البلاد- مها العواودة – ياسر بن يوسف
استنكر سياسيون لبنانيون الترهات المسيئة الصادرة من قبل حسن نصر الله رئيس ميليشيا حزب الله الإرهابي تجاه المملكة، وقالوا إنها لا تعبر عن الشعب اللبناني أو المقيمين في السعودية ودول مجلس التعاون، مثمنين المواقف السعودية المشرّفة تجاه لبنان على كافة الأصعدة، كما أكدوا تمتع الجالية اللبناني بالعيش الكريم في المملكة والعمل والاستقرار في ظل نعمة الأمن والأمان الذي تنعم به. وقالوا في تصريحات لـ “البلاد” إن اساءات رئيس الميليشيا الإرهابية تعكس أزمته الكبرى وعليه مراجعة دوره التخريبي في أزمات لبنان الداخلية بدلا من التطاول على دول شقيقة كبرى كانت وما زالت تدعم لبنان وشعبها على كافة المستويات.
خير وبركة
وزير الداخلية بسام مولوي قال ان اهل المملكة العربية السعودية هم الاشقاء ذوو الفضل واهل الخير والبركة وإن اتهامهم من قبل البعض بأنهم ارهابيون هو محض تجنّ وافتراء يسيء الى لبنان واللبنانيين ولا يسيء الى المملكة وهي أكبر من أن تنالها اي اساءة. مؤكدا أن المملكة دعمت لبنان واللبنانيين في الأمن والأمان والاستقرار وإعادة الإعمار واحتضنت أبناء لبنان ومنحتهم سبل العيش الكريم، وحررتهم وتحررهم ممّن يحتجز قرارهم ورخاءهم ودولتهم. كما تسعى المملكة العربية السعودية إلى حرية لبنان واللبنانيين وليس العكس وإن الكلام بحقها بقصد الأذى وبث أفكار الشر والتفرقة إنما يعكس سياسةً تمعن في شق الصف العربي وتبعد لبنان عن هويته وانتمائه العربيين المكرسين في الدستور اللبناني وتلحق به وباللبنانيين أفدح الاضرار. كما اوضح ان المملكة العربية السعودية تدعم الحرية والتحرر والمساواة والاعتدال والقيم الإنسانية والمجتمعية الصحيحة وتحارب الارهاب والارهابيين الحاقدين الذين يستهدفون أمنها وأمان المجتمعات العربية بأسلحة الغدر والجريمة المنظمة ويتذرعون بالباطل للاعتداء على الاراضي المقدسة. وختم حديثه للبلاد: «السعودية لا شك منتصرة بإذن الله ومشروع الحق والخير لم ولن يهزم».
تعزيز العلاقات
كما استنكر وزير الصحة في الحكومة اللبنانية فراس الأبيض تصريحات حسن نصر الله المسيئة للمملكة العربية السعودية مؤكدا أنهم حريصون على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وتعزيزها ورفض كل ما يعكر ذلك، لافتا إلى أن هذه المواقف لا تمثل رأي الحكومة، ولا الشريحة الأكبر من اللبنانيين. وفي أعقاب ذلك جدد غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي مطالبت ه بحياد لبنان الذي هو من طبيعة وهوية هذا البلد الصديق لكل الدول. مؤكدا أن البطريركية المارونية تعلن مواقفها المبدئية والثابتة المرتكزة على حسن العلاقة مع جميع الدول العربية والغربية ولاسيما تلك التي تربطها بها علاقات صداقة واخوة تاريخية ومن بينها المملكة العربية السعودية « التي لطالما وقفت الى جانب لبنان وشعبه وما زالت. وان الحضور اللبناني الواسع العامل والمنتج في المملكة يؤكد على ذلك.
حافة الهاوية
وقال مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للعلاقات الخارجية إيلي خوري بدا جلياً من التوتر الذي برز بين سطور كلام حسن نصرالله بالأمس ، مدى وحجم الخسارة المترتبة على محوره في المعادلات الإقليمية وفي الجمود على خط مفاوضات فيينا وصولاً إلى إدراكه، أن هامش المناورة واللعب على حافة الهاوية وابتزاز عواصم القرار قد ضاق كثيراً وذلك بفعل وعي الشعوب والقادة في المنطقة عموماً وفي دول الخليج خصوصاً. ويرى أن هجومه على المملكة العربية السعودية، بمثابة الصراخ والهروب إلى الأمام، خصوصاً لجهة اتهامها بالإرهاب ورعايته، وهي التهمة التي أجمع المجتمع العربي كما الخليجي والغربي على وصف «حزب الله» بها منذ عقود، ويدفع اليوم لبنان ثمناً باهظاً نتيجة رعاية الحزب للإرهاب بكل صوره من عمليات الإغتيال والتفجيرات الدموية والهيمنة على القرار وتعطيل المؤسسات وتهريب الممنوعات إلى دول الخليج وغيرها من الممارسات التي تتغطى بلباس «سلاح المقاومة». وتابع «لقد غاب عن ذهن السيد نصرالله أن كل من يستمع إليه من خارج بيئته وجمهوره، يدرك ويذكر تاريخ العلاقات السعودية -اللبنانية، وما قدمته المملكة للبنان منذ الإستقلال وما زالت رغم إصرار نصرالله على تخريب العلاقات معها ومع دول الخليج». مؤكدا ان الواقع يشكل الرد المباشر على ادعاءات نصرالله ، وهو شهادات اللبنانيين في المملكة وخارجها بأنها تمد على الدوام يد المساعدة ولا تدعو إلا إلى الحوار والتهدئة ولم تكن يوماً في لبنان أو في أي بلد آخر سوى راعيةً للوحدة بين اللبنانيين ومن دون تمييز بين مواطن وآخر، إذ ترفض كل أشكال العنف والإرهاب بالقول والفعل فيما تتعرض للإعتداء بشكل مباشر وغير مباشر من قبل الحزب الذي يصر على الهجوم عليها تنفيذا لاستراتيجية إيران المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
