جازان ـ البلاد
تتفرد منطقة جازان بطبيعية خلابة وشواطئ رملية بيضاء، وشعاب مرجانية، ومرتفعات خضراء، وأجواء معتدلة خاصة في فصل الشتاء، تمنح الأهالي والزوار تجربة فريدة من المتعة والاستجمام.
وتشهد المنطقة حالياً نشاطاً سياحياً متزايداً؛ حيث الأجواء الربيعية الدافئة والمتميزة مع اعتدال في درجات الحرارة؛ مما يدفع أهالي المنطقة وزوارها من المواطنين والمقيمين إلى ارتياد شواطئها ومواقعها السياحية المتميزة. وارتفع مستوى القطاع الاستثماري في منطقة جازان مؤخراً خصوصاً في الجانب السياحي والترفيهي الذي عزز حضورها محلياً شمل القطاع الزراعي والثقافي والترفيهي والصناعي.
وكانت إمارة منطقة جازان والجهات الحكومية والقطاع الخاص قد خطت خطوات واسعة في تأصيل صناعة السياحة، بهدف الوصول لسياحة مستدامة، وتكون معززًا لبدائل اقتصاديات ما بعد النفط وفقًا لرؤية المملكة 2030، وذلك من خلال استثمار إمكاناتها ومواردها الطبيعية ومواقعها السياحية الجاذبة ومرافقها المتطورة، وقدراتها البشرية الوطنية المؤهلة، حيث استثمرت المنطقة في تنظيم المهرجانات السياحية التي نجحت في الترويج لمنطقة جازان كمركز ووجهة سياحية مهمة ومتميزة على المستوى المحلي والإقليمي وبخاصة خلال فصل الشتاء.
برز مهرجان جازان الشتوي منذ انطلاقته مطلع العام 2008م، في التعريف بإمكانات منطقة جازان الطبيعية والسياحية؛ مما عزز مكانة المنطقة كوجهة للباحثين عن الدفء في شتاء المملكة، حيث ساعد المهرجان خلال السنوات الماضية على نمو النشاط السياحي واستقطاب آلاف الزوار.
وقدر أمين عام غرفة جازان الدكتور ماجد الجوهري حجم الإنفاق السياحي في منطقة جازان بنحو 2,8 مليار ريال سنويًا، مما حفز القطاع الخاص لاستثمار الفرص السياحية في المنطقة التي تضم حاليًا أكثر من 63 فندقًا بها 2891 غرفة فندقية إلى جانب أكثر من 358 مبنى للوحدات السكنية المفروشة تضم 9074 وحدة داخلية، فيما تبلغ نسبة الإشغال بها طوال العام نحو 59%، مشيرًا إلى أن البنية الأساسية أسهمت في نمو السياحة بالمنطقة التي تمتاز بشبكات طرق تزيد أطوالها عن 6326 كيلو مترًا، فيما تزيد عدد الرحلات الجوية لجازان عن 23 ألف رحلة سنويًا يتم خلالها نقل 2,6 مليون مسافر تقريبًا .
مهرجانات متميزة
ويعد شهر يناير ذروة الموسم السياحي بمنطقة جازان، باعتدال أجوائها وتزامنها مع إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، فضلًا عن انطلاق مهرجانات متميزة، هي مهرجان جازان الشتوي “شتاء جازان 22″، وكذلك مهرجان العسل في محافظة العيدابي، حيث تُنتج منطقة جازان أكثر من 15 نوعًا بكمية تبلغ 426,526 كيلوجرامًا من العسل سنويًا، إلى جانب تنظيم مهرجان البن في محافظة الداير بني مالك حيث يبلغ متوسط الإنتاج السنوي 685,536 كيلو جرامًا من البن الخولاني في مختلف مزارع المحافظات الجبلية بالمنطقة ، فضلًا عن المهرجانات السياحية بمختلف محافظات جازان.
رمال فيروزية
وتحظى جزيرة فرسان التابعة لمنطقة جازان خاصة باهتمام كبير وإقبال من الزائرين للمنطقة؛ لما تمثله من موقع سياحي بارز؛ حيث تمتاز بشواطئها الجميلة ورمالها الفيروزية الجذابة، وجزرها المتقاربة، إلى جانب وديانها وشعابها ومحمياتها الطبيعية، التي تتكاثر بها الغزلان فضلًا عن المواقع الأثرية المتميزة الأخرى. كما يجذب الزائرين للمنطقة الساحل البحري الممتد من مركز الشقيق شمالاً إلى مركز الموسم جنوباً بطول يقارب 250 كيلاً، و يحظى بزيارات متواصلة من قبل المتنزهين؛ حيث تمتاز شواطئه على امتدادها برمالها وشعبها المرجانية ووفرة صيدها من الأسماك، و يتميز بتوفر الخدمات التي يحتاجها مرتاديه على مدار العام.
