كان اللعب في مواجهة ريال مدريد حلما بعيد المنال بالنسبة لإنريك غاييغو، عندما كان يعمل على شاحنة لنقل الطلبات (ديليفري) بهدف تأمين مصدر دخل يُمكنه من مواصلة هوايته في لعب كرة القدم. لكن الحلم سيصبح حقيقة، اليوم الأحد، بعد أن صار غاييغو نفسه مهاجما محترفا في صفوف فريق ويسكا بالليغا الإسبانية.
وحين يتلمس اللاعب البالغ من العمر 32 عاما خطواته على ملعب سانتياغو برنابيو -لأول مرة- ليواجه لاعبين مثل سيرغيو راموس وغاريث بيل ولوكا مودريتش، فسيكون الأمر بمثابة محطة بارزة في مسيرة المهاجم الذي ينحدر من إقليم كتالونيا. وبدأ غاييغو رحلته في الكرة الإسبانية من دوري الدرجة الثالثة، لكنه نجح في الصعود لقمة الهرم الكروي في إسبانيا لينافس بدوري الدرجة الأولى في فترة زمنية تقل عن عام. ويرى المهاجم أن فرصة مواجهة ريال مدريد ضاعت منه مرة من قبل حين أوقعت القرعة فريقه السابق كورنيا في مواجهة ريال مدريد في كأس الملك، في العام التالي لمغادرته الفريق.
ونشأ غاييغو في ضواحي مدينة برشلونة ولعب رفقة اللاعب الدولي الإسباني السابق سيرغيو غارسيا، لكن مهاجم ويسكا، اتبع طريقا مختلفا للغاية. حيث لعب غاييغو لعدة فرق محلية في كتالونيا، ثم انضم لبعض الوقت للفريق الثاني لإسبانيول وخلال تلك الفترة عمل في مهن متنوعة.
وغيّر مهنته بعد أن نجا من حادث مروري، حين كان يعمل في قيادة شاحنة لتوصيل طلبات الزبائن، واتجه للعمل مع شركة لتأجير الدراجات قبل أن يقرر في نهاية المطاف تركيز كل جهوده في مجال كرة القدم. وذاع صيت غاييغو بعدما سجل 18 هدفا مع فريقه كورنيا في الدور الأول من موسم 2017-2018، مما ساعده للانتقال لصفوف فريق أفضل، وهو اكستريمادورا. وساعد غاييغو فريقه الجديد في الصعود للدرجة الأعلى وتألق بدوري الدرجة الثانية وسجل 15 هدفا، في أقل من أربعة أشهر. وأصبح غاييغو فجأة محط أنظار وسائل إعلام محلية، في وقت كان يعاني فيه ويسكا من مأزق في أول موسم له في الليغا.
وقال: إن “عددا من اللاعبين قدموا مستويات كبيرة عندما لعبوا في صفوف فرق الناشئين لكنهم أخفقوا لأسباب مختلفة في تطوير مستواهم ليبلغوا ما يريدون.. حافظتُ على مستويات التدريب نفسها.. ظللت في نفس الدرجة في الدوري لعدة سنوات.. بعدها حصلت على الفرصة ونجحت في تحقيق أقصى استفادة منها”.
وتجري مقارنات حاليا بين غاييغو ولاعبين نجحوا في التألق مع فرقهم في وقت متأخر من مسيرتهم الكروية مثل آريتز أدوريز (38 عاما) مهاجم أتليتيك بيلباو وخورخي مولينا (36 عاما) الذي يساعد خيتافي في مساعيه للتأهل لدوري أبطال أوروبا. وأيضا، هناك أوجه تشابه مع جيمي فاردي، الذي عمل فنيا بمصنع للجبائر الطبية في أثناء ممارسة كرة القدم على سبيل الهواية، قبل أن يتوج مع ليستر سيتي بلقب الدوري الانجليزي الممتاز في 2016.
وحقق ويسكا متذيل الترتيب انتصارين فقط في 19 مباراة قبل انضمام غاييغو في يناير الماضي، وبعد انضمامه فاز ويسكا ثلاث مرات وتعادل مرتين في آخر تسع مباريات، وبات يبتعد بفارق سبع نقاط عن منطقة الهبوط قبل عشر مباريات على نهاية الموسم.
وقال غاييغو: “سيكون مشوارا طويلا لكن بالطريقة التي نمضي بها وإذا واصلنا العمل معا يمكننا إنجاز المهمة.. من الرائع أن ألعب في دوري الدرجة الأولى لمدة ستة أشهر، لكنني لم أنضم للنادي لهذا السبب”. وختم: “أرغب في مزيد (من الانتصارات)ولهذا السبب فإن الخطوة التالية هي تجنب الهبوط مع ويسكا، ثم الاستمتاع بعام جديد في الموسم المقبل بدوري الدرجة الأولى”.