يعاني لبنان كن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية عبر حزب الله المسيطر على القرار في الدولة، ما يجعل البلاد في حالة من الانهيار التام، يقودها لعدم الاستقرار، تنفيذا للأجندة الإيرانية التي تريد فصل بيروت عن محيطها العربي، لذلك دعا مسؤولون وسياسيون لبنانيون في أعقاب احتدام الصدام العلني بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الجمهورية ميشال عون إثر شروط العهد وصهره التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة، إلى ضرورة عودة لبنان إلى بيئته العربية والانفتاح على المجتمع الدولي بعد أن بقي في عزلة كاملة لسنوات بسبب فساد المنظمة الحاكمة وهيمنة القرار الإيراني.
وأكد مستشار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الدكتور مصطفى علوش، أن الاصطدام القائم عون وبري يمثل آخر طريق المراوغة التي مارسها الوزير جبران باسيل بدعم من رئيس الجمهورية في مسألة تأليف الحكومة. وأضاف “ما يطرحه فريق عون هو إما التسليم بوراثة باسيل أو إعادة رسم لبنان على أساس أن كل طائفة تستقل بذاتها”. من جانبه أوضح النائب وهبي قاطيشا العميد المتقاعد في الجيش اللبناني ومستشار رئيس حزب القوات اللبنانية، أن لبنان يتجه نحو المزيد من التدهور والانهيار في ظل الاصطدام المزمن بين عون وبري مرجعا سبب ظهوره للعلن مؤخرا إلى حالة الإفلاس التي تمر بها المنظومة الحاكمة والمتحكمة بالبلد وإفلاس التعاون السري بين الفريقين. لافتا أن إصرار عون على الاستئثار بالسلطة يفجر الوضع ويضع لبنان في حالة تأزم جديدة على إثر ظهور الخلاف مع بري. مؤكدا أن منظومة الإفلاس السياسي في لبنان التي يقودها حزب الله والتيار الوطني الحر ستزيد معاناة البنانيين.
في السياق ذاته أشار عضو اللقاء الديمقراطي، النائب بلال عبدالله، إلى أن ذلك يعبر عن المأزق السياسي اللبناني الداخلي بامتياز. وقال “نحن أمام إعادة إحياء كل الاصطفافات الطائفية على إيقاع وجع الناس والأزمة الغذائية وأزمة القطاع الصحي والمحروقات وأمام كل ذلك لم يتمكن المعنيون بتشكيل الحكومة من إيجاد تسوية سياسية”. مؤكدا أن الحسابات الرئاسية والسياسية والفئوية عند كافة الأطراف تتغلب على مصلحة الناس وإنقاذ البلد.
وأضاف “نحن أمام عجز كل السلطة عن إيجاد مخرج ينهي هذه الأزمة ويوقف الانهيار الاقتصادي المتسارع. بينما يعمل الجميع باتجاه أخد وصياغة الحصص السياسية والحسابات السياسية الضيقة”. مؤكدا أن لبنان أمام انهيار كامل في حال لم يسارع إلى إعادة تنشيط التسوية الداخلية والمبادرات التي من شأنها تحسين أوضاع البلد مع التأكيد على أن لبنان بحاجة دائما إلى الاحتضان العربي والانفتاح على المجتمع الدولي بعد أن بقي لبنان في عزلة كاملة لسنوات.
