متابعات

الحقيبة المدرسية تضر بالعمود الفقري

البلاد – رانيا الوجيه ـ مرعي عسيري

حذر مختصون، الآباء والأمهات إلى ضرورة الانتباه للحقائب المدرسية للأطفال، لأافتين إلى أن حمل الطفل الوزن الزائد على طاقته يمهد لإصابات عديدة.

لافتين إلى أن المواصفات الإيجابية للحقيبة المدرسية يجب ألا يزيد وزنها على 10 المائة من وزن الطفل، وأن تكون حمالاتها محشوة « “باللباد» كي لا تشكل عبئا على الكتفين، وألا تكون أعرض من الظهـر أو أطول منه، وأن يكون ترتيب الكتب بحيث يكون الأثقل في الأسفل بشكل عمودي، وفقا لدراسة حديثة.

مؤكدين أن ثمة دراسات علمية حذرت من الوزن الزائد في الحقيبة المدرسية والذي يسبب أمراضا وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل وآلاما شديدة في الرقبة والذراعين والكتفين والظهـر والقدمين.. إضافة إلى أنها تسبب ضغطا على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري.

في السياق نفسه جددت مدينة الملك سعود الطبية تحذيراتها من حمل الطفل لحقيبته الدراسية بشكل خاطئ، والتي تنتج مشكلات متعددة في العمود الفقري كالاعوجاج والتقوس، ومشاكل في المفاصل والغضاريف، وذلك مع عودة التعليم الحضوري لطلاب المرحلة الابتدائية، مؤكدة على أهمية اختيار الحقيبة المدرسية المناسبة للطلاب والطالبات، والتي ينبغي ألا يزيد وزنها عن 10 % من وزن الطفل.

وأوضحت المدينة بأن الهيكل العظمي للطفل لا يتحمل الأوزان الثقيلة، لاسيما عند المشي بها لمسافات طويلة، مشيرة إلى أن أخطر ما يسببه ثقل وزن الحقيبة هو الإصابة بانحناء في العمود الفقري، إضافة إلى التهابات في الأوتار وعضلات الكتف، خصوصًا عند حملها على كتف واحد.
وأشارت المدينة إلى أن هذه المشاكل قد تتسبب بدخول الطفل في منحنى صحي خطير، وبالأخص الطفل ذي الوزن الثقيل، وقد ينتج ضعف في العضلات وعدم قدرتها على تحمل الضغط.
وشددت المدينة على أهمية التزام المعلمين بالجدول الدراسي اليومي، حتى لا يضطر الطالب إلى حمل كتب ودفاتر تزيد عن وزن الحقيبة، منوهة على ضرورة الفحص المبكر والدوري للأطفال فيما يتعلق بمشاكل الهيكل العظمي للطفل، لتجنب مضاعفاتها مع الوقت.

أوجاع الظهر
والدة الطالب عبدالرحمن السرحان في الصف الثالث ابتدائي قالت: يجب أن يكون هناك استحداث قانون يلزم المدارس بأن يكون هناك وزن محدد كحد أقصى للحقيبة المدرسية، فهناك نسبة كبيرة من الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم 14 عاماً يعانون من أوجاع شديدة في الظهر، والأكتاف وهذه الأوجاع الناتجة عن حملهم لحقيبة المدرسة الثقيلة والممتلئة بالكتب والدفاتر، ومع بداية كل عام دراسي تبدأ رحلة البحث عن حقيبة ذات خامة جيدة حتى تتحمل الأوزان الثقيلة التي توضع بداخلها، وفي ذات الوقت تكون خفيفة قدر الإمكان ليتمكن ابني من حملها لتجنب حدوث الأذى لعموده الفقري قدر المستطاع.

