أكاد أجزم أن هبوط الوحدة إلى مصاف أندية دوري الدرجة الأولى مؤلم على جميع المنتمين للوسط الرياضي، وليس فقط على الوحداويين.
وأعلم جيداً أن أكبر خسارة في المكتسبات خسرها النادي منذ نشأته هي الخسارة التي تزامنت مع هذا الهبوط المرير تحديداً، سواء من الناحية الفنية أو من الناحية المالية .
فالفريق الذي تم إعداده بحنكة وخبرة من أجل المنافسة ذهب أدراج الرياح؛ بسبب سوء الإدارة والتعنت والإصرار على الأخطاء. فهذا ” قدر الوحدة ” والله المستعان . ولكن حتى مع تقبل الوحداويين أمرهم الواقع بالهبوط والتمني بالعودة سريعاً إلا أن الأوضاع داخل المنظومة غامضة جداً، وليس هناك بوادر ومؤشرات للعمل والقدرة على تدارك الأمور والإعداد الجيد لموسم مقبل صعب في منافسته وتراكيبه، فهل يعقل ومع مرور شهرين تقريباً على إعلان الهبوط الرسمي، أن يكون الصمت هو الوسيلة الوحيدة التي تتخذها إدارة الوحدة لمواجهة جماهيرها، فإذا تجاوزنا الاعتذار عن موسم فاشل بكل المقاييس وعن أخطاء كارثية تخللته، فمن المفترض أن التجهيز للموسم المقبل قد بدأت معالمه وخصوصاً أن المنافسة ستنطلق في سبتمبر المقبل، ولم يتبق الوقت الكثير فأغلب الفرق المتنافسة بدأت فعلياً بالإعلان عن تعاقداتها مع الأجهزة الفنية واللاعبين، وكذلك الجداول الزمنية لانطلاق عملية الإعداد، ولكن في الوحدة- للأسف- يبقى الحال على ما هو عليه… سبات عميق وانتظار المفاجآت التي حتماً لن تكون دليل وعى وإلماما بالتفاصيل الدقيقة، إنما دليل على تخبط وعشوائية مقننة. فالوحدة- بكل أسف- يتم قيادته إلى المجهول باحترافية وسط صمت رهيب من جميع مكوناته، فالجميع اكتفى بالمشاهدة حتى صناع القرار داخله، الذين من المفترض أن يكونوا أول المبادرين بالتخطيط والعمل للموسم المقبل، فالجميع مستمتع بالإجازة التي معالمها طويلة ومنتجاتها ” وخيمة ” والخوف كل الخوف أن يفتكروا العمل بعد فوات الأوان وتكون كل الحلول الجيدة قد ذهبت ويجبرون على المتاح الذي حتماً لن يكون على قدر الطموح ولا على قدر تحقيق الهدف، والمصيبة حقاً إذا اعتقدوا أن بناء فريق للمنافسة في دوري الدرجة الأولى أمر سهل فالتراكيب مختلفة تماماً؛ سواء على المستوى الإداري أو الفني أو حتى المالي بعد ذهاب الدعم الكبير المقدم من وزارة الرياضة لأندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. ليظل الهاجس الكبير عند جماهير الوحدة هل هناك عمل وهل سيكون على قدر الطموح، أم لإدارة النادي رأي آخر.