من التقارير التي وقفت عندها كثيراً، ذلك التقرير الصادر عن مجلس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للترفيه والجذب السياحي الذي يشير إلى أن مشروعات القطاع السياحي الحالية في المملكة تُقدر قيمتها بنحو 810 مليارات دولار ومن شأن ذلك أن يحولها إلى وجهة سياحية عالمية خلال العقد المقبل، حيث إن المشروعات السياحية التي تعمل عليها المملكة سيتم تنفيذها على مساحة إجمالية تبلغ نحو 64.6 ألف كلم مربع.
إن المملكة تمر بمرحلة تحول اقتصادي وتنموي كبير على هدى أهداف رؤية 2030، حيث تشكل صناعة السياحة السعودية العمود الفقري لهذا التحول، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن هنالك مشاريع سياحية عملاقة يجري العمل على تنفيذها وعلى رأسها مشروع نيوم العملاق بمدينته الذكية حيث تبلغ تكلفته نحو 500 مليار دولار ويجري العمل فيه وفق خطط مدروسة ومن المتوقع افتتاحه العام 2025م، بجانب مشروع القدية الذي من المتوقع أن يستضيف أول سباق للفورمولا 1 العام 2023، ويضم مرافق ترفيهية وتعليمية ومسرحية ورياضية عالمية وغيرها، ومشروع أمالا الذي تم إطلاقه العام 2018م بجانب مشروع البحر الأحمر الذي سيكون جاهزاً نهاية عام 2022م، فضلاً عن الجهود المبذولة لتطوير المتاحف في شتى أنحاء المملكة وغيرها.
إن المملكة هي دولة بحجم قارة ذات موقع فريد وبيئات ومناخات متعددة بالإضافة إلى وجود الحرمين الشريفين بها، وتضم أنواعاً عدة للسياحة منها على سبيل المثال لا الحصر السياحة البيئية والسياحة البحرية وسياحة الشواطئ والترفيهية وسياحة التسوق، والسياحة العلاجية وزيارة الأماكن المقدسة بجانب السياحة التعليمية وغيرها.
وهنالك عدة مقترحات في ظل توجه المملكة نحو السياحة العالمية، على رأسها أهمية وجود العنصر البشري المؤهل والمدرب سواء كانوا مرشدين سياحيين أو مقدمي خدمات أو مسؤولين عن أماكن إقامة السياح، بحيث يتم تخصيص دبلومات وتنظيم دورات تطويرية لهم بغية تأهيلهم وتهيئتهم في هذا الجانب، كما أن صناعة السياحة في المملكة تحتاج إلى كليات جديدة للسياحة وإدراج مواد عن أهم المفاهيم السياحية وعلومها ليدرسها الطلاب كمقرر عليهم، بجانب أن هنالك عناصر مهمة لجذب السياح والتعامل معهم خاصة بعد الانفتاح التدريجي الذي أعقب جائحة كورونا منها البيئة السليمة والصحية والنظيفة والترويج للمواقع السياحية مع سهولة الوصول إليها بالمهنية المطلوبة واعتماد مبدأ الاستدامة وغيره.
وأخلص إلى أن القطاع السياحي يشكل قاطرة النمو الاقتصادي، كما توّجته رؤية 2030 كأحد أبرز البدائل لاقتصادات ما بعد النفط، وينبغي تنسيق وتكامل كافة جهود الجهات ذات الصلة وصولاً إلى جعل المملكة في ظل مقوماتها السياحية وجهة سياحية عالمية.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@