الظهران ـ حمود الزهراني
استحوذت برامج اللغة العربية على نصيب وافر من خطة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) للعام الحالي 2021م، حيث منحت مساحة لتذوق حلاوتها وإحياء فنونها وتداول أصنافها الثرية، وقدمت فرصًا لموهبة فنّ الخط بالعودة إلى تاريخ نشأته والبوح عن رسوماته التي لطالما بحث عنها المتمرّسين.
واهتم إثراء بِحَث الزوار على التشبّث بتاريخ اللغة العربية، فالتحق البعض بأحد البرامج التي طرحت ماهيّة الخط العربي والكتابة لرؤيتها بأشكال فنّية، في حين ازدانت برامج أخرى بعناوين أكثر جذبًا، منها برنامج “شجرة الخط” الذي أظهر قدرة تركيب الحروف الأبجدية بألوان وأحجام وأنماط مختلفة.
وأَولَى المركز عناية بالغة بفن الخط العربي وقيمته الأصيلة في تاريخ الثقافة العربية باعتباره الوعاء الناقل لهذه الثقافة، وذلك عبر باقة من البرامج والفعاليات وورش العمل، التي صحِبت المشاركين إلى عالم ثري منسوج بجمالية حروف اللغة العربية، وصولًا إلى مرافئ المعلقات والمقامات والشعر والنثر.
ومنح “إثراء” خلال موسم الإبداع تنوين 2021، فرصة الإبحار في فنّ الخط العربي وتصميم غلاف كتاب مع المدير المؤسس لـ”خط” و”خط بوكس” للنشر الدكتورة هدى أبي فارس. في حين قدم الفنان “ألف” ورش عمل حول “الخط العربي عبر النحت”؛ لاستكشاف مراحل رسوم الخط ومبادئ التصميم له حتى باتت حرفة الخشب من الحرف الإبداعية التقليدية، ووسيلة لرسم الخط برؤية حديثة وطابع تاريخي.
وناقش مهتمون في الخط العربي مطلع العام الحالي في مجتمع إثراء للفنون، مكانته في الفن المعاصر وركزت على جماله وقوته التي يمثلها، والتحولات التي طرأت عليه من النمط الكلاسيكي إلى التطبيقات المعاصرة المختلفة، إضافة إلى مناقشة العناصر الجمالية والرمزية، والتعرف على كيفية استخدام فناني “الجرافيتي” للخط العربي في أعمالهم.
وأقام المركز خلال عام 2021م دورات في تعليم الخط العربي بمتحف الطفل، وورش عمل تركز على طباعة الخط العربي باستخدام تقنية (الرايزوغراف)، ومنتجات فنية ومخطوطات نادرة تم عرضها في مكتبة إثراء، وذلك تزامنًا مع مبادرة “عام الخط العربي” التي أطلقتها وزارة الثقافة بهدف تعزيز الخط العربي، والنهوض به فكريًا وثقافيًا ومعرفيًا.
كما نفّذ مركز “إثراء” عملًا فنيًا عبر نقوش أبيات لـ 51 شاعرًا عربيًا من مختلف العصور والأزمان بمختلف أنواع الخط العربي على 50 عمودًا في مكتبة المركز، رافقها سلسلة من المدوّنات عبر المنصات الإلكترونية ومجلة “إثرائيات” الثقافية.
ويهدف مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) إلى إثراء المجتمع السعودي عبر تقديم مبادرات وبرامج نوعية لكافة شرائح المجتمع، تستند على خلق محتوى معرفي متميّز، وتقديم تجارب واسعة للزوّار، من خلال برامج وأنشطة إبداعية وعلمية وثقافية، وذلك باعتبار “إثراء” منبرًا ثقافيًا بارزًا يعزز أهمية اللغة والتاريخ والفنون كافة.