مكة المكرمة ـ البلاد
تواصلت أمس ، أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة قوز النكاسة، بمكة المكرمة الذي يهدف إلى معالجة الآثار السلبية الناجمة عن تمدد البناء العشوائي والحفاظ على الهوية الحضرية لمدينة مكة المكرمة. وتغطي عمليات الإزالة والتطوير، كامل منطقة النكاسة التي تبعد عن المسجد الحرام 1500 متر، على مساحة قدرها 681.056 متراً مربعاً، حيث تأتي هذه المرحلة التي بدأت صباح أمس امتداداً لما سبقها من مراحل في مشروع تطوير النكاسة.
وأكد المتحدث الرسمي لمشروع معالجة وضع الأحياء العشوائية في مكة المكرمة الدكتور أمجد مغربي، أن مشروع التطوير جاء بعد أن عانت مدينة مكة المكرمة من انتشار الأحياء العشوائية، وما تحتضنه من آثار سلبية على المجتمع ومؤسساته الأمنية والصحية والتعليمية، فيما يعمل المشروع على معالجة وضع الأحياء المتضررة والتخلص من آثارها السلبية.
وأوضح أن اللجنة الوزارية المشكلة لمعالجة وضع الأحياء العشوائية في مكة المكرمة، أقرت إستراتيجية شاملة تغطي محاور عمرانية واجتماعية واقتصادية وصحية، وتقدم حلاً شاملاً يتغلب على ظاهرة الأحياء العشوائية ويساعد على دمج قاطنيها اجتماعياً واقتصادياً، بما يحقق المنفعة للدولة والسكان، المواطنين وغير المواطنين، مرتكزة على البعد الإنساني، المتضمن توفير السكن والدعم الملائمين للمواطنين، وتصحيح الوضع القانوني للفئات المستهدفة من المقيمين، ودمجهم في عجلة الإنتاج والدورة الاقتصادية.
وقد باشرت الجهات المسؤولة اخلاء المنازل بمنطقة حي النكاسة بمكة المكرمة وذلك بعد ان تم اشعارهم بفصل التيار الكهربائي والخدمات المباشرة لاستئناف عملية التطوير.
ويشاهد سيارات النقل العام في الاحياء العشوائية من النكاسة تنقل اثاث المواطنين والمقيمين من داخل المنازل.. والبنايات القديمة في الحي الذي يحمل طابع التشوه البصري للقادمين من الناحية الغربية لمكة المكرمة.
حيث تسير عملية التطوير على قدم وساق بعد توقفها لمدة عام تقريبا نظرا لجائحة كورونا وحاليا تستمر عمليات الازالة للجهة الجنوبية من الحي وهناك عمل دؤوب من هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة بالتعاون مع الشركاء لكي تتم عملية الازالة بأسرع وقت ممكن.
يذكر أن حي النكاسة معروف بكثافته السكانية واكتظاظه بالمنازل العشوائية التي يقطنها عدد من الجنسيات المختلفة. كما أن الأحياء التي تقع ضمن خطة التطوير تعمل عليها أمانة العاصمة المقدسة منذ وقت مبكر، وتم بالفعل إنجاز مراحل عديدة منها، وسيتم استكمال المتبقي في وقت قريب. كما أن الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة لديها خططها الخاصة بتطوير الأحياء العشوائية، وهناك أجزاء من هذه الأحياء تم الاتفاق على البدء بتطويرها مسبقاً مع عدد من المطورين.
ويأتي المشروع في إطار الحل المرتكز على البعدين الإنساني والمكاني المتضمن توفير السكن والدعم للمواطنين، عن طريق وزارة الموارد البشرية، وتصحيح الوضع القانوني للفئات المستهدفة من المقيمين وتوفير الدعم الاجتماعي لهم.
ويعتبر حي النكاسة أحد أكبر الأحياء عشوائية رغم قربه من المنطقة المركزية ولا تتجاوز المسافة بين الحي الذي يقع على أطراف الطريق الدائري الثالث وبين المنطقة المركزية ثلاثة كيلو مترات، ما جعله مقصداً للسكن من الجاليات المقيمة بمكة المكرمة؛ خصوصا شرق آسيا، ليتحول الحي لمنطقة عشوائية.
حيث أن هناك مباني عشوائية منذ عشرات السنين دون أي اشتراطات هندسية أو معايير للسلامة مع ضيق المداخل وكثرة التمديدات العشوائية لأسلاك الكهرباء وخطوط الاتصالات والمياه، مع عدم وجود ارتدادات بين المنازل، علاوة على قدم المباني التي قد تشكل خطورة على ساكنيها؛ نظراً لقدمها والحرائق المحتملة التي ستقضي على الحي لعدم وجود طرقات لآليات الدفاع المدني والإسعاف.
وتنتشر في الشوارع الضيقة العديد من المحلات التجارية والمطاعم ومحلات بيع الوجبات الغذائية التي تفتقر للاشتراطات الصحية المطلوبة؛ علاوة على انتشار الروائح الكريهة، ويعاني الحي من قدم تمديدات مياه الصرف الصحي، ما جعل المياه تتسرب إلى الشوارع مشكلة بؤراً للحشرات والقاذورات في مشهد مهدد للبيئة.
وتستغل العمالة ضيق الشوارع لعرض المواد الغذائية على جنبات الطريق دون أدنى التزام بسلامة المعروضات أو طريقة حفظها؛ فضلاً عن تعرضها للأتربة والغبار وعوادم السيارات.
يشار إلى أن مشروع تطوير العشوائيات بالعاصمة المقدسة بدأ قبل أكثر من عشر سنوات من خلال مشروع جبل عمر القريب من الحرم المكي، الذي أضحى أحد المعالم التطويرية بالمنطقة المركزية، ثم مشروع وجهة مسار، الذي يبدأ من طريق جدة السريع وصولًا إلى ساحات الحرم المكي، وتبلغ تكلفته نحو ١٠٠ مليار، مع اكتمال كافة الأعمال المرتبطة بالتطوير
يشار إلى أن مشروع تطوير النكاسة جاء بعد ان عانت مكة المكرمة من الاحياء العشوتئية وما تحتضنه من آثار سلبية على المجتمع.