بغداد – البلاد
بدأ مجلس النواب العراقي الجديد، أمس (الأحد)، الخطوة الأولى نحو تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك خلال الجلسة الأولى التي شهدت حضور جميع نواب الكتل السياسية، التي أخرت خلافاتها انعقاد الجلسة، بينما أدى النواب الجدد اليمين الدستورية ممهدين الطريق لرئيس الجلسة، وهو أكبر الأعضاء سنا، لفتح باب الترشح لمنصب رئيس البرلمان ونائبيه.
وشارك أعضاء “الكتلة الصدرية”، الفائزة بالعدد الأكبر من المقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في الجلسة وهم يرتدون أكفان الموتى، في إشارة منهم إلى استعدادهم للموت من أجل العراق.
وتصدرت الكتلة الصدرية النتائج بحيازتها 73 مقعدا، بينما حصل تحالف الفتح الموالي لإيران على 17 مقعدا، بعد أن كان يشغل 48 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته. وتتركز النقاشات حاليا حول ترشيح شخصيات جديدة لتولي رئاسة الوزراء والجمهورية والبرلمان، وسط اقتراب مصطفى الكاظمي من رئاسة الحكومة، رغم معارضة الفصائل الموالية لإيران. وشهدت مدينة الصدر ومناطق أخرى في بغداد انتشارا مسلحا لـ”سرايا السلام”، التي تعتبر الذراع العسكرية للتيار الصدري، وذلك قبيل الجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي. ومن بغداد إلى أربيل، مروراً بالنجف، تستمر المباحثات لرسم خارطة طريق لاختيار شكل الحكومة القادمة، توافقية كانت أم أغلبية، مع إصرار الصدر على الأخيرة، بينما شهد البيت السني والكردي توافقات وتفاهمات تصل إلى مرحلة التحالفات.
واستبق الشارع العراقي جلسة البرلمان الجديد برفضه للمحاصصة والطائفية التى أفضت إلى تدمير العراق وسرقة خيراته خلال السنوات الماصية، فضلا عن مطالبتهم بتنفيذ إصلاح شامل واستئصال الفساد والعمل على دعم الاقتصاد، فيما اغتال مجهولين أمس القيادي في التيار الصدري، مسلم عيدان، إذ عثرت السلطات عليه مقتولاً في منطقة الشيشان وسط محافظة ميسان.
إلى ذلك، اشتعلت بورصة رئاسة البرلمان العراقي، وسط طرح القوى السياسية أسهم مرشحيها للمنصب المهم بالبلاد. ورغم تداول معلومات متباينة عن حسم منصب رئيس البرلمان، خلال أولى جلسات المجلس الجديد، أكدت تقارير إعلامية عراقية أن الجلسة كانت للتداول فقط، ولم يحسم بعد منصب رئيس مجلس النواب ونائبيه.
وتتصاعد المؤشرات عن حظوظ التجديد لـ”الحلبوسي” في رئاسة البرلمان العراقي وسط تحفظ من كتلة الأغلبية (التيار الصدري) على دور لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مع ترك الباب مفتوحا لانضمام الإطار التنسيقي للصدريين، بينما تعتزم الكتلة الصدرية ترشيح كل من حاكم الزاملي وحسن الكعبي لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان، وتتجه كتلة الإطار التنسيقي لترشيح كل من أحمد الأسدي وعطوان العطواني وعالية نصيف لذات المنصب. واتفق الحزبان الكرديان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني على ترشيح “شاخوان عبدالله” لمنصب النائب الثاني لرئيس البرلمان.