بغداد – البلاد
بدأ الغموض ينجلي حول من يقف وراء المحاولة الإرهابية لاغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وتكشفت مؤامرة من يريدون العبث بأمن العراق وتهديد استقراره، إذ كشف مسؤولون أمنيون أن الفصائل المسلحة متورطة في الهجوم الذي نفذ على منزل الكاظمي بمساعدة خارجية، بينما أكد مجلس الوزراء أن الهجوم نفذته جماعات مسلحة مجرمة، قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها القوات الأمنية والعسكرية ضعفاً؛ فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام.
وقطع الكاظمي، بأن استهداف منزله تم بطائرات مسيرة وجهت إليه بشكل مباشر، قائلاً: “نعرف مرتكبي جريمة محاولة الاغتيال وسنكشفهم. لا نفرق بين العراقيين وسنضع أي متجاوز خلف القضبان”. وأضاف: “عارضنا الفساد ولن نتردد عن ملاحقة الفاسدين”، مبيناً أن هناك من يعبث بأمن العراق ويريدها دولة عصابات، في إشارة للفصائل المسلحة، موضحاً أن نتائج الانتخابات والطعون فيها ليست من اختصاص الحكومة، مضيفاً “نجحنا في تلبية مطلب الشعب والمرجعية والمتظاهرين بإجراء انتخابات مبكرة، ووفرنا كل ما طلبته المفوضية”. وتكشفت تفاصيل جديدة عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، إذ أكدت مصادر أمنية عراقية أن الطائرات المسيرة التي استهدفت منزل الكاظمي انطلقت من أحياء شمال بغداد، مبينة أن انطلاق الطائرات المسيرة جاء على بعد 10 كلم من المنطقة الخضراء، مشيرة إلى أن عدد المصابين في حادثة الاغتيال 7 مصابين.
واتهم مسؤولون، كتائب حزب الله العراقي، وعصائب الحق، والحشد الشعبي بالمشاركة في محاولة اغتيال الكاظمي، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية حالية لكشف خيط الجريمة بالكامل وتقديم مرتكبيها للمحاكمة.
من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وطالب بمحاسبة “مرتكبي هذه الجريمة”، حاثاً جميع الأطراف السياسية في العراق على “الحفاظ على النظام الدستوري وحل الخلافات من خلال حوار سلمي لا يقصي أحدا”، كما دعا جميع العراقيين إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس ونبذ كل أشكال العنف وأي محاولات لزعزعة استقرار العراق”. وقال إن الأمم المتحدة ستواصل “الوقوف بجانب العراق حكومة وشعبا في مسعاه من أجل مستقبل أفضل”.
في السياق ذاته، أدان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، محاولة الاغتيال التي وصفها بـ”الهجوم الإرهابي” وقال إنه “شعر بالارتياح” بعد العلم بأن الكاظمي لم يصب بأذى، مؤكدا أنه يدين “بأشد العبارات أولئك الذين يستخدمون العنف لتقويض العملية الديمقراطية في العراق”. وأضاف بايدن الذي تحتفظ بلاده بحوالي 2500 جندي في العراق، إنه أصدر تعليماته لفريق الأمن القومي بتقديم كافة أشكال المساعدة المناسبة لقوات الأمن العراقية في التحقيق الذي تجريه في هذا الهجوم ولتحديد المسؤولين عنه. وتشهد شوارع بغداد الكبرى انتشارا واسعا للقوات العسكرية والأمنية خارج نطاق المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة، رافقها نشر آليات مدرعة في مشهد غير مسبوق منذ سنوات، وذلك لتأمين الوضع الأمني ومنع الفوضى التي تريد الفصائل المسلحة إحداثها في البلاد بعد خسارتها في النتائج الأولية للانتخابات، إذ لا تريد أن ترى الديموقراطية النور في العراق، ساعية لإجهاض الانتخابات الحالية وتقويض الأمن والاستقرار.
إلى ذلك، أعربت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب عن استنكارها البالغ من العملية الإرهابية الدنيئة التي حاولت من خلالها قوى الشر والإجرام اغتيال رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وقالت الأمانة العامة في بيان لها أمس: “إنها إذ تعرب عن ارتياحها لسلامة دولة رئيس مجلس الوزراء، لتدين بكل حزم هذه العملية الإرهابية، معلنةً تضامنها التام ووقوفها الكامل إلى جانب العراق في مواجهة التطرف والإرهاب، وأنها على ثقة بأن هذا العمل الإرهابي لن يزيد الشعب العراقي إلا تضامنا وتلاحماً مع حكومته وأجهزة أمنه في مواجهة الإرهاب والإجرام، لتعزيز مناخ الأمن والاستقرار بما يخدم التنمية والازدهار”.