عدن – عواصم- وكالات
تتصاعد المواقف الدولية المنددة برفض جماعة الحوثي التجاوب مع جهود الحل السياسي، فيما توثق المنظمات الحقوقية جرائم الميليشيا بحق الشعب اليمني وزعماء القبائل في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
فقد رصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 866 انتهاكاً بحق زعماء القبائل خلال الفترة من 1 يناير 2016 ـ 30 مارس2021 في 13 محافظة تشمل صنعاء، وعمران، وحجة، وصعدة، وريمة، وذمار، وإب، وتعز، والمحويت، والجوف، والبيضاء، والضالع.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية بأن الانتهاكات تنوعت بين جرائم قتل وتصفية وسحل وإحراق جثث وقتل العديد من المشايخ أمام أطفالهم ونسائهم والاختطاف والاخفاء القسري والتعذيب وتفجير المنازل ونهبها والسطو على ممتلكاتهم الخاصة والتشريد والتهجير الإجباري وجرائم الإصابة ، ووثق الفريق الميداني للشبكة 89 واقعة قتل قامت ميليشيات الحوثي بتصفيتهم خلال الفترة الزمنية للتقرير بينهم 41 حالة قتل بطلق ناري مباشر أمام أطفالهم ونسائهم ، فيما قامت ميليشيات الحوثي بإحراق 13 جثة بعد قتلهم بالإضافة إلى 16 حالة قتل وسحل والتمثيل بجثث الضحايا، و10 حالات قتل تصفية واغتيال ، كما وثق الفريق 9 حالات قتل دهس بالأطقم العسكرية التابعة لميليشيا الحوثي. وأكد التقرير 47 حالة اعتقال واخفاء قسري طالت المشايخ والشخصيات الاجتماعية في مناطق سيطرة الحوثي بالإضافة إلى (142) حالة اعتقال وإخفاء قسري طالت أبناء ونساء وأشقاء لبعض الشخصيات والوجهات الاجتماعية.
واستكمالا للأرقام الصادمة، سجل التقرير أيضا (168) حالة اقتحام وتفتيش ومداهمة طالت منازل مشائخ وأعيان اليمن، بإضافة إلى (78) حالة نهب ممتلكات خاصة واحتلال، و(165) حالة نهب سيارات مختلفة اﻷنواع وشاحنات ومولدات كهربائية مختلفة الأحجام. على الصعيد السياسي شددت وزارة الخارجية الخارجية الأميركية، على أن حكومة اليمن هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تعترف بها الولايات المتحدة ، وأكد مسؤول رفيع أن الحوثيين يركزون على الحرب أكثر من سعيهم للسلام، في ظل استمرار هجمات الميليشيات على عدد من المناطق اليمنية، لا سيما مأرب.
دعاة حرب وإرهاب
وكان المبعوث الأميركي الخاص تيموثي ليندركينج قد اغتبر في وقت سابق أن “استمرار هجوم الحوثيين على مأرب يؤثر على فرص التوصل لاتفاق أو تسوية سياسية”، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات لإيقاف هجماتها. في السياق أكدت مندوبة بريطانيا بالأمم المتحدة، باربرا وودورد، أن هجوم الحوثي على مأرب لا يساعد في وقف النار. مضيفة بقولها “سنحمل المسؤولية للحوثي إذا انفجر خزان صافر”، مؤكدة أن أزمة هذا الخزان قد تؤدي لكارثة بيئية.
في غضون ذلك قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن بإمكان المجتمع الدولي دفع الميليشيا للانخراط في جهود التهدئة وجلب السلام لليمن والمنطقة ، محذرا من أنها تعتبر المقاربة الدولية تشجيعا لسلوكها العدواني، وضوءا أخضر لاستمرار تصعيدها العسكري، وقتل اليمنيين، ومواصلة جرائمها الإرهابية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان بإيعاز إيراني لتصعيد عملياتها العسكرية ضد المدنيين في اليمن وتستهدف الأعيان المدنية والمدنيين في المملكة العربية السعودية. وقال إن المجتمع الدولي يجهل حقيقة وتاريخ ميليشيا الحوثي وارتباطها العضوي بالحرس الثوري، وارتهانها كأداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية، مشددا على أن الطريق الوحيد لإجبارها على إنهاء الحرب والرضوخ للسلام هو عبر تكثيف الضغوط السياسية والعسكرية.