نشرت آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، الإصدار الثالث لمجلتها الخاصة بالتنقل الذاتي، والذي أشارت فيه إلى التغيرات التي طرأت على العديد من عادات وسلوكيات الأفراد في أعقاب تفشي جائحة كوفيد – 19، إضافة إلى التحولات التي شهدتها قطاعات الأعمال المختلفة بما في ذلك قطاع التنقل، الذي يشهد حالياً توجه أعداد متزايدة من الركاب نحو استخدام وسائل التنقل التي تعتبر أكثر أماناً وسلامةً من الناحية الصحية. ويشرح خبراء “آرثر دي ليتل” هذه النتائج وغيرها في العدد الثالث ضمن سلسلة مجلة “التنقل الذاتي” التي تختص بتغطية أحدث التطورات على صعيد مشاريع التنقل الذاتي في جميع أنحاء العالم.
وقال جوزيف سالم، شريك ومسؤول ممارسات قطاع السفر والتنقل في “آرثر دي ليتل” الشرق الأوسط: “أدّت جائحة كوفيد – 19 إلى تحولات واسعة النطاق عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع التنقل الذي شهد تغييرات عديدة في توجهات وسلوكيات المستهلكين. وتقدم التطورات الأخيرة العديد من الدروس التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار مثل أهمية متابعة التطورات وتنفيذ مشاريع جديدة لمواكبة المتطلبات المستقبلية. ويكشف أحدث تقاريرنا للتنقل الذاتي أن الحكومات والجهات المسؤولة عن قطاع النقل يمكن أن يكون لها تأثير أكبر في مشاريع التنقل، وتشهد المملكة العربية السعودية العديد من المشاريع الرائدة الرامية إلى تسريع اعتماد أنظمة التنقل الذاتي لتلبية احتياجات السكان وضمان مستقبل أكثر استدامة”.
وتشير مخرجات التقرير الجديد إلى أن العديد من البلدان حول العالم تتسابق في الوقت الراهن لتطوير أنظمة تنقل تتناسب مع متطلبات المستقبل وتتمحور حول احتياجات السكان، وتتمتع السعودية بوضع جيد يخولها ريادة مجال التنقل الذاتي عالمياً بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي وضعت خارطة طريق واضحة لمستقبل المملكة. فإلى جانب الخطط الطموحة لدفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال تنويع الاقتصاد والتركيز على القطاعات غير النفطية وتسريع التحول عبر مختلف المجالات، من المتوقع أن يشهد قطاع النقل في المملكة تطوراً ملحوظاً ولاسيما مع الخطط العملية لتبني أنظمة المركبات ذاتية القيادة.
و أصبحت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) رائدة في مجال التنقل الذاتي بعد تدشينها أول مركبة ذاتية القيادة على مستوى المملكة في حرمها الجامعي في عام 2019، فمن خلال الاستفادة من الخبرة التشغيلية التي قدمتها الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو)، إضافة إلى الخبرة العلمية والتكنولوجية التي قدمتها كل من “لوكال موتورز” وإيزلي مايل”، مهدت جامعة الملك عبدالله الطريق لتجربة المركبات ذاتية القيادة في المملكة، كما أكدت هذه المبادرة أهمية الشراكات الإستراتيجية في مشاريع تبني المركبات ذاتية القيادة.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل المركبات ذاتية القيادة ركيزة أساسية في مشروع مدينة نيوم الذكية في المملكة والذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار ، حيث يعمل فريق من المصممين والمهندسين والفنيين على تصميم نظام تنقل متكامل يعتمد على المركبات ذاتية القيادة . وعلى الرغم من كون المشروع لا يزال في بدايته ضمن خطة تطوير مدتها خمس سنوات، إلا أنه سيساهم عند اكتماله في توفير مستوى أعلى من التنقل الذاتي في المدينة.
وأضاف سالم: ” لقد حددت المملكة منذ عدة سنوات الحاجة إلى أنظمة تنقل حضري أكثر استدامة ومرونة وتركيزاً على متطلبات الإنسان. ولذلك، فإن نجاح مثل هذه المشاريع في جميع أنحاء البلاد لا يُعد أمراً مفاجئاً، حيث كان الابتكار بمثابة المحرك الرئيسي وراء التوجه المتزايد نحو تطوير مشاريع التنقل الذاتي على مستوى المملكة، ويمكن أن يساهم الجمع بين الأساليب المبتكرة والرؤى المستقبلية وأحدث التقنيات في تطوير نهج قوي لتمكين المزيد من التقدم على صعيد أنظمة التنقل، وبالتالي توفير فوائد متعددة للمجتمع السعودي لأجيال قادمة”.