موسكو – البلاد
تزداد الأزمة الروسية – الأوكرانية تعقيدا يوما بعد آخر، إذ حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن نظام العلاقات الدولية يمر حاليا بتغيرات سلبية خطيرة، مشدداً على أن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تصرفات الغرب إزاءها، مؤكدا أن هناك تغيرات جذرية على الصعيد الدولي، وهي ليست إيجابية تماما على أقل تقدير.
وهدد الوزير الروسي أمريكا، مؤكداً أن بلاده ستتحرك ما لم تتلقَّ إجابات من واشنطن، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه سلوك الغرب، في إشارة منه إلى الاقتراحات التي قدمتها روسيا الأسبوع الماضي وطالبت فيها بالحد من توسع وأنشطة الناتو في شرق أوروبا. وشدد على أن لا مكان للاتحاد الأوروبي من أجل حوار بشأن أوكرانيا.
وبدأت موسكو تعزيزات عسكرية على حدود أوكرانيا منذ ربيع عام 2021 ثم في الخريف وصلت المعدات الثقيلة كالمدفعية وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات قبل أن تبدأ المرحلة الدبلوماسية الحالية. وفي أعقاب ذلك نقلت مزيداً من القوات المتنقلة تقدّر بحوالي ثلث المجموعات القتالية التابعة للجيش الروسي إلى المناطق الحدودية الأوكرانية، وهو ما أثار مخاوف الغرب وزاد الأمور تعقيدا، وذلك وفقاً لبيانات الاستخبارات الأمريكية، في حين أكدت القوات الأمريكية المجهزة استعدادها للانتشار في أوروبا إذا لزم الأمر، مهددة بفرض أسوأ العقوبات حال نفذّت موسكو تهديدها، بينما قرر حلف شمال الأطلسي (الناتو) تعزيز دفاعاته شرقاً، في حين نددت موسكو برغبة “في تأجيج التوتر”.
وعلى الرغم من تأزم الأوضاع بعد إعلان روسيا بدء تدريبات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا، وتهديد الغرب بفرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو حال نفّذت خططها، تبقى الخطوة المقبلة مربط الفرس، فبينما تحافظ روسيا على قدر كبير من الغموض حول خططها تجاه جارتها، تنتظر موسكو ردا رسميا من واشنطن بحلول نهاية الأسبوع، على مطالبها المتعلقة بحلف شمال الأطلسي والأمن في أوروبا، إلا أن ثلث الجيش الروسي بات فعلاً على الحدود وذلك وفقاً لبيانات رسمية من الاستخبارات الأمريكية. وهناك من يعتبر أن هذا الغموض بحد ذاته هو أحد أدوات موسكو في المفاوضات، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية. فقد كشفت المعلومات أن السياسة في روسيا تعود بشكل عام إلى الرئيس فلاديمير بوتين، وأكدت أن كل ما يحدث هناك يجري بأمر من رجل واحد، كما أكد التقرير على ألا أحد يعرف الثمن الذي يبدي الرئيس الروسي استعداده لدفعه لتحقيق أهدافه، ولا التسويات التي يقبلها، حيث اكتفى الأخير بصيغ غامضة حول أوكرانيا، منها التلويح بالردّ على فشل محتمل للمفاوضات.