالموافقة على قرار الحظر الجوي للطائرات الروسية، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو لا يمكن أن تتسامح مع أي خطر يهددها، وسترد دون الأخذ في الاعتبار طبيعة الجهة المتورطة أو الداعمة لها.
وشدد بوتين على أن روسيا لن تقبل إلا بأوكرانيا محايدة بلا سلاح يهدد أمنها، وحدودها على الإطلاق. وقال: “لن نقبل بالسلاح على حدودنا، ونسعى إلى التخلص من النزعة النازية التي تفشت بين بعض المسؤولين في كييف”. وعن احتمال فرض حظر طيران فوق الأجواء الأوكرانية، أكد أن أي محاولة لفرض منطقة حظر جوي من أي بلد آخر سنعتبرها مشاركة مباشرة في الأنشطة العسكرية، تستوجب الرد، مكررا اتهام السلطات الأوكرانية بالتخطيط لتهديد الأمن الروسي. وقال “إذا دخلت كييف ضمن الناتو هذا يعني أنه بإمكان الحلف الدخول إلى أوكرانيا والقضاء على الجمهوريات في الشرق الأوكراني”، مبينا أن بلاده لم تستطع تجاهل التصريحات التي تحدثت في الآونة الأخيرة عن تحول الجارة الغربية لقوة نووية، في إشارة إلى تصريحات صدرت سابقا عن مسؤولين غربيين، مبرراً بذلك الدوافع التي جعلت الكرملين ينفذ العملية العسكرية.
وحذر من تصريحات كييف الأخيرة حول الحصول على سلاح نووي، معتبرا أن “لدى أوكرانيا منذ أيام الاتحاد السوفيتي بنى تحتية نووية، وبالتالي فإن إمكانية تصنيعها لصواريخ باليستية وغيرها، أمر وارد جدا وحقيقي، ما يهدد أمن روسيا”، مشددا على أنه لن يسمح بمثل هذا الخطر على أبواب بلاده. من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس، أن بولندا من أولى الدول التي استجابت وتأهبت لدعم أوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية الروسية، مستقبلة النازحين الأوكران، مشددا على أن الولايات المتحدة ستواصل دعم أوكرانيا ضد الهجمات الروسية.
وكرر ما سبق أن شدد عليه لجهة موقف الناتو، قائلاً إن دول الحلف ستدافع عن كل شبر من أراضيها في وجه التهديدات. وشدد البيت الأبيض على أن استهداف المنشآت المدنية في أوكرانيا جريمة حرب، مشيراً إلى أنه بإمكان الولايات المتحدة إعطاء الجنائية الدولية معلومات بشأن ما تقوم به موسكو هناك، معلنا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليس لديه نية للتعامل بشكل مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف أن واشنطن لا تريد تغيير النظام في روسيا، فيما يجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل طارئ مجددا غدا، للبحث في الأزمة الإنسانية التي تسبب بها الهجوم الروسي على أوكرانيا، بناءً على طلب الولايات المتحدة وألبانيا. من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه انضم إلى أعضاء مجلس دول بحر البلطيق في تعليق عضويتي روسيا وروسيا البيضاء (بيلاروسيا)، حليفة موسكو، في المجلس. وقال أمس إن “هذا القرار يأتي في إطار رد الاتحاد الأوروبي والشركاء من ذوي التفكير المماثل على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وضلوع بيلاروسيا في هذه الحرب غير المبررة”.
وأضاف: “يتفق الاتحاد الأوروبي مع الأعضاء الآخرين في مجلس دول بحر البلطيق (الدنمارك وإستونيا وفنلندا وألمانيا وأيسلندا ولاتفيا وليتوانيا والنرويج وبولندا والسويد) على أن يظل تعليق عضويتي روسيا وبيلاروسيا سارياً لحين إمكانية استئناف التعاون على أساس احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي”.