تتعدد تعريفات الأمور من وجهات نظر أصحابها، وهذا أمر جميل يظهر تنوع وجهات النظر من زوايا مختلفة للأمور، وهو أمر يثري الفكر والتنوع الثقافي في المجتمع العلمي والثقافي والاجتماعي وحتى الرياضي، ومحاولة اختزال موضوع ما في وجهة نظر معينة يعود بنا إلى المربع الأول.
إن تحدث غيري عن وجهة نظره في شكل الإعلام الرياضي وتحديد ممارسيه وخصائصهم بطريقة معينة، فله الحق في ذلك ، ولكن بشرط عدم تفصيله على مقاسه الشخصي فقط، ولا يجب أن ننسى أن المقاسات والولاءات تتغير بشكل كبير وفي إطار أقرب إلى النفاق، ولا يجب أن ينسى من يقومون بتفصيل المقاسات بطريقتهم الخاصة أنهم ساهموا ويساهمون في سن هذه السُنَّة القبيحة التي شكلت إعلامنا الرياضي على مر السنوات السابقة.
الإعلام الرياضي هو أن تضيف للمتلقين معلومة تجعلهم يفكرون في الحالات والمواقف، وطريقة تحليلك له، وربما قيامهم بتحليلهم الخاص بها … بمعنى آخر أن تجعل المتلقي يفكر، وهو أن تكون صاحب وجهة نظر نابعة من اللعبة وليس لمصالحك أو تصفية حساباتك، وهو أن تكون ذا روح إبداعية في ما تقدمه وليس نفس الهذرة يوميا.
الإعلامي الرياضي لا يجب أن يكون عبداً للنادي الذي يشجعه وتابعاً لرموزه؛ ليقدم محتوى ووجهة نظر نابعة من هذا الأمر، كما لا يجب أن يتحول إلى أراجوز يجعل الناس تتطاول عليه وتستهزئ به لتفاهة وسطحية ما يقوله، وهو أن تعرف متى تصمت عندما لا يكون لديك ما تضيفه، لا أن تصنع الإثارة الرخيصة لأن الصمت في حد ذاته فن.
بناء على ذلك عزيزي المتلقي لك الحرية إن (اقتنعت بكلامي) أن تُقصي النسبة التي تراها مناسبة ممن تم وضعهم في واجهة إعلامنا الرياضي، ولك أن ترى معايير تقديم البرامج وضيوفها لترى أن كل المؤهلات المطلوبة هي أن تكون متعصبا، ولك متابعون بالآلاف، ويشبهونك، أو أن تكون لديك الجاهزية أن تقدم نفسك كشخص سخيف في طروحاتك، أو بمعنى آخر (قادر أن تولعها كل يوم). أتمنى أن نشاهد حراكاً يبدأ من خلاله النظر في صناعة إعلام رياضي حقيقي يواكب النهضة الإعلامية الكبيرة التي نشهدها في مجالات الإعلام الأخرى.
بُعد آخر..
أصحاب نظرية المؤامرة الكروية يذكرونني بأصحاب نظريات المؤامرة التي صاحبت فيروس كوفيد 19.