الخرطوم – البلاد
خرجت جموع غفيرة أمس (الخميس)، في مسيرات بشوارع الخرطوم وعدد من المدن السودانية، لإحياء ذكرى ثورة أكتوبر، وتأييد وحماية الانتقال المدني، بمشاركة وزراء بارزين في الحكومة الانتقالية، من بينهم وزير شؤون مجلس الوزراء، ووزيري الصناعة والنقل، ووزراء آخرين مرددين شعارات الثورة «الحرية والسلام والعدالة» ودعم الحكم المدني، بينما يدخل «اعتصام القصر» الذي تنظمه قوى مجموعة منشقة من قوى الحرية والتغيير يومه السادس على التوالي.
وتجمع الآلاف في شوارع المطار والستين، وميدان شروني بالخرطوم، وآخرون في طريق الأربعين والموردة ومقر البرلمان في أم درمان وبحري، داعمين التحول الديمقراطي ومنددين بمحاولات تقويضه، استجابة لدعوات قوى الحرية والتغيير بالمشاركة في مسيرات داعمة للتحوّل الديمقراطي والحكم المدني، بالتزامن مع ذكرى ثورة 21 أكتوبر، التي أشعلها السودانيون العام 1964 وأنهت حكم الرئيس الراحل إبراهيم عبود، بينما انقسم سياسيون في تأييدهم للحشود والحشود المضادّة في الخرطوم بين من يدعمون الحكم المدني ومن يطالبون بحلّ الحكومة.
ووضعت الشرطة والنيابة العامة في السودان خطة مشتركة لتأمين المواكب السلمية ومؤسسات الدولة الحيوية، وركزت على حماية سجن «كوبر» القومي الذي يحتجز فيه الرئيس المعزول عمر البشير والعشرات من أفراد نظامه، بجانب نحو 34 مرفقا. وتأتي المسيرات استجابة للدعوة التي أطلقها تجمع يضم أكثر من 200 كيان من قوى الثورة؛ وفي ظل انقسام كبير في الشارع السوداني بين مجموعتين إحداهما -وهي الأكبر- مساندة للتحول المدني؛ وأخرى محدودة جلها من أحزاب وعناصر موالية للإخوان وعدد من الحركات المسلحة التي تسعى لتفويض الجيش لاستلام السلطة وتعارض خطوات تفكيك نظام الإخوان وتطالب بإعادتهم للمشهد السياسي مجددا.
وقال تجمع المهنيين السودانيين، إن موقفه الثابت من السلطة الحالية في البلاد لم يتغير، معتبرا أنها لا تمثل «الثورة»، حاثا على إصلاح المؤسسة العسكرية بإشراف المدنيين. وأضاف «نجدد موقفنا الثابت من السلطة الحالية، وهو عدم تمثيلها للثورة، بل وإبحارها عكس أماني الجماهير، ونؤكد أن الصراع الماثل بين أطرافها يدور حول تقسيم المناصب والامتيازات وخدمة المحاور الخارجية، ولا يمت لأهداف الشعب وتطلعاته في شيء»، رافضا الانقلاب بأي واجهة عسكرية أو مدنية، ووضع السلطة بيد القوى الثورية، وتصفية النظام البائد ومؤسساته.
من جهته، شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، على حرص القوات المسلحة والمكون المدني علي إنجاح الفترة الانتقالية وصولا إلى حكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني، فيما قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن الثورة السودانية وضعت أهدافا توافق عليها السودانيون، الذين وصفهم بأنهم الأحرص على المضي بها إلى نهاياتها بتحقيق الانتقال المدني. إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الشعب السوداني إلى ممارسة حقه في التجمع بسلام ودون عنف وبما يتفق مع روح الانتقال. وأضاف في تغريدة عبر «تويتر»، أن واشنطن تدعو السودانيين لممارسة حق التجمع بسلمية.