متابعات

الفوبيا .. المواجهة بالعلاج السلوكي

جدة ـ نجود النهدي

تندرج الفوبيا ضمن أمراض الخوف والقلق، وتصل أنواعها إلى 250 نوعا. ويمكن مواجهة الفوبيا من خلال العلاج السلوكي المعرفي، بالإضافة إلى إمكانية تناول مضادات الإكتئاب، ويؤكد المختصوصن في علم النفس أن الفوبيا أو الرهاب هي مرض نفسي يُعرف بأنه خوف متواصل من موقف أو نشاط معين عند حدوثه أو مجرد التفكير فيه أو جسم معين أو شخص معين عند رؤيته أو مجرد التفكير فيه. لافتين إلى أنه غالبا ما تسبق مثل هذه المخاوف تجربة أساسية حاسمة، وبمعنى آخر قد يكون المصاب سبق وان عاش في تجربة سابقة مخزنة في الدماغ، والتي يمكن أن تؤدي إلى سلسلة من ردود الأفعال عند حدوث بعض مسبباتها.

وتعتبر الفوبيا مرضا إذا انتاب المصاب في الموقف المعني خوف شديد لا يمكنه تحمله، مما يُعيقه إلى حد بعيد عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض الجسدية مثل سرعة ضربات القلب وضيق التنفس وزيادة إفرازات العرق.


الدكتورة فاطمة محمد كعكي” استشاري أول طب نفسي وإدمان بمجمع إرادة والصحة أن الفوبيا أشد خطورة من أحاسيس الخوف البسيطة وتحدث بسبب محفزات أو مصادر أو عوامل لا حصر لها، وعلى الرغم من أن الأفراد يدركون أن الفوبيا غير منطقية، إلا أنهم لا يستطيعون التحكم في رد فعلهم المصحوب بالخوف، ويحتاجون إلى طرق طبية لعلاجه لافتة إلى ان الرهاب هو رد فعل مصحوب بخوف مفرط وغير منطقي، يحس فيه المريض بخوف عميق أو ذعر عندما يواجه مصدر هذا الخوف أو العامل المحفز له، ويمكن أن يكون الخوف من مكان أو موقف أو شيء معين، وعلى عكس اضطرابات القلق العامة، عادة ما يرتبط الرهاب بشيء محدد ومستمر.

ويتراوح تأثير الرهاب من مزعج إلى معيق شديد، إذ غالبًا ما يدرك الأشخاص الذين يعانون من الرهاب أن خوفهم غير منطقي، لكنهم لا يقدرون على القيام بأي شيء حيال الخوف ومصدره، ويمكن أن تؤثر مثل هذه المخاوف على الأداء بالعمل والمدرسة والعلاقات الشخصية.

عوامل وراثية
وتضيف الدكتورة فاطمة كعكي أن الأطفال الذين لديهم أقرباء يعانون من اضطراب القلق معرضون لخطر الإصابة بالفوبيا حيث يمكن أن تؤدي لعواقب مؤلمة. كما أن هناك ارتباطا بين من يعاني من حالات طبية مستمرة أو مخاوف صحية وبين حدوث فوبيا لهم.
فضلا عن انه توجد نسبة عالية من الأشخاص الذين يصابون بالفوبيا بعد حدوث إصابة شديدة للدماغ ، لافتة إلى أنه يتم علاج الفوبيا بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهو العلاج الأكثر شيوعًا للفوبيا، ويقوم على تعريض الشخص لمصدر الخوف في بيئة مراقبة لمراقبة سلوكياته وتقييم أدائه الدوري لزيادة أو تقليل محفزات الخوف لديه، هذا العلاج يمكن أن يطمئن ويقلل من القلق.
فضلا عن العلاج الدوائي حيث يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق في تهدئة ردود الفعل العاطفية والجسدية للخوف، وفي كثير من الأحيان، يكون الجمع بين الأدوية والعلاج المهني هو الأكثر فائدة.

هل الوقاية من الفوبيا ممكنة؛ نعم الوقاية من الفوبيا ممكنة وتتم بتثقيف الناس بهذا المرض، ليتعاملوا معه ويعلموا كيف يعاملون أحباءهم المصابين، ويستهدف التثقيف بالمقام الأول الأفراد المعنيين الآخرين كمعلمي الأطفال لتكون لديهم أدوات فعالة في منع حدوث الفوبيا أكثر من أي وقت مضى.وبعض الحالات: هناك أشخاص حصل لهم توقف في مصعد للعطل للفترة من الزمن مما أدى إلى الخوف والرهاب من ركوب المصاعد أو الرهاب من ركوب الطائرة أو صعود الأماكن المرتفعة نظر لمشاهدة أفلام عن الوقوع من الأماكن المرتفعة والأمثلة كثيرة. أيضًا الخوف الشديد من الخروج من المنازل وخاصة في بداية اكتشاف فيروس كوفيد ١٩ وكثرة الإصابة بهذا الفيروس وموت كثير من المصابين أدى كل ذلك إلى فوبيا أو رهاب الإصابة من مرض كوفيد والموت.


مرض نفسي
من جهته أوضح الدكتور عبد المجيد عبد الله زربه” أن الفوبيا تُعد أكثر الأمراض النفسية انتشارًا وتعني الخوف من شيء محدد كمكان معيّن مثلًا، لعلّ أهم أعراضها هو الخوف الشديد والذي بدوره قد تصل إلى نوبة هلع وفقدان للسيطرة وتوقع ما هو أسوأ أو السلوك التجنّبي. وحول أسباب الفوبيا فقد قال؛ يؤمن بعض الباحثين بأن مسببات الفوبيا لها عدة فرضيات منها ما هو سلوكي مُكتسب لموقف ماضٍ، وتجارب الطفولة القديمة ووجود تاريخ مرضي عائلي وكذلك عوامل بيئية وجينية.
تشخيص الفوبيا عادة ما يتم في العيادات النفسية بالتاريخ المرضي والفحص الذهني، ولعلّ أهم معاناة يعانونها هي أن تأثير الفوبيا على مختلف جوانب حياة الفرد كأن يتجنب ركوب الطائرة لفترات طويلة مما يؤدي لتفويته لمناسبات مهمة.

فوبيا المرتفعات
في السياق نفسه أوضحت الدكتورة غزيل حسين البيشي” مدربة ومتخصصة في الطفولة والإرشاد النفسي، في البداية لا بد من تعريف الفوبيا هي كلمة، لا تنيه وتعني الخوف الشديد.
ومن أعراض فوبيا المرتفعات أن يشاهد شخص آخر يسقط من مكان مرتفع تعتبر هذه التجربة سيئة وتأثيرها يقع سلبا على الشخص وممكن يصاب بنوبة هلع أثناء وجوده في مكان مرتفع، وأحيانا مشاهدة أفلام الرعب، ممكن تسبب خوفا شديدا وتكون أحد أسباب الرهاب من المرتفعات، وأيضا قد تكون بدون أسباب معروفة. في هذه الحالات، قد تلعب العوامل الوراثية أو البيئية دورًا كبير في تعلم الخوف. لا يمكن تشخيص الرهاب من المرتفعات، إلا من قبل أخصائي الصحة النفسية، بحيث يقوم بمساعدة الشخص على تلقي العلاج ووضع خطة علاجية مناسبة للمريض.

واستطردت بقولها: ممكن الشخص يتخلص من مشكلة الخوف وتصبح مع مرور الوقت شيء عابر أما بالنسبة للأدوية لا ينصح بالاستمرار فيها إلا في الحالات المستعصية التي يمكن أن تشفى بالعلاج المعرفي السلوكي، على الرغم من كثرة الدراسات الطبية والإحصاءات حول الفوبيا إلا أن مازال هناك أنواع جديدة تظهر لفترة وتفرض نفسها على الواقع الطبي والإنساني؛ أبرزها: فوبيا المرايا، الصوت العالي، الأرقام، والهواء الطلق، البالونات، الكلمات الطويلة.


خفقان القلب
ومن جانب آخر ذكرت الدكتورة سوزان نعيم سنبل” أخصائية ومعالجة نفسية؛ هناك أنواع كثيرة من الفوبيا أو الخوف المرضى كالخوف من المرتفعات (اكروفوبيا)، فوبيا الأماكن الضيقة (كلوستووفوبيا)، الزينوفوبيا او الخوف من الغرباء وغيرها من الأنواع إلا أن مجمل الأعراض النفسية والجسدية تنحصر في التعرق الشديد، خفقان القلب، ضيق في التنفس والصدر، البكاء والذعر أحياناً، تسارع الأنفاس والشعور بالدوخة، اضطراب في الجهاز الهضمي مع إسهال، اضطراب في التفكير.

 

أنواع الفوبيا

هناك رهاب المساحات أو الخوف من الأماكن وهو ببساطة خوف من الأماكن أو المواقف التي لا يمكنك الهروب منها، ويخشى الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الأماكن أن يكونوا في حشود كبيرة أو محاصرين خارج المنزل، لذا غالبًا ما يتجنبون المواقف الاجتماعية تمامًا ويبقون في منازلهم بمعزل عن الزحام.

يخشى العديد من الأشخاص الذين يعانون من رهاب المساحات من الإصابة بنوبة ذعر في مكان لا يمكنهم الهروب منه، وتزاد الخشية على من يعانون من مشاكل صحية مزمنة كأزمات التنفس من أن تأتيهم حالة طوارئ طبية في مكان ما لا تتوفر فيه المساعدة.

كما أن هناك فوبيا الاجتماع وهو قلق شديد متعلق بالمواقف الاجتماعية ويمكن أن يؤدي إلى العزلة الذاتية المستمرة، كما قد تشتد فوبيا الاجتماع لدرجة أن أبسط التفاعلات البشرية العادية كالطلب في مطعم أو الرد على الهاتف، يمكن أن تسبب ذعرا للفرد، غالبًا ما يذهب الأشخاص الذين يعانون من الفوبيا الاجتماعية في طرق مختلفة عن طرق الناس لتجنب المواقف العامة كما عادة ما ينغلقون على أنفسهم.

إلى جانب فوبيا اللسان وهو قلق الأداء، أو الخوف من التحدث أمام الجمهور، ويعاني الأشخاص المصابون بهذه الفوبيا من أعراض جسدية شديدة حتى لمجرد تفكيرهم في التواجد أمام مجموعة من الأشخاص.

أما فوبيا المرتفعات: فهي الخوف من المرتفعات، حيث يتجنب الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب الجبال أو الجسور أو الطوابق العليا من المباني، وتشمل الأعراض الدوار والدوخة والتعرق والشعور وكأنها ستفقد الوعي أو أن تفقده بالفعل.
أما فوبيا الأماكن المغلقة فتتمثل في الخوف من الأماكن المغلقة أو الضيقة، يمكن أن يكون رهاب الأماكن المغلقة الشديد معيقا جدا خاصة إذا تطور الأمر وصار الخوف يمنعك من الركوب في السيارات أو المصاعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *