ونحن على مشارف الربع الثاني من 2021 .. أمامنا تحديات واضحة وضوح الشمس لإعادة بناء حياتنا وتشكيلها كي تتواءم مع متطلبات المستقبل.
إنها لحظة الحقيقة بالنسبة للشعوب العربية قاطبة .. لحظة لن تتكرر خلال هذا الجيل .. للتغيير والتحول والمساهمة في صناعة فرص المستقبل بالخيال والإبداع والريادة والإنجاز.
هذه اللحظة تتطلب إعادة إنتاج الإنسان العربي المعاصر بذهنية مختلفة ومهارات مستحدثة .. وخيال واسع مبدع .. سمته الاستدامة والتطور اللحظي .. وهذه مهمة الدول والحكومات والمنظمات والقادة والرواد .. ويتحقق ذلك من خلال وضع إستراتيجيات التنمية لجميع كيانات الدولة والمنظمات .. بداية من التشريعات والتنظيمات والقوانين التي توفر المناخ المواتي والمؤازر للتحول والتغيير .. وانتهاءً بتوظيف التكنولوجيا في جميع مفاصل الأعمال والتصنيع والإنتاج والخدمات .. والتحول إلى الاقتصاد المعرفي.
اليوم سأتحدث إليكم عن بعض التوجهات التي ستقود عالم الأعمال .. والتي ستغير وتشكل توقعات العملاء والمستهلكين خلال العقد القادم.
الاتجاه الأول .. لقد أدركت الشركات أن حوائط منشآتهم مصنوعة من زجاج .. لا تحجبها نظرات المنافسين والعملاء على حد سواء .. ولقد أصبح ما بالداخل مِلْكاً .. بل ومن حق من هم في الخارج .. لذلك نشاهد اليوم العديد من الشركات فتحت أبوابها ومختبرات أبحاثها لمشاركة العملاء والموظفين في تصميم الأفكار والمنتجات والخدمات سوية .. إنها سياسة أبواب الاقتصادات المفتوحة.
الاتجاه الثاني .. هناك فرص عظيمة لإنتاج خدمات وسلع جديدة بل وماركات عالمية مختلفة عن المفاهيم التقليدية .. والتي ستحول مفهوم تسويق الماركات العالمية بجودة عالية وستصبح هذه السلع مشاعة التملك والاستخدام لعامة الناس بدلا من التركيز علي شريحة أو نخبة من العملاء .. كما تعودنا عبر السنوات الماضية.
الاتجاه الثالث في التحول .. هو ما أفرزته جائحة كورونا من احتياجات جديدة لجمهور العملاء .. والتي تتركز في منتجات وسلع وخدمات العالم الافتراضي .. مثل تلبية احتياجات العملاء عن بعد .. والسياحة الافتراضية المعززة. والتواصل الفيديوي وعقد المناسبات والاجتماعات عبر زووم وغيرها.
والاتجاه الرابع .. هو كيف ومتى تتم العودة الكاملة إلى المكاتب بشكل طبيعي .. وهل هذا الافتراض قائم.
ويعود سبب تساؤلي إلى أن سوق العمل تغير وأصبح التعود على العمل عن بعد هو الخيار الأمثل والمريح وفيه الكثير من المرونة .. وخصوصا أن الطلب متزايد على ذوي الكفاءات والإبداعات المتميزة الذين يتقنون مهارات التكنولوجيا والبرمجيات والذكاء الاصطناعي وأساليب التسويق الرقمي .. وهذه الفئات منتشرة حول العالم ويصعب استقطابها في شركة واحدة .. بل هم خبراء يبيعون أوقاتهم وفق التزاماتهم المتعددة حول العالم لذلك هم من يحدد المساحات الزمنية والنطاقات المكانية والوسائط التي يفضلون أن يعملوا من خلالها مع الشركات.
هذه الفجوة في معرفة متطلبات الموهوبين تحتاج من القادة والإداريين الإدراك والفهم لمحفزات العمل للجيل الجديد حتى يمكنهم التواصل فيما بينهم بفاعلية.