فيما تمثل المرتفعات الجبلية بمنطقة جازان مقصداً سياحياً متفرداً بطبيعتها الخلابة، ومناخها المعتدل، وأمطارها المستمرة، ومدرجاتها الزراعية، وغاباتها الطبيعية في جبال فيفا، والعارضة، وبني مالك، والعيدابي، والريث، وهروب، وآل تليد، وآل علي، وآل خالد، والحشر، والجبل الأسود، وقيس، والعبادل، إلى جانب العديد من الجبال التي تشكل مواقع سياحية تمتاز بشلالاتها و أوديتها وعيونها الحارة التي ثبت علميا فائدتها الطبية لكثير من الأمراض الجلدية، إضافة إلى ما تشتهر به هذه المرتفعات من زراعة للبن والموز والزيتون والنباتات العطرية. يذكر أن منطقة جازان تستعد حاليا لتنظيم مهرجان جازان الشتوي ” شتاء جازان 2022 ” الذي سينطلق مطلع شهر يناير القادم بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير المنطقة وسمو نائبه؛ حيث يسعى المهرجان إلى استثمار الإمكانات السياحية والمقومات الطبيعية والثقافية والتراثية المتنوعة للمنطقة التي تمثل واجهة سياحية هامة في فصل الربيع وسيكون في المهرجان مواقع للتسوق، وأماكن مخصصة للأسر المنتجة، و أصحاب الحرف اليدوية، إضافة إلى عدد من الفعاليات الثقافية والرياضية، والعروض المسرحية، والبرامج الموجهة للأسرة والطفل، وسيقام المهرجان بالقرية التراثية والكورنيش الشمالي و الجنوبي، مع فعاليات متعددة في عدد من المواقع بمدينة جازان ومحافظات ومراكز المنطقة.
جبال القهر
تعد جبال القهر بمحافظة الريث – شمال شرق منطقة جازان على بعد ما يقارب 130كم – بأشكالها المخروطية المتناسقة، وتكويناتها الصخرية الفريدة، وانكساراتها الحادة، وسفوحها العالية المنيعة، وأخاديدها السحيقة، وأوديتها الضيقة -بما فيها وادي لجب ذائع الصيت-، من أجمل الوجهات والمواقع السياحية في المملكة.
وتصطف جبال القهر في منظر جمالي آسر محتضنة مدناً وقرى تعود سكانها على العيش في تلك التضاريس الوعرة ، بل وتعايشوا مع طبيعتها ، وقد سُميت بهذا الاسم كونها تقهر كل من يريد الصعود عبرها لشدة وصعوبة تضاريسها ، و لكنها لا تزال تعرف حتى الآن بجبل “زهوان” ، وتحدها من الشرق مجموعة من الجبال والأودية التي تفصل بينها وبين محافظة الفرشة التابعة لظهران الجنوب الواقعة في منطقة عسير، ومن الغرب تحدها العديد من الأودية التي ترفد وادي بيش وجبل القهرة “المائدة”، ومن الشمال يحدها وادي بيش بروافده، أما من الجنوب فيحدها الجبل الأسود.
ويتنوع الغطاء النباتي في جبال القهر ويزدهر على ضفاف أوديتها، حتى أنها تضم أشجاراً نادرة من أبرزها “الشطب” وهو شبيه النخل ، بالإضافة إلى أشجار العرعر وأنواع من الصنوبريات.
نقوش أثرية
أصبحت جبال القهر مقصداً سياحياً لعشاق السياحة والمغامرة للتمتع ببرودة أجوائها وصفائها وتسلق جبالها الأسطوانية الفريدة من نوعها واكتشاف دروبها ووديانها، ومشاهدة روعة المناظر الخلابة والاستمتاع بالطبيعة الهادئة، فضلاً عما تضمه من شواهد حياتية قديمة ونقوش أثرية تعود لآلاف السنين، ما جعلها وجهة لمستكشفي الجبال وعلماء الآثار من المملكة وخارجها.
وكان باحثون قد اكتشفوا في جبال القهر هياكل عظمية وجثامين ملفوفة بجلود طبيعية حُفظت داخل غرف في صخور يزيد عمرها على أكثر من 3 آلاف عام، بجانب آثار أقدام ورسومات ونقوش في غاية البراعة. وقد عملت إمارة منطقة جازان على منظومة تنموية وخدمية شاملة بمحافظة الريث ووفرت الفرص الاستثمارية الواعدة بالمجال السياحي لاستغلال المقومات الطبيعية والتاريخية والسياحية، وليس ذلك في محافظة الريث فحسب بل بجميع محافظات المنطقة من أجل دعم وتطوير البنية التحتية لصناعة السياحة بالمنطقة وتنميتها وفق الرؤية الوطنية 2030.
تعزيز مكانة المنطقة سياحيا كثفت اللجان العاملة بمهرجان شتاء جازان 22 ، استعداداتها لانطلاق المهرجان مساء الخميس المقبل ، والذي يقام هذا العام تحت شعار ” هذي أيامنا ” ، وذلك بالتعاون مع مختلف الإدارات الحكومية والجهات المشاركة.
وأوضح رئيس لجان “شتاء جازان 22 ” الدكتور إبراهيم بن محمد أبوهادي أن مواقع الفعاليات تشهد حاليًا ورش عمل متواصلة من قبل الشباب والفتيات المشاركين لإنهاء كافة الترتيبات اللازمة لإطلاق المهرجان واستقبال الزوار ، مشيرًا إلى أن لجان شتاء جازان أعدت فعاليات تواكب تطلعات كافة فئات المجتمع من الأهالي والزوار وتسعى لتعزيز مكانة منطقة جازان كواحدة من الوجهات السياحية البارزة على المستوى المحلي والإقليمي
وبين أن جامعة جازان ستشهد الحفل الرسمي لافتتاح المهرجان وكرنفال جازان البحري ، فيما سيتم تنظيم المسابقات الرياضية والسينما الخارجية في الشاطئ الرملي ، وتقديم عربات البيع من قبل ريادي ورياديات الأعمال في الكورنيش الشمالي، وسيتم تنظيم حفلات شاطئية وخيمة التسوق في الكورنيش الجنوبي، فيما يحتضن وسط البلد فعالية “مستكة” عبر برامج شعبية ومواهب الشباب والفتيات في الفن التشكيلي ، وتحتفي القلعة الدوسرية بزوارها عبر جلسات طربية، فضلًا عن العديد من الفعاليات والبرامج الأخرى.