وزن زائد
وتقول والدة الطفلة ليان عرب في الصف الخامس ابتدائي: بالفعل هناك وزن زائد في الحقيبة المدرسية ، تسبب ألما في الظهر والأكتاف للطفلة ، وبحسب الجدول الدراسي فلديها في اليوم 5 كتب بالإضافة الى الدفاتر، بالإضافة إلى اللوازم الدراسية ، واغراضهم الترفيهية من كراسة رسم وألوان أيضا تأخذ مكانا في الحقيبة، كما أن المدارس عادة تتكون من ثلاث طوابق وحمل الحقيبة الثقيلة بين الطلوع والنزول في أدوار المدرسة مرهق جدا للأطفال، واذا تحولت الكتب الدراسية أتوقع سيكون الوضع افضل بكثير.

شباب المستقبل
كما تؤكد والدة الطالب الياس أحمد في الصف الثاني ابتدائي: من المهم الحرص على أن تكون البنية الجسدية للأطفال صحيحة، لا سيما وأنهم شباب المستقبل وفي مرحلة النمو، حيث أن حمل الحقائب الثقيلة يعتبر من أبرز أسباب أعراض وآلام الظهر والعمود الفقري التي يعاني منها أبناؤنا ما بين سن 6 – 8 سنوات، وكذلك الألم في منطقة الكتفين والعنق للطريقة الخاطئة في حمل الحقيبة.
وأن هذه الآلام تصيبهم بعدم الارتياح وقلة النشاط والتشتت الذهني والبدني، مما يؤثر على تحصيلهم العلمي، وبالتالي لابد من الوعي الصحي وأن يبدأ من الإدارات المدرسية التي تفتقر إلى وضع جداول للطلاب، والمحافظة على الصحة العامة خاصة في المرحلة الابتدائية.

تقليص الكتب
وتوضح مسفرة الغامدي مستشار تنمية مستدامة ونائبة رئيس لجنة التعليم الاهلي بغرفة جدة سابقا قائلة: أرى ان مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية يعود من الاهل أولا حيث الأغلب يقومون بشراء الحقائب المدرسية على حسب اختيار أبنائهم دون النظر على نوع الحقيبة اذا مصنوعة بخامات وأدوات في الأصل هي ثقيلة وتزداد ثقلا مع الكتب واللوازم المدرسية، ففي الحقيقة ان وزارة التعليم قلصت كثيرا من احجام بعض الكتب والمواد من خلال تقليص المناهج وأصبحت الدراسة على ثلاث أترام ، وبالتالي أصبح حمل الكتب خفيف جدا، من جانب آخر يعتمد حمل الكتب على الجدول الأسبوع الدراسي للطالب ، ولكن الإشكالية تبدأ من عند أولياء الأمور حينما يتم اختيار الحقيبة.

قناة عين
كما أوجدت وزارة التعليم قناة عين التي تحتوي على جميع المناهج عبر الاون لاين ، ويستطيع الطالب وولي الأمر الدخول على القناة من خلال الكود الخاص بالطفل ومتابعة أيضا الدروس التي يشرحها المعلمون ويستطيع أيضا اختيار المعلم الذي يفضله ، إضافة الى وجود روابط خاصة بالكتب والمناهج.
ومن جهة أخرى هناك مدارس تعتمد على ان يكون الكتاب حاضرا مع الطالب وهناك مدارس تستخدم تلك الروابط الموجودة في قناة عين وليس من ضروري حضور الكتاب مع الطالب ، فلكل مدرسة لها حرية اختيار الآلية التي تعتمدها.

 

كتب إلكترونية
ويؤكد عبداللطيف الحمادي مستشار تربوي وتعليمي بقوله: لا يمكن أن نعتمد اعتماداً كلياً على الكتب الإلكترونية لأنها لا تأتي بأهمية الكتب الورقية، التي تساعد أكثر في استيعاب الطلاب من الإلكتروني، بالرغم من أن الكتب الإلكترونية تعتبر وسيلة أسرع وأقل تكلفة، وأقل جهد ، ولذلك تتجه وزارة التعليم الى إعداد خطه لتحول الكتب الورقية الى الالكترونية، بالإضافة إلى ان المناهج تم تقليصها وأيضا دمج بعض المواد وأختصر بها أشياء كثيرة وتعتبر خطوة جيدة جدا، لتقليل الجهد الذي يثقل على الطالب وعلى المعلم من خلال عدد الحصص فأصبحت بعض المناهج في كتاب واحد.

انحناء الظهر
من جهته أوضح مهدي إبراهيم الراقدي مدير عام تعليم سابقاً إن ثقل الحقيبة المدرسية لأبنائنا وبناتنا هي مشكلة يعاني منها جميع الطلاب يوميا، وهناك شكوى من أغلب أولياء الأمورمن كم الكتب والدفاتر التي توضع في شنطة الكتب المدرسية، فإذا حاولنا نحن الكبار حملها نصدم من ثقلها لأنها تتعدى الخمسة كيلو جرامات، فندرك الحقيقة التي يعاني منها الطلاب والطالبات كبارا وصغارا بصفة يومية، هذا الثقل قد يؤدي إلى انحناء ظهورهم ويسبب التشوهات في العمود الفقري واصابتهم بأمراض وآلام في الرقبة ومما يهدد حياتهم وصحتهم المستقبلية، وأنا أعلم جيدا أنه مع بداية المدارس المستقلة كانت هناك محاولات واضحة لحل هذه المشكلة وذلك بوضع خزائن مزودة بمفاتيح لكل طالب بهدف وضع الطالب كتبه التي لم يستخدمها في المنزل لليوم التالي، وحتى لا تكون عبئا عليه في حملها للمنزل، لكن لم تستمر ولم تلق تجاوبا من جانب الطلاب. واستطرد بقوله: اقترح دمج الكتب المقررة مع كتب النشاط لكل مادة مع بعضهما البعض وتقليل الصور بهدف المساهمة في تقليل حجم الكتب، والبعد قدر المستطاع عن كثرة الحشو في الكتب بما هو غير مفيد، بالتالي يقل ثقل الحقيبة المدرسية.

ويقول يحيى الشهراني مدير مدرسة سابق بمحافظة خميس مشيط يمكن أن تسبب هذه المشكلات أضرارًا طويلة المدى للأطفال الذين يكبرون، ينمو جسم الطفل ويتطور باستمرار، ويتشوه هيكله العظمي، وتحديد المشكلة مهم للغاية في مرحلة مبكرة، تسبب حقائب الظهر الثقيلة آلام الظهر والرقبة والكتف ويزداد هذا الألم سوءًا إذا كان لدى الأطفال أنماط حياة غير مستقرة.

نمو الطفل
ومن الناحية الطبية يوضح دكتور هتان مؤمن طبيب أسرة في مركز الخدمات الطبية الجامعي في جامعة الملك عبدالعزيز قائلا: هناك دراسات جديدة خرجت من الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، بأن الوزن الذي يستطيع الطفل في المرحلة الإبتدائية تحمله وخاصة في حمل الحقيبة المدرسية على ألا يتعدى الوزن من 10 % الى 20% من وزن جسم الطفل مابين 12 الى 14 عام وأقل من ذلك للأطفال الأصغر سنا ، وفي حال كانت النسبة تتعدى أكثر من ذلك، سيؤثر على سلامة نمو الطفل وأيضا من الممكن ان يتعرض لآلام الظهر والأكتاف وضعف العضلات، فمن أضرار ثقل الحقيبة المدرسية على ظهر وصحة الطفل الطالب أبرزها: ألم ووجع الظهر والأكتاف والصدر، تسبب مشاكل خطيرة في الهيكل العظمي والأكتاف، التقريب بين الكتفين ،ميل الطفل لحني الرأس دائما للأسفل ،التشوه من وسط الكتفين. انحناء الظهر والعمود الفقري مثل حدوث الجنف ،تذمر الطفل من وزن الحقيبة المدرسية ومن الذهاب الى المدرسة ،وبالتالي يقع على عاتق الأهل والمدرسة معا مسؤولية إيجاد حلول سليمه لهذه المشكلة من خلال تخفيف وزن حقيبة المدرسة بحيث تصبح غير ضارة للطفل ، ووضع فقط ما يحتاجه الطفل في الحقيبة من كتب أو دفاتر وأشياء ضرورية. التأكد من أن يتم ارتداء الحقيبة المدرسية الظهرية بطريقة صحيحة على كلا الكتفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *