متلازمة اليد الغريبة “Alien Hand Syndrome” أو اليد الفوضوية الغامضة أو “الملقوفة” هي أحد المتلازمات قليلة الحدوث التي تصيب الأعصاب مع أعراض سريرية غير معتادة، وضحايا هذه المتلازمة هم البالغون من الجنسين وفي حالات نادرة تمتد لإصابة الأطفال.
وفي هذه المتلازمة يفقد المريض مقدرته في السيطرة على حركات يده، حيث تعمل إحدى اليدين بمحض إرادتها بعيداً عن أي تحكم من العقل عليها وتجيء بحركات وأعمال كما أن هنالك عقلاً آخر يديرها، وتكون غريبة على صاحبها وتؤدي مهاماً غير مطلوبة أو مقصودة، ويكون المصابون بهذه المتلازمة واقعين تحت شعور أن أحداً يتحكم بيدهم بدلاً عنهم.
وهناك عدة عوامل وراء الإصابة بهذه المتلازمة منها على سبيل المثال لا الحصر منها أن يصاب بها البعض نتيجة سكتة دماغية حدثت له أو نتيجة لصدمة لحقت به وغيره ويمكن أن تكون لها علاقة أحياناً بالسرطان والأمراض العصبية الأخرى ومشاكل الأوعية الدموية في الدماغ، كما يمكن أن تكون لهذه المتلازمة علاقة بالعمليات الجراحية في الدماغ أو تداعيات جراحة الأعصاب ، أو للأمراض التي تصيب الجهاز العصبي أو نتيجة عدوى في الدماغ أو تلك الأمراض التي تؤثر في القشرة المخية الحركية أو الإصابة بمرض التصلب اللويحي وغيره.
إن تشخيص متلازمة اليد الغريبة ليس بالأمر اليسير كونها مرضاً عصبياً وليس نفسياً لذا يحتاج المريض إلى مراقبة دقيقة من أجل الوصول إلى التشخيص السليم، وقد يلتبس الأمر على الطبيب ويخلط بين متلازمة اليد الغريبة وبين الأمراض النفسية الأخرى مما يفضي إلى صعوبة في تحديد المرض، كما قد يجنح الطبيب إلى القيام ببعض الفحوصات للتوصل إلى الاختلالات التي تلحق بالدماغ، خاصة تلك الفحوصات ذات الصلة بالرنين المغنطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب وغيره.
وقد يمتثل المريض للشفاء بعد زوال مرض أو سكتة في الدماغ، كما يمكن محاصرة الحالة من خلال معالجة التحكم في العضلات مثل حقن البوتوكس وغيرها، يجانب توظيف تقنيات العلاج المعرفي السلوكي لشفاء المريض من خلال قيامه بنشاطات وحركات معينة ليده المصابة من شأنها الحد من فوضويتها. ولا بد من الإشارة إلى أهمية توعية المجتمع لا سيما الطلاب بالمدارس والجامعات بل والمعلمين ليس بهذه المتلازمة وإنما بكل المتلازمات الأخرى مثل متلازمة اسبرجر ومتلازمة استوكولهم وغيرها ليكونوا على دراية بها ومن ثم التعامل معها ومع مصابيها.
يجد ذكره أن متلازمة اليد الغريبة تم التعرف عليها عام 1909م، وفي عام 1964 قام الممثل”بيتر سيلرز” بتقمص شخصية تعاني من هذا المرض في فيلمه (د. سترينجلوف)، وأعاد النجم المصري تامر حسني مؤخراً تناول هذه المتلازمة من خلال فيلمه “مش أنا”.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@