البلاد : متابعات
افتتح معالي وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ اليوم الإثنين أعمال ملتقى التوجهات العالمية في التعليم الإلكتروني والمعرض الافتراضي المصاحب الذي تنظمه الجامعة السعودية الإلكترونية؛ بمشاركة خبراء ومفكرين دوليين و أكثر من 40 متحدثاً ومتحدثة من مختلف دول العالم يناقشون مستقبل التعليم وتوجهاته عبر 6 جلسات وورش عمل معرفية وحوارية، وذلك في العاصمة الرياض.
ويهدف الملتقى؛ لاستعراض منهجيات التعلّم الحديثة والطرق المثلى لتوظيفها في التعليم الإلكتروني، وجلب وجهات نظر جديدة ودوافع للابتكار في التعليم الإلكتروني وزيادة التبادل المعرفي واكتشاف التغييرات الكبيرة المقبلة في مجال التعليم، إضافةً إلى صقل المهارات والمعرفة لدى أعضاء هيئة التدريس، ومن في حكمهم لتعزيز وتسريع التحوّل في مجال التعليم الإلكتروني.
وقال وزير التعليم خلال كلمته لافتتاح أعمال الملتقى: “إننا إذ نحتفي هذه الأيام بمناسبة يوم التأسيس لوطننا على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، الذي بدأ بناء الدولة بالاهتمام بالعلم والتعليم، لنفخر بتأسيس قاعدة راسخة، جعلت التعليم اللبنة الأولى في بناء الدولة، والركيزة الأساس لقوة المجتمع وتطوره وتحضره”، مؤكداً على إدراك المملكة المبكر أن التحدي القادم يكمن في رفع كفاءة الممكنات التعليمية، وتعظيم الاستفادة مما هو متاح، والبحث عن الجديد، وذلك قبل اعتماد هيئة الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة، لاسيما فيما يتعلق بالهدف الرابع منها “ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع”، منوهاً بالمبادرات والبرامج التي أُطلقت لتطوير المنظومة التعليمية بمختلف مستوياتها، وفي باكورتها صدور الأمر السامي عام 2011م بإنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية، لتكون رائدة في برامج التعليم المدمج، وبرامج التعليم المستمر، والتعلّم مدى الحياة.
وأضاف الوزير آل الشيخ أن رؤية المملكة 2030 جاءت راسمةً لجملة من الأهداف الإستراتيجية، ومنها أهداف التعليم (العام والجامعي)؛ لتطوير مخرجاته، وتحسين تكافؤ فرص الحصول على التعليم، وتحقيق المنافسة العالمية، لافتاً إلى أن المملكة استطاعت أن تحقق على صعيد التعليم الإلكتروني جملة من المنجزات في وقت قصير، تمثّل في تقديم خدمة التعليم عبر منصات التعليم الإلكتروني لأكثر من 9 ملايين مستفيد في التعليم العام أو الجامعي، مما نتج عنه اختيار منظمة اليونسكو النموذج السعودي للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد؛ لتوثيقه ونشره واعتماده كإحدى أفضل الممارسات العالمية في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، ولتسجل المملكة بذلك ضمن أفضل 4 ممارسات على مستوى العالم في هذا المجال، منوهاً في ذات الوقت باعتماد منظمة اليونسكو للإطار التقويمي الذي أعده المركز الوطني للتعليم الإلكتروني من خلال الدراسة الدولية التي قامت بها المنظمة لأفضل الممارسات العالمية في التعليم الإلكتروني.
وأشار وزير التعليم إلى أن المسؤولية تفرض علينا أن نبني للأجيال القادمة نظاماً تعليمياً إلكترونياً، يواجه تحديات المستقبل، ويقدم المعارف والمهارات في قالب يحفّز على التطوّر والابتكار، ويضمن الاستدامة وفق أسس علمية راسخة ومرنة، مؤكداً على أهمية الملتقى في مناقشة مستقبل التعليم الإلكتروني، وما يتطلبه من تبادل معرفي ومهاري وتقني، لاستشراف التغيّرات المستقبلية.
وتطلع معاليه في ختام كلمته إلى خروج الملتقى بمبادرات نوعية، يأتي في مقدمتها إنشاء منصة تسهم في توفير تعليم إلكتروني عالي الجودة، تتكامل مع المنصة الوطنية للتعليم الإلكتروني futurex، وإيجاد دوافع جديدة للابتكار توظف التقنيات المتطورة في التعليم الإلكتروني، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، وتسهم في تطوير معارف أعضاء هيئة التدريس ومهاراتهم في هذا المجال.
وألقت سعادة رئيس الجامعة السعودية الإلكترونية د.ليلك بنت أحمد الصفدي كلمة أكدت فيها أن العالم اليوم يعيش تغيرات متسارعة أعادت رسم التوجهات وصياغة المستقبل، من أبرزها تسارع وتيرة الابتكار والتقدم التقني والمعرفي، إلى جانب أثر جائحة كورونا المستجد وتحوراته التي عززت من قيمة التعلّم الإلكتروني؛ لتكون تجربة المملكة من التجارب الرائدة والناجحة، منوهةً بالتحولات الاقتصادية والتغيّرات في سوق العمل التي فرضت ولادة وظائف ونماذج عمل جديدة، لافتةً إلى أنه بحلول عام 2025 سيتم إحلال 85 مليون وظيفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وإعادة تأهيل 50% من العاملين، وتحوّل 33% من الوظائف إلى العمل عن بُعد.
وأضافت د.الصفدي: أننا نشهد عصراً تقنياً لامس جميع القطاعات، بما فيها التعليم؛ ليتجاوز حجم سوق تقنيات التعليم العالمي 400 مليار دولار، بما فيها تقنيات الواقع الافتراضيّ والمقدّر 12 مليار دولار، وتقنيات الذكاء الاصطناعيّ 6 مليارات دولار، إلى غير ذلك من التقنيات الناشئة والمتغيّرات المتسارعة التي غيّرت مفاهيم أساسية في التعلّم، وأوجدت أنماطاً حديثةً في التعليم، ونمواً متسارعاً في التعليم الإلكتروني يُقدر بـ 7 أضعاف عن نمو التعليم التقليدي، وسوق عالمي يُقدر بترليون دولار بحلول عام 2027، تستحوذ المملكة العربية السعودية فيه على الحصة الأكبر في السوق الإقليمى بنسبة 35%، مشيرةً إلى أن انطلاق الملتقى السنوي للتوجهات العالمية في التعليم الإلكتروني، بتنظيم من الجامعة السعودية الإلكترونية؛ يأتي تأكيداً على مكانة المملكة الرائدة في التعليم الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي؛ لبحث توجهات تشكّل التعليم، وتعليماً يشكل التوجهات، ولنتبادل الخبرات والمعارف، ونطّلع على أبرز التجارب والممارسات في التعليم الإلكتروني، وأحدث التقنيات الناشئة في التعليم.
عقب ذلك كرّم معالي وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ الرعاة الإستراتيجيين والمتحدثين الرئيسيين في الملتقى، وتجول في المعرض الافتراضي الذي يقدم فيه أكثر من 50 عارضاً أبرز التقنيات التكنولوجية في التعليم والتدريب .