للأسف الشديد ، تشير الاحصائيات في تاريخنا المعاصر إلى ارتفاع معدلات الطلاق وخاصة بين حديثي الزواج ، حيث بات واضحاً ألا صبر عندهم على تبعات الحياة الزوجية من تحمل للمسؤولية وصيانة للأسرة وتنمية للمجتمعات، وحيث لا يبدو أنهم يمتلكون برامج تحل مشاكلهم الاقتصادية ولا خطط لديهم لإدارة شؤونهم المالية ، الأمر الذي قد يفاقم من صراعهم عندما يرغب أحدهم بالادخار والآخر الذي يهوى كثرة الانفاق ،
وحيث صارت السوشال ميديا هي شغلهم الشاغل والأصدقاء الافتراضيون هم المفضلين لديهم ، فمن الطبيعي أن يضحى التنائي بديلاً عن تلاقيهم ويحل الشك والتخوين تفاصيل حياتهم، وتكال الاتهامات بالعجز والتقصير حيال أداء واجبات المنزل واحتضان الأطفال ، وحيث أن سوء المعاملة والتنمر اللفظي والايذاء الجسدي هو الاسلوب السائد بينهم ، فهم حتماً ماضون إلى المحاكم العدلية وحرق كل روابط الود والرحمة التي أمرهم الله بها، وحيث القيل والقال وقلة الاحترام هي لغة الحوار التي يتخاطبون بها صباح مساء، فهم بلا شك يصبون الزيت على النار ويؤججون للشجار، وحيث اهتمام أحدهم بالأولاد فقط واهمال شريكه من الحب والرعاية قد يشعر الآخر بالإحباط ويدعو إلى توتير العلاقات، وحيث التعالي والكبر على الشريك بالتمايز الطبقي والتفاوت الثقافي هو الدارج على لسانه، فقد يفقد الضعيف منهم الاحساس بالمساواة والرغبة في التكامل والانسجام. وحيث اللجوء إلى الأهل والأقارب وتزاحم الأيدي في حل الخلافات الزوجية هي انتهاك لحياتهم الخاصة وقد تحدث شرخاً في الصميم وتسرع في الانفصال.
السنوات الأولى من الزواج هي مرحلة تجارب واختبارات وتعارف بين الأزواج ، وكما يقول المثل المصري :” لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وستة أشهر”، أتمنى من المقبلين على الزواج أن يأخذوا في معنى هذا المثل لما فيه من عبر ومواعظ وألا يشتكوا ولا يتذمروا في بداية زواجهم ولا يتسرعوا في طلب الطلاق كمن يستجير من الرمضاء بالنار، بل يصبروا على الحلوة والمرة ويتسامحوا قبل فوات الأوان. وأما وصيتي للفتاة التي تنشد النجاح في الزواج وتصير أمّاً في المستقبل، أن تقاوم المغريات وتتحدى المتغيرات وتحافظ على بيتها من الانهيار، فهي صمام الأمان لكل أسرة وهي رمز التضحية والايثار في أي مجتمع.
bahirahalabi@hotmail.com