جدة ـ ياسر بن يوسف
تعتبر خبيرة المكياج السينمائي رانيا توفيق من القلة المحترفين في هذا المجال في المملكة، بدأت مسيرتها قبل عدة سنوات كأحد الأسماء السعودية المتخصصة في مجال المكياج السينمائي. تقول رانيا عن بدايتها التي كانت مستندة عليها من حب المكياج والألوان كنقطة قوة، دعمتها موهبتها الخاصة حتى ساعدت على تنميتها منذ الصغر، عن طريق الحصول على دورات ودبلومات في المكياج، لتغوص بعد ذلك في عالم المكياج السينمائي رغم المعوقات الكبيرة التي واجهتها ولكنها استطاعت ان تتجاوزها بالعمل المضني والمدهش وفقا لقولها، موضحة عن امنياتها أن يتم تخصيص جائزة للمكياج السينمائي في الدورات القادمة بمهرجان البحر الاحمر.
وتستطرد أن اعمالها في مجال الماكياج السينمائي مستوحاة من سيناريوهات الخيال، وقد كنت اعمل كفنانة تجميل في مجال الصوالين النسائية لمدة 11 سنة، ثم اردت ان اتميز عن بنات جيلي فتوجهت للمكياج السينمائي والتأثيرات التجميلية الخاصة، لانه لا توجد سعوديات يعملن في هذا المجال وكان قراري بمحض الصدفة ، واتجهت للتعليم بداية من منصة اليوتيوب وعبر البحث في المواقع المتخصصة الاجنبية عن الادوات واقوم بشرائها ، كما كنت اتدرب عبر مشاهدة افلام كثيرة اجنبية او تعليمية واتفحصها جيداً لاستطيع فهم كيفة تنفيذها واحاول تطبيقها اولاً على نفسي ومن ثم العمل عليها سواء في فيلم قصير او اسكتش على قناتي في اليوتيوب.
وبعد ثلاث سنوات قررت اسافر للقاهرة واخذ دورات على حسابي الشخصي لاطور من مهاراتي واتعلم ما ينقصني من خدع بصرية.
وفي سؤال عن عمل الماكياج السينمائي قالت: الماكيير هو واحد من اهم عناصر اي عمل فني، سواء كان عملا سينمائيا او مسرحيا او دراميا، فالماكياج لا تنحصر اهميته في تجميل الوجوه للنجوم والنجمات فقط بل له اهمية كبري في نجاح العمل الفني من حيث تأثيره المباشر على حالة المشاهد وتصديقه للحالات الدرامية المختلفة للممثل كتنفيذ تأثير الحوادث والمرض والحرائق او من حيث التأثير الزمني ليبدو الممثل أصغر او اكبر .
وفيما إذا كان لها اهتمامات أخرى قالت:
شاركت في العديد من الأعمال الفنية مثل مسلسل ( العيلة ) ، ومسلسل ( سنوات الحب والحرب ) و مسلسل(بتوقيت مكة) على شاهد ، والفيلم السينمائي (٩٠ يوم) بالإضافة إلى مشاركتي في العديد من البرامج التلفزيونية.
وفيما اذا كان الماكيير بحاجة إلى التدريب قالت: قد يظن البعض أن وظيفة فنان المكياج السينمائي أو متخصص مكياج المؤثرات الخاصة من الاعمال السهلة، لكن في الواقع ليبرز المتخصص كفنان متمكن للمكياج السينمائي ، قد يستغرق الأمر سنوات من التدريب والتفاني والعمل باستمرار لاكتساب الخبرات وتحقيق النجاح.
وعن الشهرة قالت من الطبيعي الا يهتم أحدنا بمعرفة اسم ماكيير العمل الفني من خارج المجال، فمثل العديد من المحترفين وراء الكواليس في صناعة الترفيه، يعرف فنانو مكياج الأفلام أنهم قاموا بعمل جيد عندما يمر عملهم دون أن يلاحظه أحد.
واضافت رانيا توفيق أن عالم المكياج السينمائي هو عالم يتطلب إمداداً هائلاً من العمل الجاد والالتزام ، ومن وجهة نظري أن المرأة تفوقت على الرجل في هذا المجال رغم ان كل الأسماء اللامعة عربيا وعالميا في هذا العمل من الرجال، لانها اكثر صبراً وتحملاً ، فوقت العمل طويل جداً قد يصل الى ١٦ او ١٨ ساعة عمل فعلي ، وفي بعض الايام يصل الى ٢٠ و ٢٤ ساعة عمل.
وعن الفنانين الذين عملت معهم قالت: عملت مع اسماء فنانين كثيرة وكبيرة كما احببت العمل مع الجميع ، ونلت ثقة العديد من المخرجين مثل خالد الحربي ، والليث حجو، ومناف عبدالله، وعدي عابد الثقفي، لافتة إلى أن للماكيير دوراً كبيراً فكل دور يقوم به النجم يتطلب كثيرا من الجهد والعناء حتي يصل الى الصورة التي نشاهده بها، فعندما يبدأ الماكيير عمله يطلب منه مخرج العمل مواصفات معينة وصورة ما تتفق واحداث العمل، وبالتالي يضع الماكيير في اعتباره ابعاد هذه الشخصية من حيث الشكل الخارجي والابعاد النفسية الكامنة ايضا، لذلك في بداية اي مشروع احاول كسب ثقة الممثل وتحقيق رؤية المخرج فعملنا يحتم “أنت تعرف كيف تبدو النجوم دائماً مثالية حتى في اسوأ الظروف فعملنا يقوم على اخفاء بعض الاجزاء التي تكون سببا في قلق النجوم والنجمات والقيام بعمل اطلالات جديدة مبتكرة لهم.
وأشارت خبيرة المكياج السينمائي رانيا توفيق إلى توقفها عن عملها كخبيرة مكياج لمدة 3 سنوات إثر تعرضها لإصابة في قدمها، ولكن لم تجعل من هذا عائقاً، لتعود وبقوة لعالم المكياج وبالتحديد المكياج السينمائي. تقول: «ساعدتني فترة التوقف على تنمية موهبتهي عن طريق متابعة الفيديوهات الأجنبية على اليوتيوب، كما حصلت على دورات في القاهرة مكنتني من التميز في المكياج السينمائي».
