محمد عمر – عمر رأفت – القاهرة
فى خطوة بالغة الأهمية هى الأولى من نوعها أعلنت الولايات المتحدة تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية ، لتكون أولى المؤشرات الجادة لمحاصرة الأعمال الإرهابية التي يقوم بها نظام الملالي الإرهابي عبر منظماته .
ويأتي الإعلان الأمريكى بإدارج الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية مؤشرا واضحا على أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من القرارات الصارمة على المستوى الدولي من أجل محاصرة الخيوط المتشابكة لتلك المنظمات ، ومعرفة الشبكة المالية والجهات التى تقدم الدعم والتسهيل لتلك المنظمات الإرهابية من ممارسة أعمالها الإجرامية . وأعلنت الادارة الأمريكية برئاسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إدراج الحرس الثوري رسميًا على قوائم الارهاب في خطوة غير مسبوقة على الاطلاق.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من الضرر لإيران، ويمكن أن يكون لها تداعيات واسعة على الموظفين والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وبأماكن أخرى ، وصعّدت إدارة ترامب، الخطاب ضد إيران لعدة أشهر، لكن هذا سيكون أول تسمية من قبل أي إدارة أمريكية، لكيان حكومي أجنبي بالكامل.
وانسحب ترامب من الصفقة النووية التاريخية لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع إيران خلال مايو 2018، وفي الأشهر التي تلت ذلك، أعيد فرض العقوبات، بما في ذلك العقوبات التي تستهدف قطاعات النفط والشحن والبنوك الإيرانية، ويأتي تعيين الحرس الثوري، الذي تم الإبلاغ عنه لأول مرة بواسطة “وول ستريت جورنال”، مع فرض عقوبات، بما في ذلك تجميد الأصول التي قد يتمتع بها الحرس في الولايات المتحدة الأمريكية وفرض حظر على الأمريكيين الذين يتعاملون معها أو يقدمون الدعم المادي لأنشطتها.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد صرح بأن الحرس الثوري الإيراني تم تصنيفه منظمة إرهابية لدعمه حزب الله وغيره من الجماعات الإرهابية.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي، في مؤتمر صحفي أن النظام الإيراني يدعم الإرهاب على مدى 40 عامًا ، مشيرا إلى أن إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب رد طبيعي على سياسة إيران بدعم الإرهاب ، وقال بومبيو، إن الحرس الثوري يدعم النظام في سوريا، ويدعم الإرهاب في العراق ولبنان، وميليشيات حزب الله، وأشار بومبيو، إلى أن الولايات المتحدة ستعامل الحرس الثوري مثل حماس وحزب الله .
وفى هذا السياق رصدت ” البلاد ” آراء العديد من الخبراء والمختصين بالشأن الإيرانى لمعرفة أبعاد ذلك القرار ، والخطوات التى يجب إتخاذها فى المستقبل ، لمنع تلك المنظمات من ممارسة أعمالها الإارهابية فى المنطقة .
فى البداية قال العقيد يحيى أبو حاتم الخبير العسكري اليمنى أن القرار الأمريكى يأتى فى مرحلة هامة تشهد عمليات تخريبية وإرهابية يقوم بها نظام الملالى عبر ما يسمى بالحرس الثورى الارهابى ، الذى عمل على مدار فترات كبيرة على تنفيذ مخططات الملالى الإرهابية فى أكثر من دولة وهدد السلم والأمن العالمى .
واعتبر الخبير العسكري أن القرار الأمريكى بتصنيف الحرس الثورى الارهابى ضمن المنظمات الإرهابية يترجم العديد من المطالبات السابقة التى قدمت دلائل واضحة لممارسة تلك الهيئات أعمال إرهابية واجرامية وتدخلت فى الشؤون الداخلية للعديد من الدول عبر تمويل الجماعات المتطرفة إقليميا وتقديم الدعم اللوجستي والمالى لإيجاد حالة من الفوضى على المستوى العالمي.
وأشار يحيى أبو حاتم إلى أن القرار سيضع المجتمع الدولى فى إطار المسؤولية وسيساهم فى تعقب تلك العناصر الإرهابية المنتشرة فى أكثر من دول ، كما سيعمل ذلك القرار على الحد من نفوذ تلك الجماعات الإرهابية التى كانت تمارس أعمالها فى غطاء حكومة الملالى الإرهابية .
ودعا يحيى أبو حاتم الدول العربية إلى تفعيل تلك القرار عبر التعاون الأمنى المشترك والكشف عن مشروعات نظام الملالى فى عدد من الدول مما يسهل كشف قنوات الاتصال والغطاء الذى تتخذه تلك المنظمات الإرهابية فى تنفيذ أجندته التخريبية ، مشيرا أن المرحلة القادمة يساهم هذا القرار فى وضع عقوبات صارمة على الدول التى تتعامل مع ذلك النظام الارهابى وسيكشف للعالم كله من يقف خلفه ولذلك من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة الاعلان عن المنظمات الإقليمية التى يتخذها نظام الملالى فى تنفيذ أعماله .
التنسيق العربي
من جهته قال الدكتور محمد عبد الله أستاذ الفارسية بجامعة المنوفية أن الخطوة الأمريكية بإعلان الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية فى خطوة هى الاولى من نوعها وتأتى انعاكسا لحالة القلق العالمى نظرا لتزايد الأعمال الإرهابية التى شهدها العالم خلال الفترة السابقة ودعم نظام الملالى للاعمال الإرهابية على المستوى العالمي والإقليمي .
وشدد عبد الله على ضرورة إتخاذ الدول العربية قرارات صارمة تجاه أعمال ذلك النظام الذى اتخذ الإرهاب والتخريب عقيدة فى أى مكان يتواجد فيها ، فضلا عن الحاجة الملحة فى المرحلة الحالية إلى التنسيق العربى على المستوى الأمنى والاستخباراتى من أجل توحيد الصف لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية التى عززت من تواجد المنظمات الإرهابية الإقليمية وقدمت لها الدعم المالى لممارسة أعمالها الإرهابية داخل إطارها الإقليمي .
وحذر عبد الله من أن القرار سيضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية الكشف عن أنشطة نظام الملالى كافة فى الدول ، ووضع أية منظمة إيرانية تحت المراقبة الصارمة ، نظرا لأن نظام الملالى ياخذ من الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية غطاء يوفر من خلالها الدعم والمساندة لمنظمة الحرس الثوري الارهابى وعناصرها عبر التعاون الوثيق مع عدد من الدول التى تعد شريكة لذلك النظام .
ونوه عبد الله إلى ضرورة التكاتف العربى فى المرحلة الحالية ، من أجل إيجاد استراتيجية عربية مشتركة تستطيع أن تواجه تلك المنظمات التى تهدف إلى زيادة الانقسام والفوضى ، ولذلك يأتى القرار الأمريكى كمؤشر لبداية جديدة مرحلة جديدة تحاصر الإرهاب والدول التى تعمل على تقديم الدعم والمساندة لتغذية التخريب والأعمال الإجرامية تجاه الإنسانية .
وفي هذا، قال يعقوب حر التستري – مسؤول المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إن القرار الأمريكي سيكون له آثار اقتصادية قوية وليست سياسية فقط ، خاصة وأن الحرس الثوري يسيطر حاليا على كل مرافق ومؤسسات الدولة وبعد هذا التصنيف، أصبح هناك واقع جديد، حيث إن من يتعامل مع نظام الملالي عليه أن يحسب لنفسه الف حساب حتى لا يكون تحت طائلة الحساب من قبل الولايات المتحدة.
وقال أحمد قبال، المتخصص في الشأن الإيراني إن القرار سيكون له ردة فعل ليست بالهينة من الحرس الثوري ويجب الحذر،من الصعب حصر أفرع ومؤسسات الحرس الثوري على الصعيد العسكري والاجتماعي والثقافي والسياسي.
وأضاف قبال في تصريحات لـ “البلاد” أنه الآن من الصعب التنبؤ بردود الفعل التي قد تنشأ عن نفوذ الحرس وتوغله في بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة.
وأوضح أن الحرس الثوري تعامل بشكل مباشر في الهيمنة المبطنة على أربع دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن وأسس خلايا تابعة له في معظم الدولة العربية.
وأوضح أنه من المفترض اتخاذ تدابير أمريكية على الصعيد الإقليمي لاحتواء أي رد فعل من جانب الحرس الثوري، ومن غير المستبعد قيام الحرس بخطوات استفزازية قد ينشأ عنها صراع إقليمي طويل الأمد.
فيما قال يوسف بدر، المتخصص في الشأن الإيراني إن هذا القرار سيصيب إيران بالعجز ولن تستطيع فعل شئ أمامه ، كما سيعقد وضع قوات الحرس الثوري المتواجدة في مياه الخليج والمياه الدولية، ويتوقع حدوث تطورات كبيرة فى الفترة المقبلة ، ومما سيدفع نظام الملالى ، لإتخاذ خطوات قد تكشف الكثير من الأدوات والمسارات التى تعمل بها مما يسهل علي المجتمع الدولى الرؤية الواسعة لتطبيق القرار بشكل صارم ، وتحديد نقاط وتمركزات المنظمات الايرانية والجهات التى تدعمها.