بيروت – البلاد
مع إعلان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لوزراء الحكومة اللبنانية الجديدة، اتضح إمساك “حزب الله” وحلفائه بخيوط اللعبة، مسخرين التوليفة الجديدة لتحقيق الرغبات الإيرانية، بنيل نصيب الأسد من المناصب عبر موالين لهم، إذ يسعى الحزب الإرهابي للسيطرة على مفاصل الحكم بعد أن رفض تشكيل الحكومة على مدى 13 شهراً، ثم وافق عليها بعد أن لبت رغباته.
ويبدو جلياً أن المشهد اللبناني يمضي إلى مزيد من التعقيد في ظل سيطرة تحالف “عون – حزب الله” على مقاليد الأمور في البلاد، بينما يطالب العالم الحكومة الجديدة بإصلاحات عاجلة إن أرادات لبنان إنهاء الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وإلا لن يكون هناك مساعدات دولية لبيروت في المستقبل القريب.
وعلى الرغم من ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا، بخطوة تشكيل الحكومة، إلا أنها تنتظر ما ستسفر عنه الخطوات العملية للتوليفة الجديدة التي يسيطر عليها حزب الله، وعلى ضوء ذلك ستحدد هذه الدول ما إذا كانت حكومة ميقاتي تمضي في الطريق الصحيح أم لا، ومن ثم تؤكد عودة المساعدات لبيروت من عدمه.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه لابد من اتخاذ تدابير طارئة ينتظرها اللبنانيون لإخراج بلدهم من الأزمة العميقة التي يجد نفسه فيها، لافتاً إلى ضرورة امتثال السياسيين للالتزامات التي قطعوها من أجل السماح بتنفيذ الإصلاحات اللازمة لمستقبل لبنان وتمكين المجتمع الدولي من تقديم المساعدة الأساسية له. فيما دعت واشنطن إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة” لإصلاح الاقتصاد المنهك، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: “يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية الاحتياجات الماسة والتطلعات المشروعة للشعب اللبناني”، بينما طالبت بريطانيا بتحرك ملموس لتطبيق الإصلاحات العاجلة، والوصول بشفافية إلى نتيجة للتحقيق في التفجير المأساوي في مرفأ بيروت وإجراء انتخابات في وقت مناسب العام القادم.
وعلى مدى عام ونيف ربط المجتمع الدولي تقديمه أي دعم مالي بتشكيل حكومة من اختصاصيين تنكبّ على إجراء إصلاحات جذرية، مكتفياً في الأثناء بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية.
واعتبر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن تشكيل الحكومة اللبنانية فقط لا يكفي، لأن هناك الكثير من الأمور الأخرى التي يتعين حلها. وتابع: “آمل أن يكون قادرا على جمع مختلف أطياف اللبنانيين ومختلف القوى السياسية اللبنانية من أجل تمكين لبنان من تخطي الوضع المأساوي الذي يمر به حالياً”.
من جهته، قال ميقاتي: “نحن بحاجة للعالم العربي. نحن ننتمي للعالم العربي وبحاجة له.. وسنطرق باب كل دولة عربية للمساعدة. لا مكان للمعطلين في الحكومة اللبنانية وسنحمل المسؤولية لمن يقوم بذلك ونأمل وقف الانهيار الذي يشهده لبنان”، متعهداً بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
من جهته، كشف رئيس الوزراء اللبناني السابق، فؤاد السنيورة، أن عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سابقاً كانت تأتي بإيعاز من حزب الله، مشيراً إلى أن “التشكيلة الحكومية الحالية ليست ما يحتاجه لبنان”.