الدولية

قلق أمريكي – أوروبي من حكومة طالبان

نيويورك – البلاد

وضعت حركة طالبان الخطوط العريضة لحكومتها المؤقتة، معلنة مد يدها إلى المجتمع الدولي من أجل مساندتها، غير أن دول العالم قابلت إعلان الحكومة الأفغانية الجديدة بمزيد من القلق، منتظرة أفعالها قبل الاعتراف بها، إذ أعربت واشنطن عن قلقها إزاء حكومة طالبان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن واشنطن تلاحظ أن قائمة الأسماء المعلنة تتكوّن حصراً من أفراد ينتمون إلى طالبان أو شركاء مقرّبين منهم، ولكنها لا تضمّ أي امرأة، مبيناً أن الإدارة الأميركية ستحكم على طالبان من خلال أفعالها وليس بناء على أقوالها، فيما أكدت الخارجية الفرنسية أن “تشكيلة الحكومة الأفغانية لا تلبي متطلباتنا، متهمة طالبان بالازدواجية السياسية، في ظل شمول الحكومة لأشخاص مصنفون على لائحة الإرهاب.

وبينما أكدت حكومة طالبان أنها تريد علاقات إيجابية مع العالم وقوية مع دول الجوار، لافتة إلى أن أرض أفغانستان لن تستخدم ضد أية دولة، مطالبة الجميع بمعاملة كابل بالمثل، وأعلن الاتحاد الأوروبي، أمس (الأربعاء)، أن الحكومة الأفغانية المؤقتة ليست شاملة ولا تمثل التنوع الإثني والديني في البلاد. وقال ناطق باسم الاتحاد في بيان، بحسب ما أفادت وكالة “فرانس برس”: “لا يبدو أن التشكيلة الحكومية شاملة وتمثيلية للتنوع الإثني والديني الغني في أفغانستان، الذي كنا نأمل بأن نراه ووعدت به طالبان خلال الأسابيع الأخيرة”، فيما قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش، إن المفوضية تتابع عن كثب سلوك حكومة طالبان قبل أي حوار معها.

وقبل إعلان طالبان تشكيلة حكومتها، قال مدير شؤون آسيا والمحيط الهادي في المفوضية الأوروبية، جونار ويجاند، إن الاتحاد لن يتسرع في الاعتراف رسميا بالحركة باعتبارها الحاكم الجديد للبلاد، ولكنه سيحتاج إلى التعامل معها، مشيرا إلى أن العلاقات الرسمية مع طالبان لن تتحقق إلا إذا استوفت الحركة شروطا محددة، منها احترام حقوق الإنسان.
وقال المسؤول الأوروبي إن العلاقات الرسمية مع طالبان لن تتحقق إلا إذا استوفت الحركة والحكومة المقبلة شروطا محددة، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان والسماح بوصول موظفي الإغاثة دون قيود، والسماح برحلات الخروج خارج البلاد بحرية للأفغان الساعين لذلك، فضلا عن عدم تحويل البلاد إلى موطئ للحركات الإرهابية.

وسارعت الصين أمس لإعلان استعدادها مواصلة الاتصالات مع قادة حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان، واصفة تشكيلها بأنه “خطوة ضرورية” في إعادة الإعمار، مبينة أن بكين تحترم سيادة أفغانستان واستقلالها ووحدة أراضيها، فيما اعتبرت قطر أن “طالبان” أظهرت “براغماتية، وينبغي الحكم على أفعالها، لأنها الحاكم الأوحد في أفغانستان. وقالت نائبة وزير الخارجية لولوة الخاطر، وفقاً لوكالة “فرانس برس”: “الاعتراف بطالبان لن يأتي على الفور”.

وفي السياق ذاته، أعلنت روسيا أنها ستتابع خطوات حكومة طالبان من أجل دراسة مسألة الاعتراف بها، مشيرة إلى أنه من المهم فهم ما هي الخطوات الأولى واللاحقة لهذه الحكومة، وماذا سيحصل في أفغانستان بعد ذلك قبل الاعتراف بها. من جهة ثانية، دعت وكالات الأمم المتحدة، الليلة، المجتمع الدولي لجمع أكثر من 600 مليون دولار بشكل عاجل، ‏بهدف مساعدة حوالي 11 مليون شخص، في جميع أنحاء أفغانستان التي تواجه انهيارا في الخدمات ‏الأساسية، نتيجة نفاد المساعدات الغذائية، بنهاية العام الجاري، محذرة من أن تطورات الوضع في أفغانستان تسببت في اضطراب كبير، وتهدد ‏بنسف موسم القمح الشتوي، مشيرة إلى أن واحدا من كل ثلاثة أفغان يعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ولفتت الانتباه، إلى احتمال حدوث عجز بنسبة 25 % في محصول القمح الوطني هذا العام، ‏حيث أن نصف متوسط السعرات الحرارية اليومية في غذاء الأفغان يأتي من القمح، ومعظم ‏الإمدادات المزروعة في البلاد مصدرها موسم الشتاء القادم.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *