متابعات

لا .. لاستغلال العرسان وإرهاقهم بالديون

البلاد ـ احمد الاحمدي ـ مرعي عسيري ــ عبد الهادي المالكي ـ رانيا الوجيه

عقب سريان تخفيف الاحترازات الصحية؛ نظراً للتقدم في تحصين المجتمع وبعد إجراءات صحية كبيرة، وضعت فيها حكومة خادم الحرمين وولي العهد ـــ حفظهما الله ـــ صحة الإنسان أولا، ثم ما تم من خلالها فرض قيود عدة لمنع تفشّي انتشار الفيروس ومن ضمنها إيقاف الرحلات الدولية والداخلية، وفرض منع التجول الجزئي والكلي، والفحص الموسّع في الأحياء، وإيقاف الصلوات في المساجد، فقد بدأت قاعات وقصور الافراح تستقبل حجوزات العرسان خصوصا بعد ان صدر القرار برفع الاشتراطات الاحترازية والتي من ضمنها رفع الطاقة الاستيعابية في المناسبات الى 100 %، وفي هذه الايام فإن قاعات الأفراح تشكل محور حديث المجالس خصوصا وأن بعض اصحاب قاعات الافراح يرفعون سقف تكاليف مناسبات الزواج ما يجعل العرسان يدخلون القفص الوردي وهم مثقلون بالديون.

وأكد مختصون أن المجتمع السعودي استبشر بتخفيف الإجراءات الاحترازية وبداية العودة للحياة الطبيعية التي يعود فيها كل فرد إلى روتينه اليومي الطبيعي قبل الجائحة، ولا شك أن التغييرات والإجراءات التي حدثت أثناء الجائحة ألقت بظلالها على كافة فئات المجتمع في المملكة.

وعبروا لـ” البلاد ” عن خشيتهم ان يقوم اصحاب قصور الافراح برفع سقف تكاليف اقامة مناسبات الزواج من اجل تعويض فترة التوقف، مؤكدين انه في حالة ارتفاع اسعار قصور الافراح فإن العرسان الجدد سوف يلجأون إلى إقامة مناسبات زيجاتهم في الاستراحات خارج النطاق العمراني. فيما وصف عدد من المواطنين المغالاة في أسعار قاعات الأفراح بالمزاد العلني، مشيرين إلى أن أسعار تأجير القاعات ليلة العرس تسببت في دخول معظم الشباب المقبلين على الزواج إلى عالم الديون والاقتراض، وهم في بداية حياتهم، مطالبين الجهات المختصة بفرض تعليمات، وتحديد أسعار تلك القصور، ووضع تسعيرة ملائمة حسب الدرجة، والتصنيف، وعمل دوريات للمراقبة لمنع التلاعب بالأسعار.

واضافوا أنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إقبالا كبيرا على صالات الأفراح وستزيد نسبة الإشغال العامة خلال الفترة القليلة المقبلة وبشكل خاص خلال الإجازات الدراسية المطولة وإجازة منتصف العام الدراسي، مشيرا إلى أن أسعار قصور وصالات الأفراح تتراوح بين ١٥ ألفا إلى نحو ٨٠ ألف ريال لليلة الواحدة، حيث تختلف الأسعار بحسب تجهيزات القصر ومساحته والخدمات التي تقدم خلال إقامة المناسبة.

على الصعيد ذاته انتعش سوق محلات الكوش وتجهيزات الأفراح، وذلك عقب صدور الموافقة بعودة إقامة حفلات الأعراس والمناسبات من دون اشتراط عدد معين، حيث شهدت تلك المحلات توافد عدد من أصحاب الأفراح الراغبين في حجز كوشاتهم أو تزيين سياراتهم.

غلاء الأسعار
من جانبه رفض احد مسئولي الحجز في إحدى قاعات الأفراح بجدة التعليق على المبالغة في أجور هذه القاعات والتي تصل مبالغ إيجاراتها في بعض الأحيان إلى أرقام كبيرة لا تتفق مع إمكانات الشباب وقدراتهم المادية. وترهقهم بالديون من البنوك من أجل إكمال فرحة العمر رغم الخدمات المتواضعة نسبياً التي تقدمها واكتفى بالقول ان اسعارهم ليست مرتفعة.
ومن جانب اخر أوضح مدير الحجز في قاعة أفراح بشرق جدة والتي تستوعب أكثر من «300» شخص بأن القاعة بدأت الحجز من الآن للإجازات القادمة بشكل مبكر كاشفاً النقاب عن أن الزيادة التي طرأت على أسعار هذا العام جاءت لمواجهة الركود خلال الفترة الماضي وتحول السكان الى الاستراحات بالإضافة الى غلاء الأسعار في كافة السلع الأخرى.

بدائل القاعات
وقال أحد العرسان إن ارتفاع أسعار صالات الافراح غير المبرر يجعل العرسان يبحثون عن البدائل والتوجه لبعض الاستراحات والمنتشرة في أطراف المحافظة غير المؤهلة والتي تفتقر لوسائل السلامة بعد ان أبدوا تذمرهم وانزعاجهم من الارتفاع غير المبرر من المسئولين عن قصور الافراح وعدم وجود جهة إشرافية عليا تحدد الاسعار حسب القاعة وتجهيزاتها

جولات تفتيشية
عبد الرحمن الحسين المتحدث الرسمي لوزارة التجارة اكد انه بمناسبة عودة العمل في قصور الافراح بكامل طاقتها بعد توقف بسبب جائحة كورونا فقد اتخذت الوزارة عدة اجراءات وتعليمات لضبط اعمال هذه المنشآت ومن ابرزها ان الوزارة تحث افراد المجتمع بضرورة وجود عقد عمل قبل اتمام أي عملية تجارية، وكذلك أهمية الاطلاع على العقود وفهم بنودها، ومعرفة المبالغ والالتزامات المترتبة عليه قبل توقيع العقد سواء فيما يخص قاعات الأفراح أو غيرها من الأنشطة، وكذلك الاحتفاظ بنسخة من العقد، وذلك لحفظ حقوق المستهلك أمام جهات التقاضي في حال عدم الالتزام ببنود العقد.


ووفقاً لاختصاصها تقوم وزارة التجارة من خلال الفرق الرقابية المنتشرة في كافة مناطق المملكة بجولات تفتيشية بشكل دوري على المنشآت التجارية والأسواق، لمتابعة ورصد أسعار السلع التموينية والضرورية في جميع مناطق المملكة، ومقارنتها بالأسعار في دول الجوار، ومتابعة أي تطورات تؤثر في حركة العرض والطلب.

اسعار الخدمات
واشار الحسين إلى ان أسعار السلع والخدمات تكون وفقا لقواعد السوق ومبادئ المنافسة الحرة، عدا أسعار السلع والخدمات التي تحدد بناء على قرار من مجلس الوزراء او بموجب نظام، وتختص الهيئة العامة للمنافسة بضبط الممارسات الاحتكارية ومخالفات نظام المنافسة، وتختص وزارة التجارة بالرقابة على الاسواق واستقبال بلاغات المستهلكين من خلال مركز استقبال البلاغات 1900 أو من خلال تطبيق “بلاغ تجاري”، ويتم ضبط المخالفات وتطبيق الغرامات الفورية في حال وجود استغلال او ممارسات تجارية سلبية قد تؤدي لزيادة الأسعار بشكل غير مبرر كالتخزين والامتناع عن البيع وغيرها من المخالفات.
من ناحية اخرى شهدت صالات افراح منطقة عسير اقبالا جيدا بعد السماح بالعودة للحياة الطبيعية وقال محمد النعمي صاحب قاعة افراح لم نحاول أن نزيد في الأسعار رغم اننا عانينا فترة التوقف من حيث مشكلة ايجار الموقع والكهرباء والعمال بدون انتاج واسعارنا في حدود 40 الف ريال حيث أن الصالة مصممة بشكل رائع ومهيئة للحفلات والمؤتمرات وقد وجدنا اقبالا جيدا في الحجوزات.


حجوزات مسبقة
سعيد بن حنبص صاحب صالة افراح خارج مدينة ابها قال حقيقة لدينا تكليف تحملناه فترة التوقف وارجعنا مبالغ حجوزات مسبقة وقدرنا الموقف وكان هذا قدر الجميع ولكن مع العودة تلقينا طلب حجوزات عديدة وصالتنا من النوع الوسط واسعارها معقولة ونحن نقدر ظروف الشباب الا عندما يطلب منا اضافات اخرى نضطر لطلب زيادة غير مبلغ الإيجار المتفق عليه.
الشاب محمد البشري قال: لي أكثر من عام منذ أن تم عقد قراني وكنت اود أن اقيم زواجا مختصرا لكن للأسف الزوجة واهلها رفضوا الا بزواج كبير وحقيقة وجدت ارتفاعا في بعض الصالات المميزة ولكنني مضطر حتى اقيم الزواج.

اشتراط العروس
عاصم العبدالله أحد المقبلين على الزواج قال للبلاد موضحا بقوله: تمت خطوبتي منذ 6 أشهر تقريبا ، وبسبب اشتراط العروس وأهلها على أن يقام الفرح في أحد القاعات الكبرى بجدة ، وعند البحث عن قاعة مناسبة وبأسعار معقولة كانت الصدمة في ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، فالقاعة التي كانت قبل أزمة كورونا 30 ألفا وصلت 40 و 45 ألفا وغيرها من القاعات ارتفعت بشكل مبالغ فيه، وبدون أي مميزات مبهرة تجعلنا نغض النظر عن المبلغ ، وبعد بحث طويل قررت أن أتجه إلى الاستراحات كحل بديل.

اختلاف العرسان
كما عبرت بقولها أم عبد الرحمن عسيري التي استغربت من ارتفاع أسعار القاعات وقالت: هذا الارتفاع في أسعار القاعات من الممكن أن يؤدي إلى فشل في زواجات كثيرة كما حدث مع ابني وأهل عروسته، عندما اختلفوا على إقامة مراسم الزواج في احدى القاعات الكبرى في جدة وعندما اقترح عليهم حلولا بديلة وأرخص رفضوا ذلك مصرين على أن يتم في قاعه كبيرة حتى تستوعب عدد معازيمهم، ومن جهة أخرى صالة الأفراح التي نختارها يجب ان تكون مناسبة من حيث السعر والخدمات لأن السعر قد يشكل فرقاً في شكل الخدمات المقدمة ولكن ضمن المعقول”. وهذا لا يتوفر في أغلب القاعات بل مشددين وثابتين على أسعارهم المرتفعة بحجة تعويض خسائرهم بسبب أزمة كورونا.
ويندم محمد الحسين أنه لم يستغل فرصة أزمة كورونا واللجوء الى الحلول التي كانت متوفرة في السابق من تحديد أعداد الحضور من 50 إلى 20 شخصا من المدعوين واقتصار الفرح على الأهل المقربين فقط والاستفادة من تلك المبالغ لتنفع العروسان عوضا عن هدرها في يوم واحد.

تعويض فترة التوقف

خلال الفترة التي عاشتها مناطق المملكة مع جائحة كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية ومنها اختصار الزواجات على عشرين شخصا مما دفع بالأهالي الى الزواج العائلي والذي اكتشفوا من خلاله الفارق الكبير في التوفير في المبالغ المالية التي كانت تدفع قبل الجائحة ومن ضمن ذلك أسعار القاعات والذي انخفض الى ادنى مستوى له حيث أصبحت بعض القاعات التي كان تؤجر للعرسان بثلاثين الف ريال أصبحت تؤجر بعشرة الاف ريال الا انه وبعد رفع الحظر والسماح بالمناسبات بدون عدد معين استغلت تلك القاعات هذا الامر وقامت برفع الأسعار لتعويض ما خسرته خلال السنتين الماضيتين بل ان الأسعار أصبحت مبالغا فيها حيث وصلت أسعار بعض القاعات والتي كانت تؤجر قبل الجائحة بعشرين الف ريال زادت الإيجار حيث وصل الثلاثين الف ريال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *