تحتفي المملكة العربية السعودية، حكومة وشعباً وقيادة، هذه الأيام بذكرى يوم التأسيس المجيد المصادف لليوم 22 فبراير من كل عام، اليوم الذي صدر به الأمر الملكي يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس) ويصبح إجازة رسمية، يستلهم ويستعرض الشعب السعودي من خلالها المعطيات الخيّرة، أفراداً وجماعات: البطولات والانتصارات الباهرة التي تحققت على أيدي مؤسسيها الملوك البررة، وباتت تعيش البلاد في أمن وأمان واستقرار ونهضة شاملة على كافة الأصعدة وقضى على ما كان يسودها من فرقة وتشتت وخلافات.
ونحن عندما نحتفي بتاريخ تأسيس الدولة السعودية منذ بداياتها الأولى، إنما نحتفي بما تخللها من كفاح وصمود وبطولات وحسن تخطيط على أيدي حكامها وملوكها الأبطال الشجعان الذين أبلوا بلاءً حسناً للوصول بها إلى مشارف الرقي والتقدم والأمن والاستقرار، ويظل تاريخ تأسيسها حياً في أذهان الأجيال الحاضرة والمستقبلية، وما تخلله من كفاح وبطولات رائدة سجلها تاريخ مسيرة المملكة عبر عصوره الماضية والحاضرة بمداد الفخر والاعتزاز.
وتأصيلاً لمسيرة يوم التأسيس المجيد (تاريخياً) ولما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من رؤية تأريخية، وخاصة إلمامه الشامل بتاريخ المملكة العربية السعودية، عبر أدوارها التأسيسية وما واكبها من وقائع وأـحداث والجزيرة العربية عامة، فقد أشار – يحفظه الله – إلى أن اختيار هذا التاريخ يعود لمنتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير شباط من عام 1727م هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى.
ومع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة التي شهدت استقراراً وازدهاراً في مجالات متنوعة والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة وخارجها).
ومجمل القول: فإن يوم التأسيس المجيد الذي نحتفي بحلوله هذه الأيام، يمثل مناسبة وطنية عزيزة على كل مواطن سعودي، توضح مدى رسوخ وثبات مؤسسة الحكم ونظام الدولة في المملكة لمدة زادت على ثلاثة قرون، على مبادئ الإسلام الصحيحة والحكم الرشيد والتنمية المستمرة للبلاد وتعزيز مكانتها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وكانت خدمة البيتين وضيوف الرحمن أولوية قصوى لأئمة الدولة السعودية وتوارثها ملوك المملكة وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – يحفظهما الله – .
وقد أحسنت الدولة صنعاً ممثلة في أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – بأن يكون يوم (22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس) لما لذلك من أهمية بالغة عبر أدوار تاريخ المملكة الخالد المجيد، وذكرى عزيزة يظل صداها يتردد على أسماع وألسنة الأجيال الحاضرة والمستقبلية (احتفاءً.. وولاءً .. ووطنية).
نبض الختام:
اهتمام الدولة – أي دولة – بالحفاظ على تاريخها وتراثها وربط ماضيها بحاضرها دلالة واضحة على حكمة قيادتها.
والله الموفق،،
Ali.kodran7007@gmail.com