كابل – البلاد
بدّلت حركة طالبان لهجتها السابقة، وبعثت بمزيد من التطمينات للتأكيد على نيتها السلمية بعد دخولها العاصمة كابول، معلنة أمس (الأربعاء)، أن أعضاءها سيشاركون في حوار سلمي مع مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقين لضمان شعورهم بالأمان، مبينة أن العالم سيرى بالتدريج كل قادتها ولن يكون هناك أي تخف أو سرية، مطالبة أعضاءها بألا يحتفلوا ليثبتوا تفوقهم باعتباره أن أفغانستان للجميع، وهو ما لم يتوقعه العالم في الفترة الماضية وأثناء زحف الحركة تجاه العاصمة كابل، بل كانت المخاوف من مجازر دموية بيد أن ذلك لم يحدث وخالفت طالبان التوقعات بمدها ليد “السلم” وتجنب ما يقود لـ”الحرب”، بينما يترقب العالم تنفيذها للوعود التي أطلقتها خلال اليومين الماضيين.
وشدد مسؤول في طالبان على أن أي شكوى يتقدم بها مدنيون ضد أي عضو من أعضاء الحركة سيتم التحقيق فيها سريعاً، مؤكداً أن قادة الحركة الأفغانية سيظهرون أنفسهم للعالم على النقيض مما كان الحال عليه قبل 20 عاماً عندما كان قادة الحركة يعيشون بشكل كبير في أماكن سرية، لافتاً إلى أن أعضاء الحركة صدرت لهم أوامر بعدم الاحتفال باجتياحهم الخاطف للبلاد، والذي أخذهم إلى العاصمة كابل، وأضاف أن على المدنيين أن يسلموا أسلحتهم وذخيرتهم.
وطبقا لتقارير عالمية فإن قادة من حركة طالبان سيجتمعون مع مسؤولين في الحكومة الأفغانية خلال اليومين المقبلين، منوهة إلى أن القيادي الكبير في طالبان أنس حقاني، التقى مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي لإجراء محادثات، وفقاً لمسؤول في الحركة، قال إن عبدالله عبدالله مبعوث السلام في الحكومة السابقة رافق كرزاي في الاجتماع. وعلى الرغم من تطمينات حركة طالبان للشعب الأفغاني، إلا أن العشرات تظاهروا في مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، ضد الحركة حاملين أعلام أفغانستان، فيما أفادت وكالة باجواك، أن طالبان قتلت اثنين من المتظاهرين خلال محاولتها تفريق الاحتجاجات عبر إطلاق النار، فيما يرى النائب الأمريكي الجمهوري، مايك والتز، وفقاً لشبكة “فوكس نيوز” إن الوضع في أفغانستان أسوأ مما كان عليه قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مضيفاً أن طالبان الآن “لديها إمكانية الوصول إلى مخابئ ضخمة للأسلحة الثقيلة والمدفعية والعربات المدرعة والذخيرة “بالنظر إلى السرعة التي تمكن فيها عناصرها من اجتياح البلاد بمقاومة قليلة من القوات الأفغانية. من جهته، قال مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي، أمس، إن حركة طالبان وافقت على السماح بـ”ممر آمن” من أفغانستان للمدنيين الذين يكافحون للانضمام إلى جسر جوي تديره الولايات المتحدة من العاصمة كابل. يأتي ذلك على الرغم من وجود جدول زمني لاستكمال إجلاء الأمريكيين والحلفاء الأفغان وغيرهم.
وقال مسؤولو البنتاغون، إن الجسر الجوي عاد إلى مساره الصحيح بعد توقف مؤقت يوم الاثنين، ويتسارع رغم مشاكل الطقس ووسط اتصالات منتظمة مع قادة طالبان.
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اتفقا على تنظيم قمة افتراضية لمجموعة الدول السبع حول الأزمة الأفغانية الأسبوع المقبل. وقالت الرئاسة الأمريكية، في بيان لها، إن الزعيمين “اتّفقا على تنظيم اجتماع لقادة مجموعة السبع الأسبوع المقبل لبحث مقاربة واستراتيجية مشتركة” حيال هذه الأزمة.
ووفقاً لبيان البيت الأبيض فإن بايدن وجونسون تباحثا أيضاً في “ضرورة الاستمرار في أن يكون هناك تعاون وثيق بين الحلفاء والشركاء الديموقراطيين” بشأن أفغانستان.
وتعتبر هذه أول مباحثات يجريها بايدن مع زعيم أجنبي منذ سيطرة حركة طالبان على كابول بعد عشرين عاماً من التدخّل العسكري الذي قادته الولايات المتّحدة على رأس تحالف دولي لعبت فيه المملكة المتحدة دوراً محورياً. فيما أكدت رابطة العالم الإسلامي، أنها تتابع باهتمام بالغٍ الأحداث الجارية في أفغانستان العزيزة، داعيةً جميع الأطراف إلى حفظ الأرواح والممتلكات، والحرص على سلامة وأمن الجميع، ومن ذلك المقيمون على الأراضي الأفغانية سواء من أراد البقاء منهم أو المغادرة.
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، أن الإمارات استقبلت الرئيس الأفغاني أشرف غني وأسرته في البلاد، وذلك لاعتبارات إنسانية.