الثلاثة أسماء المذكورة في العنوان بينها عامل مشترك مهم، وهو أن الاسمين الأولين قادا المنتخب السعودي في مشوار التأهل إلى نهائيات كأس العالم، فالأول كان بشهادة الكثيرين أبرز تأهل بمستوى ونتيجة في وجود وفرة كبيرة لنجوم على مستوى عال من المهارة، والثاني في إيجاده لمجموعة متجانسة ولكنه تأهل بطريقة أشبه بعبارة مدرب يوفنتوس ماكس أليجري التي أضيفت إلى قاموس اللغة الإيطالية “كورتو موسو” المستخدمة لوصف الفوز بمقدار ضئيل أو صعب أو بمسافة “الأنف” في اللحظات الأخيرة. أما رينارد فحتى حصول التأهل المنتظر، بإذن الله، فقد أوجد منتخباً ذا شخصية قوية تسير بخطى ثابتة.
فريق كرة القدم ذو الشخصية القوية والثابتة يشبه الماكينة، ولذلك يسمى المنتخب الألماني بمنتخب الماكينات؛ حيث يتحرك كل لاعب في سياق وطريقة معينة لا تتوقف وتجعلك لا تشعر بقلة جودة اللاعبين (إن كان الحال كذلك) أو تشدك إلى أداء مبهر للاعبين آخرين لم تشهدهم في أوقات سابقة. لدرجة أنك قد تتغاضى عن الخسارة أحيانا، فهنالك العديد من المنتخبات التي تمتلك العديد من النجوم الخارقين الذين لا يستطيعون العمل ضمن مجموعة واحدة بنجاح على عكس تواجدهم مع مجموعة مشابهة في أنديتهم، وفي المقابل تجد مجموعة من اللاعبين الجيدين يحققون النجاح في وجود المدرب الذي يستطيع خلق فريق كرة قدم ذي شخصية قوية من أحد عشر لاعباً لديهم الإيمان الراسخ بقدراتهم وبقدرات زملائهم، وقبل ذلك بمدربهم، ففي كثير من الأحيان، الفرق الأكثر نجاحًا هي التي تؤمن بقدرتها على الفوز.
كرة القدم لا تبنى على الحظ (قد يساعد أحيانا) بل تعتمد على الأداء، وعلى الرغم من وجود أشياء غير ملموسة دائمًا مثل ميزة الأرض والجمهور أو الظروف الجوية أو حتى الإصابة التي قد تبعد نجوم الفريق ليظهر آخرون، إلا أن الأداء الجماعي والكتلة الواحدة قد تتفوق على كل تلك العوامل، خصوصاً إذا كان المدرب قادراً على تكوينها وزرع الرغبة في داخل لاعبيه للوصول إلى التميز والفوز؛ مهما كانت الظروف ولو بفارق هدف بهجمة واحدة، وذلك ببذل قصارى الجهد والتركيز وقوة الإرادة في كل مباراة في ملعبك، أو خارجه فإن كانت الرغبة حاضرة ، سيأتي الفوز، وكذلك البطولات.