جدة – البلاد
على مدى تاريخ عريق لأكثر من ثلاثمائة عام، امتدت مسيرة الدولة السعودية في ملاحم عظيمة للاستقرار والبناء والازدهار ، تتوجها وحدة متينة لشعبها الوفي، وتلاحمه الوثيق مع قيادته الحكيمة؛ حيث تحتفل المملكة العربية السعودية ابتداءً من هذا العام 2022، بمناسبة “يوم التأسيس، وهو اليوم الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود، الدولة السعودية الأولى العام (1139ه – 1727 م) في تأكيد واضح على رسوخ هذا الوطن العظيم.
المملكة العربية السعودية، مكينة في أسسها ومقوماتها وأهدافها الحاضنة لشعبها الوفي وطموحة دائما في مسيرتها للبناء والتطور، وليست دولة طارئة على التاريخ ولا على الجغرافيا، بل هي النموذج الأمثل للوحدة القوية في مفهوم وأركان الدولة على مدى تاريخ طويل، ورسخت دورها عالميا.
هذا التاريخ العميق استحق أن يستذكر تفاصيله أبناء المملكة العربية السعودية؛ إذ يُعبر عن تاريخ دولتنا العريق والممتد إلى أكثر من 3 قرون، لذلك صدر الأمر الملكي الكريم بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم ( يوم التأسيس).
ويمثل يوم التأسيس مناسبة وطنية عزيزة توضح مدى رسوخ وثبات الدولة السعودية.
وفي هذا العهد الزاهر بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وعضده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، حفظهما الله، تشهد المملكة قفزات نوعية للتطور والنهضة الشاملة؛ حتى باتت اليوم رقمًا بارزًا في مجموعة العشرين، وقادتها بنجاح كبير لتعزيز مواجهة العالم لتحديات الجائحة.
فمنذ إعلان رؤية المملكة 2030 في عام 2016، وخطوات التطوير تسير بوتيرة متسارعة، لفتت إليها أنظار العالم من أقصاه إلى أقصاه، بقيادة لا تمل ولا تتعب من قائد التغيير ورسالة التطوير الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بإنجازات التنمية الشاملة المستدامة، ومشروعات ضخمة غير مسبوقة لمدن المستقبل، وتقدم نوعي في كافة القطاعات عززت تنافسية المملكة عالميا فحصدت الصدارة في العديد من المؤشرات.
وتستهدف المبادرات الكبرى والمشاريع تطوير الصناعات ونقل التكنولوجيا وحماية البيئة وتعزيز منظومة التشريعات المتخصصة، وإنعاش الاستثمارات وغيرها، ما يؤكد حرص الرؤية على الوصول لجميع القطاعات الاقتصادية بلا استثناء، وإعادة توظيف الإمكانات المتاحة فيها، لحصد الثمار المرجوة.
هذا الحصاد الكبير المتنامي في زمن قياسي يؤكد أن الرؤية الطموحة التي طرحها سمو ولي العهد، تجسد تطلعات القيادة الرشيدة لهذا الوطن الغالي وللأجيال من أبنائه وبناته، بتكامل وشمولية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وتبني مستقبل أكثر ازدهارًا ورخاء على أسس قوية وراسخة، وفي القلب منها بناء الإنسان السعودي الذي يمتلك قدرات عالية وإصراراً وعزيمةً ووعياً، تمكنه من ترجمة الأحلام والتطلعات إلى واقع متفوق في كل مجال.
وهاهي طموحات الرؤية تتجسد على أرض الواقع في” نيوم وآمالا والقدية والبحر الأحمر” واستراتيجيات التطوير المستدام في كافة مناطق الوطن، وباتت المملكة وجهة الاستثمارات العالمية إلى جانب القطاع الخاص السعودي، وفي ظل الاستراتيجية الطموحة لصندوق الاستثمارات العامة، والارتقاء بالصناعات المحلية في مبادرة “صنع في السعودية”، وصدارة عالمية في الرقمنة، وريادة في حماية بيئة المملكة والشرق الأوسط عبر مبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.
لقد دخلت رؤية 2030 مرحلة جديدة، بعدما انتهت مرحلة وضع اللبنات وإرساء الأسس، في وقت وجيز، مسجلة أرقاما قياسيا، تجاوزت سقف التوقع في قطاعات معينة، تتكامل في تنويع مصادر الدخل وتعظيم الإيرادات غير النفطية لوطن طموح، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر مستدام.