البلاد – رانيا الوجيه، نجود النهدي، مرعي عسيري
شكل معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 تظاهرة ثقافية كبرى، خصوصاً بعد توجيه سمو وزير الثقافة بإعفاء دور النشر المشاركة في المعرض من قيمة إيجار الأجنحة، دعماً لقطاعات الأدب والنشر والترجمة، وتخفيفاً لآثار جائحة كورونا على صناعة النشر، ما ساهم في مشاركة أكثر من 1000 دار نشر من 30 دولة حول العالم، مقدمة الفائدة لزوار المعرض من خلال طرحها لكتب قيمة، ما اعتبره أدباء ومثقفون إنجازاً حضارياً وحدثاً مؤثراً ومهماً.
وقال عضو مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة دكتور سعد البازعي، إن أبرز إيجابياته المعرض إتاحة الكتاب على نطاق واسع وفره عدد غير مسبوق من الناشرين بلغ حوالي الألف ناشر، ما جعل المعرض الأكبر من نوعه عربياً، كما أن الفعاليات المصاحبة زادت من أهميته وأثره، وهي فعاليات متنوعة بين ثقافي وفني، فكانت هناك دورات في مختلف المجالات التي ترعاها وزارة الثقافة وهي مجالات لم يكن الكثير منها محل عناية كالطهي والأزياء. هذا بالإضافة إلى الجوائز ومؤتمر الناشرين، مبيناً أن السلبيات كانت في صعوبة الوصول والدخول إلى المعرض نتيجة لكثرة الزوار، وكذلك كان ارتفاع أسعار الكتب، ويمكن التغلب على ذلك في الأعوام القادمة.
وترى دكتورة وفاء الرشيد، أن معرض الكتاب جاء هذه السنة متميزا بكل المقاييس، سواء أن في التنظيم المحكم، أو تقنيات العرض الجديدة أو بحجم المشاركة ونوعية وحجم الإقبال. وأضافت: لقد نجحت وزارة الثقافة وهيئة الأدب والترجمة والنشر في نقل هذه المناسبة الفريدة إلى حدث ثقافي وفكري كبير عالي المستويين السعودي والعربي، مشددة على أهمية وجود خريطة توضح توزيع دور النشر للزائر في المرة القادمة.
من جهتها، وصفت الكاتبة والروائية أبرار حامد آل عثمان، مشاركتها في المعرض بالجيدة، إذ صدرت لها ثلاثة كتب، هي: في كل قلبٍ حياة، نصفي الآخر، ما بيننا روحٌ واحدة، مشيرة إلى أن المعرض بشكل عام كان رائعاً من حيث التنظيم والإقبال عليه في ظل تنوع الفعاليات المصاحبة، مبينة أن عزل عزل منصات توقيع الكتب، وعدم توفر الكمية الكافية حرم البعض من الالتقاء بالمؤلفين والحصول على ما يريدون.
ويقول الروائي والسيناريست طلال العواجي، إن المعرض شهد تطبيق للإجراءات الاحترازية بأفضل معايير السلامة، مع ثورة ثقافية فيها انفتاح على الجميع، وتنوع في المشاركات والترتيبات والتسهيلات على دور النشر وإعفائها من الإيجار.
فيما قال الكاتب في صحيفة الوطن حمد القشانين: لم نعد نرى معرضًا دوليًّا للكتاب فقط، بل تحفة فنية ثقافية تدور بين أرجائه أنواع من الألوان المجردة، إلى ألوان الثقافات والموسيقى والعزف، حتى تجد أن أغلب الدول المشاركة به قد أظهرت ما لديها من فنون تحولت إلى لغة عالمية للتواصل، بينما أكد الكاتب علي الشريمي، أن الزائر لمعرض الكتاب في الرياض، يدرك وبكل وضوح الفارق الجوهري والتغيير في حالة الوعي، والبنية الثقافية لدى الفرد السعودي. وأضاف: معرض الرياض هذا العام يعد الأكبر على الإطلاق في تاريخ معارض الكتب السعودية، والانطباع الذي تركه عندي هو «لا مستقبل بغير كتاب» ورقيا كان أو رقمياً.
وأشار القاص خالد سعيد الداموك، إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام يرمز للإنسان وصراعه الأزلي مع الوجود؛ فالمعرض في ظروف الجائحة لم يعد مكاناً لتسويق الكتب أو وسيلة للتعارف بين المثقفين أو مسرحاً للندوات والتبادل المعرفي والتلاقح الفكري كما اعتدنا من معارض الكتب، معرض الرياض هذا العام هو أيقونة دالة على عزيمة هذا الكائن الجبار على العيش والبقاء وأنه سيد كوكب الأرض. وإذا كان المطلوب من معارض الكتب كل عام أن تقوم بدور ثقافي، فالفائدة الكبرى لمعرض هذا العام تُجنى من أوله، فهو يمثل الضوء في آخر النفق للإنسانية برمتها، إنه أول أشعة الوصول إلى بر الأمان والتخلص من هذه الجائحة المقيتة التي ربضت على صدور البشرية». رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون عبد العزيز السماعيل، قال: بعد غياب طويل للمناخات الإبداعية، وبعد تخييم الصمت على القطاع الثقافي تأثراً بالاحترازات الصحية فإن عودة معرض الرياض الدولي للكتاب في رأيي عليه يبرهن على مدى وعي هذه الفئة واعني الفئة المثقفة -في نظر غالبية المجتمع- وامتثالهم للبروتوكولات الوقائية. وأضاف: علينا جميعًا ألا ننسى بأن القطاع الثقافي هو أكبر وأهم القطاعات تأثرًا بوباء كورونا وعودته بالغد القريب من باب واسع كمعرض الكتاب هو فرصة كبيرة تمهد الطرق لعودة الأنشطة الثقافية والحياة الورقية الطبيعية؛ فالكتاب قادر على مصارعة الأوبئة.
ولفت رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد علي آل مريع، إلى أن معرض الكتاب حقق نجاحا كبيرا، ولم يكن للكتاب فقط بل محاضرات وأمسيات شعرية وفنية وكشف للزوار من غير السعوديين القدرات التنظيمية لدي شباب وشابات المملكة. في السياق ذاته، قال الناقد والروائي الدكتور واسيني الأعرج: تشرفت بالمشاركة في هذا المعرض الكبير، الذي أدهشني بضخامته ومحتواه وعدد دور النشر المشاركة فيه، ليجمع الثقافة العالمية في مكان واحد، وكان فرصة للاستمتع لأصوات ثقافية من الجنسين. وأبارك لحكومة المملكة هذا الحراك الثقافي الكبير الدي يوازي نهضتها الكبيرة.