لا تشرق شمس الثالث والعشرين من سبتمبر على الجزيرة العربية كما تُشرق في بقية أيام العام.. فصباح الـ 23 من سبتمبر مختلف عن بقية الصباحات، فيه شع فجر جديد، وفيه أشرقت على الدنيا شمسُ بلادٍ مباركة، بلاد كانت وما زالت وستظل قِبلة المصلين، ووجهة الحجاج والمعتمرين.. كانت وستبقى سكن الخائفين، ملاذ المضطهدين، أمنية المهاجرين، وارتياح العاملين..
وطن ليس كالأوطان، وبلدٌ ليست كالبلدان، ودولة غير باقي الدول.. وهي نعمة من رب العزة، على أهلها قبل كل شيء أن يكثروا الحمــد والشكر لله .
تمر ذكرى اليوم الوطني هذا العام وللمرة الثانية في ظل جائحة عصفت بكل شيء في أنحاء العالم.. جائحة ما زالت هي ومتحوراتها تتربص بالبشر.. أغلقت المدارس، أوقفت السفر والترحال، أنهكت الاقتصادات.. غير إن نعمها كثيرة فقد كانت سبباً في تطوير سريع للتقنيات.. تلقى الطلبة التعليم عن بعد، وأدى الموظفون الأعمال أون لاين، وعُقِدت اللقاءات والاجتماعات عبر آلاف المسافات، وتسارع إنجاز الأعمال، وتوفرت مليارات الأموال كانت تُصرف على التنقل والرحلات لاجتماعات اكتشفنا أننا ممكن أن نعقدها لأناس عبر القارات دون تنقّل أو سفريات.
وفي هذا السبيل حقق بلدنا قفزات كبيرة جداً في زمن قياسي، ووضعنا أرجلنا على طريق سيحقق للوطن بإذن اللـه مكتسبات كبيرة في السنوات القريبة.. ويكفي أننا صرنا نرى الناس في عدد من الدول تخرج مطالبة بقيادة مثل قيادة هذا الوطن.. إذن علينا أن نفتخر بوطن نحن أبناؤه، ونحن أحفاد بُناته، ونحن أحفاد من مشوا مع المؤسس لتوحيد أطرافه.
ibrahimalogaily@gmail.com
ogaily_wass@