جدة – البلاد
أنعشت المملكة أسعار النفط العالمية على مدى الفترة الماضية، بعد تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي بشكل عام وأسواق النفط خصوصا، ما دفع الكثير من المحللين الاقتصاديين للإشادة بالدور الكبير الذي لعبته السعودية في إنقاذ أسواق النفط بعد انهيار الأسعار خلال فترة الجائحة.
ويرى المدير التنفيذي لقسم عقود الطاقة الآجلة في مجموعة “ميزوهو سيكيوريتسز” Mizuho Securities المالية روبرت يوغر، إنه “يتوجب على منظمة “أوبك” – وكذلك قطاع صناعة الطاقة بأكمله – أن يشكروا السعودية على وظيفتها “الرائعة” التي أدتها في إدارة إنتاجها خلال جائحة “كوفيد -19”.
وأكد يوغر، وفقا وكالة “بلومبرغ”، أنه “من الأفضل ترك السوق بالكامل يد السعودية لإدارته”.
وأضاف “إنهيار أسعار النفط في فترة كوفيد ترك أثرا رهيبا على الصناعة. لكن السوق انتعشت مرة أخرى تحت إدارة السعوديين. لدى بقية أعضاء “أوبك” – وبل ولأي شخص في عالم صناعة النفط – الكثير لشكر السعودية عليه. في الواقع، لعبت المملكة دوراً فعالاً في إدارة السوق في الأشهر التي أعقبت الانهيار”.
وختم يوغر بالقول: “في رأيي الجميع يذكر الفترة التي تدنت أسعار عقود النفط الآجلة لتصبح سلبية (دون الصفر)، وأظن أن الجميع بات يدرك أنه من الأفضل له عدم المبادرة لضخ كميات النفط الخاصة به في السوق والسماح للسعوديين بإدارة السوق وترك الأمور بيد المملكة؛ لقد قاموا بعمل رائع” .
وكانت السعودية، من بين جميع أعضاء “أوبك”، الأكثر تحفظاً عندما تعلق الأمر بزيادة الإنتاج حيث حاولت مجموعة “أوبك” الموازنة بين الأسعار والحصة السوقية، وفي هذه العملية، كان على المملكة أن تتخلى عن بعض حصتها في السوق. كما خفضت أيضاً إنتاج النفط أكثر مما اتفقت عليه، في حين أن منتجي “أوبك” الآخرين- سواء بسبب نقص القدرة أو الرغبة- ينتجون أكثر من اللازم كل شهر تقريباً بعدما كانت اتفاقية خفض الإنتاج سارية.
ووافقت أوبك مؤخرا على زيادة 400 ألف برميل يومياً بدءا من أغسطس. ومن المقرر زيادة 400 ألف برميل يوميا أخرى للعمل في سبتمبر وكل شهر بعد ذلك حتى إلغاء التخفيضات بالكامل.
في غضون ذلك، يشعر المحللون ومجموعات قطاع الصناعة أن المخزونات انخفضت وأنه يجب طرح المزيد من كميات النفط في السوق.