جدة – عبدالهادي المالكي
استمتع زوار فعاليات “يوم التأسيس” في مختلف مناطق المملكة بعروض صناعة الحِرف اليدوية والمواد المستخدمة معها المكونة من أدوات بسيطة وخامات ومواد طبيعية، مع تشكيلاتها المتنوعة، وتكون جميعها مستمدة من التراث القديم، إذ تمثل موروثاً يعبّر عن هوية وتاريخ المكان التي جرى تناقلها من جيل إلى آخر. وارتبطت هذه الحِرف اليدوية بالإرث التاريخي وحياة سكان المنطقة لعقود زمنية، ومن أبرز هذه الصناعات الصناديق والخوصيات والسدو والسبح، والبنادق والخشبيات، والتطعيم والخرز، وحرق الخشب، والسفن، والقراقير، وشباك الصيد، وغيرها.
عدد من الحرفيين أكدوا أن المملكة ستشهد مستقبلا مزدهرا في الحرف والصناعات اليدوية، داعين إلى تطوير هذا القطاع وإضافة لمسات عصرية عليه تتواءم مع العصر والجيل الحالي، كما يحتاج لمراكز ومعاهد تدريبية وتسليط ضوء أكبر عليه. وأشاروا إلى أن الحرف والصناعات اليدوية تمثل موروثا ثقافيا وصناعيا واقتصاديا للدول والثقافات المختلفة، وشهدت المملكة صناعات وحرفا متنوعة تتابعت ممارستها جيلا بعد جيل، كما اشتهرت مناطق عدة بالنشاط الحرفي، منها المنطقة الشرقية، ومكة المكرمة، وعسير والقصيم وغيرها، حيث تتمتع المملكة بأنواع متعددة من الخامات والمواد، التي تستخدم في الحرف اليدوية، وفي فعاليات يوم التأسيس بجدة تتركز أنواع عديدة من الصناعات الحرفية أبرزها، الأقفاص، والخوصيات، والحلويات الشعبية، والأدوات المعدنية، وشباك وأقفاص الصيد البحري والألعاب الشعبية وأدوات الزراعة القديمة وأدوات الطبخ والكروشية وغيرها من الحرف اليدوية. هذا وقد استمتع زوار فعاليات “يوم التأسيس” التي أقيمت بموقع الفعاليات بطريق الملك بجدة بمشاهدة عروض صناعة الحِرف اليدوية والمواد المستخدمة معها المكونة من أدوات بسيطة وخامات ومواد طبيعية، مع تشكيلاتها المتنوعة، وتكون جميعها مستمدة من التراث القديم، إذ تمثل موروثاً يعبّر عن هوية وتاريخ المكان التي جرى تناقلها من جيل إلى آخر.وارتبطت هذه الحِرف اليدوية بالإرث التاريخي وحياة سكان المنطقة لعقود زمنية.
“البلاد” التقت بالحِرفي علي معتوق الذي تخصص في مهنة صناعة منتجات السعف فقال إن النخلة تعتبر شجرة لها حضورها في بيئة المملكة العربية السعودية فمنها نأكل التمر ونبني منازلنا ونصنع منه منتجات كثيرة ومنها صناعة الأحذية التي كنا نستخدمها قديما ونالت استحسان الحضور من خلال دمج الماضي بالحاضر، وشموخها بين الأركان التراثية، مشيراً إلى أنه ورث المهنة التي نقلها عن اجداده وأبيه منذ أكثر من 30 عامًا.
وفي ركن آخر يجلس صالح الحسين والذي تخصص في صناعة جلسات “الاسل” وهي عبارة من اغصان تؤخذ من نبات الاسل الذي يتواجد بجوار منابع المياة والمستنقعات واقال انه يستغرق في صناعة الجلسة على حسب مساحتها حيث تستغرق الكبيرة منها من يومين الى خمسة أيام على حسب وقت الفراغ.
وبيّن حبيب الفرحان الذي تخصص في صناعة الخوص ان هذه المهنة منتشرة في اغلب مناطق المملكة وخاصة التي يتواجد فيها النخل بكثره حيث انها تعتمد على سعف النخل ونعمل من هذا السعف الجلسات ومفارش السفرة واواني حفض الطعام وسلال لحفظ الملابس
وقال الحرفي فاضل احمد الذي استعرض مهنة صنع ” القفاص ” أن مهنة القفاصة من المهن الإبداعية والحِرفية التي تتطلب مهارة عالية ودقة، إضافة إلى قدرة على الابتكار والتطوير الذي يشكل العامل الرئيس لاستمرارها وعدم انقراضها، مشيراً إلى أنه ورث المهنة التي نقلها عن عمّه وأبيه منذ أكثر من 15 عامًا، وتستلزم استخدام عدد من الأدوات منها ” المجوب ” وهي أداة تستخدم للتثقيب والحفر على جريد النخل، و ” المنجل ” الذي يستخدم للقطع والتنظيف، و ” المنشار “، الذي يستخدم في أعمال القص.
وأشار إلى أن مهنة القفاص تعتمد في أساسها على سعف النخيل الذي يستخدم لتصنيع أدوات مختلفة في الحياة اليومية متنوعة ما بين أقفاص الطيور بعدة أشكال وألوان وسلال الرطب والمباخر، وكرسي القران، إضافة إلى “المنز” وهو عبارة عن سرير للأطفال، و” السجم” وهو سرير للكبار.
محمد سالم الغامدي الذي تخصص في حرفة نجارة الألعاب الشعبية قال اجدادنا وآباؤنا في الماضي لم تصلهم التقنية والألعاب الموجودة في وقتنا الحاضر ومن هنا انطبق عليه المثل الذي يقول ( الحاجة ام الاختراع) حيث اخترعوا العاب لانفسهم من الطبيعة مثل (الصفريقة) و(النبيلة) و(المدويرة) و(المهريره ) و(المزمار) و(المقطار) بالإضافة الى مجسمات لسيارات وعربات الخيول وكل هذه الأدوات يتم تصنيع من الشجر المتوفر لدينا في الاودية.