جدة – عبدالهادي المالكي – تصوير: خالد بن مرضاح
تعمل المملكة العربية السعودية على دعم مواطنيها في جميع مناحي الحياة في سبيل التنمية المستدامة، فقد شرعت في وضع رؤية تمثل الحاضر والمستقبل في رؤية 2030، التي تعمل على ثلاثة محاور تتمثل في مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح، وتستند إلى مقوّمات المملكة ومكامن قوّتها بهدف دعم المواطنين في تحقيق تطلعاتهم.
ومنحت القيادة الحكيمة المرأة السعودية الكثير من الدعم والتمكين، وعززت من مكانتها وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأمنية، خاصة في ظل رؤية 2030، واتساقا مع تمكين المرأة السعودية فقد برزت الكثير من النساء السعوديات في مختلف مجالات الحراك التنموي ومنها تركيب العطور بمختلف انواعها ، فقد يستغرق الأمر دقائق للتعرف على نكهته ، لكن يتطلب الأمر أشهراً لإيجاد الخلطة الخاصة بصناعة عطر فواح ، له خصوصية ويجتذب الذائقة ويعود فن صناعة العطور إلى زمن الصّين القديمة، وقدماء المصريين، والعرب، والقرطاجيين، والإغريق، والرّومان، إلا أنّه قد طرأ الكثير من التّطوّر على صناعة العطور منذ ذلك الزّمن، إذ يوجد الآن العديد من أنواع العطور التي يُمكن شراؤها من الأسواق والتي تختلف بنوع وتركيز المادة العطريّة فيها، مثل الكولونيا، وماء التواليت، وغيرها من أنواع العطور، بالإضافة إلى دخول العطور في تركيب الكثير من المنتجات، مثل الصّابون، ومستحضرات التّجميل، ومزيلات رائحة العرق، وكريمات ما بعد الحلاقة، وزيوت الاستحمام.
(البلاد) التقت بفتيات خضن تجربة صناعة العطور خلال مشاركتهن في معرض العطور الذي أقيم مؤخرا بجدة ليشاركن بتجربتهن في هذا المجال.
في البداية تقول نوال الزويد كان لدي شغف في العطور في وقت طويل مما دعاني الى الدخول في هذا العالم العبق فتوجهت الى صناعة عطور الأطفال بالرغم من صعوبة اختيار العطور لهذه الفئة لانها يجب ان تكون تركيبات هذه العطور آمنة عليهم سواء كان من ناحية الحساسية او الاستنشاق فقمت بعمل اسم ماركة لي وهو مسجل في هيئة الغذاء والدواء بعد ان حصلت على دورات في تركيب العطور.
كذلك لم تقتصر هذه العطور على الأطفال بل ان حتى كبار السن فهي صحية لهم ومع ذلك فكل فئات المجتمع اصبحت تطلب هذه العطور بسبب رائحتها الجميلة وأمانها على الجسم وخاصة في فصل الصيف.
الان مضى عام منذ بدأت العمل في هذا المجال وكانت بدايتي بعطرين ومع مرور الوقت وصلت الان الى ثمانية أنواع من العطور كان اخر موديل منها نزل في معرض (العطور عبر العصور).
خدمات التوصيل
وعن طريقة بيع عطوراتها قالت نوال: عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وعندما يتواصل معي الزبون نقوم بارسال الطلب عن طريق خدمات التوصيل وخلال معرض العطور هذا في جدة اتتني عروض من محلات للعطور لعرض عطوري لديهم وبحكم انني من سكان الرياض فلدي محلات كثيرة اتعامل معها كما أن هناك اقبالا كبيرا من قبل النساء على شراء هذه العطور الهادئة حيث ان هناك سيدات يقتنين هذا النوع من العطور للاستخدام الشخصي وكذلك اقبال من الطاقم الطبي حيث انهم وبحكم اقترابهم من المريض وخوفهم من ان يتضايق المريض من قوة العطر النفاذة منه والتي قد تسبب له اذى فإن هذه العطور رائحتها هادئة جدا حيث انها تعطي رائحة بدون مضايقة للآخرين وكذلك الرياضيين. والان الشباب والبنات السعوديين بدأوا يقبلون بشكل كبير على صناعة العطور بل انهم أصبحوا ينافسون ماركات عالمية في تركيب النكهات.
نجاح السعوديات
ام البواسل التي اطلقت على مشروعها اسم قمة الطيب قالت: بحكم اننا كنساء تستهوينا العطور أتت في بالي فكرة تصنيع العطور فقمت بأخذ دورات في تركيب العطور وفي بدايتي قمت بتصنيع العطور الشرقية وبعدها وجهت تركيزي على العطور الفرنسية وكلها ولله الحمد مسجلة في هيئة الغذاء والدواء.
وعن تمكين المرأة قالت: بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة بدأت المرأة السعودية تثبت وجودها في كل المجالات ومن ذلك نلاحظ توجه كثير من الفتيات الى التجارة في كل مجالات بصفة عامة وفي مجال العطور بصفة خاصة.
