شاركت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، في أعمال المؤتمر الدولي لحماية الطبيعة، المقام في مدينة مرسيليا بالجمهورية الفرنسية، ضمن مستهدفات الهيئة بدعم وتمكين المحميات وإدارة التراث الطبيعي من خلال قائمة الاتحاد الخضراء للمناطق المحمية والمحافظ عليها، ودعم تنفيذ إدارة واستعادة الطبيعة البرية.
كما تم التوقيع على اتفاقية تعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، حيث وقعها صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والمدير العام للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الدكتور برونو أوبيرل.
وتعزز الاتفاقية، رؤية الهيئة الملكية لمحافظة العلا في حماية المقومات الطبيعية وإعادة التوازن البيئي في المحافظة، التي تسهم في تعزيز مكانة العلا كونها إحدى الوجهات الأثرية والثقافية الطبيعية عالمياً.
وتنسجم رؤية الهيئة، في إعادة التوازن البيئي، مع مبادرة “السعودية الخضراء” من خلال تخصيص 80% من مساحة العلا كمحميات طبيعية، وإعادة تأهيل 65 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة وإعادة الغطاء النباتي باستزراع أكثر من 200 نوع محلي من الأشجار، إضافة إلى زراعة 3 ملايين شجرة.
وتتضمن الاتفاقية، تطوير مبادرات التعليم وبناء القدرات بشأن حفظ الموارد الطبيعية وإدارتها المستدامة، وبناء القدرات في مجال التنمية والإدارة السياحية، وأيضا تنظيم واستضافة اجتماعات مشتركة للخبراء الدوليين، وأعضاء لجنة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وأوضح الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، المهندس عمرو المدني، أن الاتفاقية ستسهم في دعم جهود حماية الطبيعة عالميا، وقال: ” إن التعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة على مدى السنوات الثلاث القادمة، يساعدنا على تأسيس حضور فاعل في هذه المنظومة، كما سيدعمنا في تطبيق خططنا من خلال الاستفادة من الخبرات المتراكمة لحماية الطبيعة، على نحو يسهم في ترجمة رؤيتنا على أرض الواقع”.
وتعتمد الهيئة الملكية لمحافظة العلا نهجا مستداما لتنفيذ رؤيتها، في إطار التطوير البيئي، من خلال عدد من البرامج والمبادرات، منها إعادة تأهيل محمية شرعان الطبيعية التي تمتد على مساحة قدرها 1560 كيلومتراً مربعاً، وتعتمد المحمية في مخططها الرئيسي للمشروع حول عدد من الأهداف تتمحور، حول استعادة النظام البيئي والحفاظ عليه، إلى جانب العمل على تكامل عناصره الطبيعية.
وتتضمن الخطط الأخرى استراتيجية طويلة المدى للمحافظة على منطقة خيبر، من خلال إجراء تقييم شامل للحيوانات والنباتات التي تعيش في المنطقة، وإنشاء مشتل لزراعة 56 نوعاً من النباتات، بغية الاستفادة منها في أعمال اعادة التأهيل البيئي، يضاف إلى ذلك تفعيل السياسات المتعلقة بالري واستخدام النباتات المحلية.
وتسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، من خلال رؤيتها وعبر مخطط “رحلة عبر الزمن” الذي تم إطلاقه شهر أبريل الماضي، إلى جعل العلا وجهة عالمية للثقافة والتراث الطبيعي والسياحة البيئية، التي تعزز من حماية الموارد الطبيعية وتحقيق أهداف الحماية وتعزيز الموارد الاقتصادية، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030.
يذكر أن المملكة العربية السعودية، عضوا في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة منذ العام 1981، فيما تعد مشاركة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، هي الأولى من خلال المؤتمر الذي تسهم فيه عبر عدد من ورش العمل والنقاشات في سبيل حماية الطبيعة.