ذراع ايراني
السياسي اللبناني القيادي في حزب القوات اللبنانية توفيق الهندي أكد أن ماقام به حسن نصر الله من اساءات هو ضد مصلحة اللبنانيين ولبنان بشكل عام ، متناسيا أن لبنان تحت الاحتلال الإيراني من خلاله فهو ذراع نظام طهرن وجزء من مخططاته ضد دول المنطقة وويحاول إدخال لبنان في مخططات خارجية ليس للبنان ناقة فيها ولاجمل بدلا من أن يتحرر من الاحتلال الإيراني. كما اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ السلاح والفساد بأنهما عملتان لوجه واحد هو حزب الله ويجب تخليص لبنان منهما دفعة واحدة ، مؤكدا أن التعرض للمملكة العربية السعودية هو تهجم مرفوض جملة وتفصيلا من قبل الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني وقال: حسن نصرالله لا يمثل الا نفسه وهو يختطف القرار السياسي للدولة اللبنانية وغارق في الفساد ، مضيفا بأن كرامة اللبنانيين داخل لبنان والمقيمين اللبنانين في المملكة ودول الخليج قد اهينت من قبل نصر الله، فهم ليسوا رهائن كما يهرف ، إنما يعيشون بكرامة ويعملون بحرية في رحاب المملكة مملكة العطاء، فيما أطاحت ميليشيا نصر الله بأمن واستقرار واقتصاد لبنان.
التاريخ شاهد
في السياق أكد محمد بعاصيري النائب السابق لحاكم مصرف لبنان،أن المملكة شعبا وقيادة كانت وستبقى دائما الشقيقة الكبرى ، مؤكدا أن التاريخ يشهد لما قامت به من مواقف لاستقرار لبنان ومساعدته ومد العون له في احلك الظروف والاوقات ، لافتا إلى أن الاف اللبنانيين المتواجدين في المملكة خير شاهد على الروابط الاخوية التي جمعت وتجمع الشعبين والبلدين. وأضاف أن الوضع في لبنان لن يستوي دون الرجوع الى الحضن الطبيعي وخصوصا المملكة ودول التعاون الخليجي. ويرى ضرورة أن تكون هناك مواقف للقادة اللبنانيين اكثر وضوحا وشفافية بالنسبة لعمق العلاقة والمحبة بين البلدين ولندع التاريخ يشهد على حب معظم اللبنانيين لاخوتهم في السعودية ومدى عمق تقديرهم لاحاطتهم من قبل المملكة بالاخوة والمحبة.
خطاب إفلاس
الشيخ الدكتور حسن علي مرعب المفتش العام المساعد في دار الفتوى في لبنان أكد أن ما تفوه به نصر الله في خطابه ينم عن الحالة السيئة والأزمات التي وصل اليها حزب الله وقيادته التي تمثل رؤوس الفتنة ، وتآمرهم على البلاد العربية الشقيقة ومحاولة استهداف أمن المملكة وصورتها الناصعة ومواقفها المشرفة في نصرة الشرعية اليمنية ومساعدة الشعب اليمني. وحقيقة هو خطاب إفلاس وألم ، وعادة يكون الصراخ على قدر الألم، مؤكدا أن السعودية داعم قوي للبنانيين، ومن يعادي المملكة انما يعادي العالم الاسلامي بأكلمه وعليه ان يتحمل تبعات هذه العداوة. وتابع «اللبنانيون بشتى طوائفهم ومذاهبهم بل وكل العالم العربي والإسلامي يقفون خلف المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في مواجهة اي عدوان على أرضها وشعبها فهي حاضنة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم والدفاع عنها واجب شرعي لا تهاون فيه».
كما استنكر المقيم اللبناني كريم عياش تصريح نصر الله ضد السعودية، مؤكدا تأييده كافة القرارات والإجراءات التي اتخذتها المملكة، والتقدير البالغ من الشعب اللبناني للمواقف السعودية المشرّفة الداعمة له على كافة المستويات، واحتضانها للبنانيين الموجودين على أراضيها منذ سنوات طويلة وأياديها البيضاء المشهود لها على مر التاريخ. من جانبها قالت هديل جمال مقيمة لبنانية، إن تعامل مواقف المملكة وإنسانية قيادتها الحكيمة حفظها الله، وشعبها الكريم، جعلت المواطن والمقيم يدا وحدة وعائلة واحدة تعيش تحت ظل هذا الوطن وفي أمنه وأمانه، مضيفة أن الشعب يسير على نهج حكومته من حيث احترام الجميع وعدم التفرقة أبدا والمعاملة حسنة من الجميع وكأنها في بلده، مؤكدة أن هذه التصريحات الموتورة لا تعبر عن اللبنانيين ، مشيرة أن غضب مواطنيها المقيمين في المملكة، من تلك الإساءات تجاه الشقيقة الكبرى المملكة التي تحتضنهم وتعاملهم معاملة أبنائها.