وأضاف زوجها أبو وليد المطيري الذي كان برفقتها: المرأة في مجتمعنا اصبحت مدعومة بشكل كامل سواء كان من قبل حكومتنا الرشيدة او من قبل ولي امرها في شتى المجالات وانا من ضمن الداعمين حيث انني قمت بالتعاون مع زوجتي أولا بالمشاركة في المعارض التي تقام ومنها معرض العطور بإنشاء متجر الكتروني نستطيع من خلال التسويق للعطور التي تقوم بصناعتها بنفسها.
خلطات زيوت
من جهة أخرى قالت عدالة غيث: عطوري عبارة عن خلطات وزيوت خاصة دمجت فيها ما بين الشرقي والفرنسي وهي خبرة تسع سنوات من العطاء في هذا المجال.
وأضافت: لدي مكتب (اعمل عطرك الخاص) سواء كان شخصيا او للشركات ومن خلال هذا المكتب أي شخص يأتي ويطلب تركيبة عطر معينة عالمية أقوم بتركيبة له حيث نقوم بعمل موعد في المكتب ونقوم بعمل اختبار لعطرين من خلالها يظهر لنا العطر المطلوب .فكرة تصنيع العطر هواية وشغف اتتني منذ ان كان عمري 12 سنة وعندما بدأت في تطبيق فكرة المشروع بدأت في الدراسة في هذا المجال حتى حصلت على اربع شهادات في مجال صناعة العطور من الكويت والامارات والسعودية.
نكهة شرقية
وقالت منال العمري: جاءت فكرتي في الدخول لعالم صناعة العطور لطموحي أن تكون هناك منتجات للعطور بصناعة سعودية وان لا تتوقف صناعة العطور على الفرنسية والشرقية.
وعن توجهها في صناعة العطور قالت: توجهت الى صناعة العطور الشرقية حيث انها تعطي فخامة وهيبة لمستخدمها وقمت بعمل خلطات تخصني وحدي وتختلف عن جميع منتجات العطور في السوق المحلي والعالمي وقد استخدمت خلالها المنتجات الطبيعية من هيل واخشاب وغيرها.
وعن بدايتها في تصنيع العطور قالت: اتتني فكرة التصنيع بعد ان قمت بزيارة لدولة الكويت ولاحظت ان اغلب الفتيات الكويتيات يعملن في صناعة تركيبات العطور بقوة وكنت اشم العطور لديهن واعجبتني الفكرة وقمت بخوض تجربة صناعة العطور.
ولكن اكتشفت ان خامات عطور التركيب لدينا اخف من التي في الكويت ولذلك انا قررت خلال الفترة القادمة ان استقدم خامة ثقيل من نفس المصدر التي يستقدمن منه فتيات الكويت تلك الخامات. المرأة السعودية أصبحت الآن هي الأم والمرأة العاملة حيث أعطاها تمكين المرأة مكانتها في المجتمع.
نخصص علمي
وقالت انهار عبدالعزيز: تخصصي هو مختبرات طبية واعمل مديرة تسويق في مصنع للتوابل وهذا هو كان بداية دخولي الى عالم صناعة العطور حيث حول من عالم العطارة الى عالم العطور بحكم معرفتي في تصنيع العطور من خلال تخصصي.
لقد وجدت دعما منذ بدأت فكرة تمكين المرأة في مجتمعنا وخاصة في موضوع الرؤية حيث أصبحت المرأة وهي على رأس العمل لها عملها التجاري الخاص بها.
علامة تجارية
ليلى العصيمي قالت: اطلقت على العطر الذي أقوم بتصنيعه اسم (ليلى) حيث بدأت فكرة هذه العلامة قبل ستة اشهر تقريبا حيث انني منذ ان كنت طفلة وانا اعشق العطور أتت في بالي فكرة تصنيعها بعد ان فهمت طريقة تصنيعها ومكوناتها فبدأت اشتغل في التركيب منذ خمس سنوات ولكن الانطلاق الفعلي باسم العطر منذ ستة اشهر والحمد لله منذ بداياتي ابدعت في التصميم بعد ان حصلت على الثناء من قبل اقربائي ومعارفي وكل من شم رائحة العطور الموجودة لدي وكان امي لها الدور الكبير في انطلاقتي واثبات وجودي بين صانعات العطور من الفتيات.
مواد طبيعية
من جانبها أوضحت بدور القرشي: استخدمت في تركيبات عطوري المواد الطبيعية وخاصة تلك التي تتفاعل مع هرمونات الجسم والتي تجد اقبالا من قبل المتزوجين والتي خلطت فيها ما بين الحمضيات والعود وكذلك البوتشلي والعنبر واللافندر.
بدأت فكرتي قبل ثلاثة شهور حيث لاحظت ان العطور هي المنتج الذي لن يستغني عنه أحد من كل الاعمار والفئات المجتمعية والاقبال عليها في تزايد فبعد ان تركت عملي السابق خضت تجربة صناعة العطور وخاصة بعد دعم المرأة السعودية من منطلق الرؤية 2030 والتي مكنت المرأة من الدخول في مجال التجارة والمشاريع بكافة أنواعها وأصبحت منتجاتنا في هذا المجال تنافس المنتجات الأوروبية. امنيتي في المستقبل ان أقوم بفتح محل للعطور باسمي وان يكون عالميا وله اسمه في السوق.