جدة- ياسر بن يوسف
وصف خبراء في القطاع الصناعي، الصناعات التحويلية بأنها أهم الصناعات بالمملكة، بدليل وجود العديد من المشاريع العملاقة في السوق المحلية، مؤكدين أنها سجلت نجاحا كبيرا نتيجة لإقبال المستثمرين السعوديين عليها لأكثر من ثلاثين عاما والعمل مع الشركات الأجنبية، واستخدامهم للتقنيات العالمية، مطالبين بالعمل على تحسين ظروف البيئة التحتية قدر المستطاع، وخلق مناطق صناعية حرة على الموانئ السعودية تتميز بمرونة تدفق الأموال منها وإليها، وتسهيلات جمركية.
في البداية نوه رئيس مجلس إدارة شركة إتقان العقارية عبد العزيز بن فهد الرشيد باللقاء التلفزيوني لسمو ولي العهد الأمين، الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، وما حمل من رسائل مهمة مفادها أن الوطن والمواطن في عيون القيادة ومحل عنايتهم.
كما أشاد بالمضامين السامية للقاء وما جسد من رسائل مهمة في كافة شؤون الحياة تزامنا مع مضي خمس سنوات على إطلاق رؤية المملكة 2030.
وبين الرشيد أن سمو ولي العهد تحدث بلغة الأرقام وبكل وضوح وشفافية وهذا يجسد المسار الصحيح والناجح الذي تسير عليها بلادنا للرقي والازدهار بكل ما يمس حاجة الوطن والمواطن ويساهم في دفع عجلة التنمية والاقتصاد.
ولفت ” الرشيد” أن اللقاء يعد باكورة عمل لمواصلة مشاريع ومستهدفات الرؤية لتحقيق أهدافها العامة التي تركز على تنويع مصادر الاقتصاد في بلد يعد الشريان للاقتصاد العالمي وتتطلع الانظار له وما يقدمه من رؤى واطروحات.
واختتم الرشيد تصريحه بالتهنئة للوطن بما تحقق من منجزات في رؤية المملكة ستنعكس على المواطنين بالخير والنماء، داعياً الله عز وجل أن يحفظ سمو ولي العهد ويسدد على الحق خطاه وان يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وتقدمها.
الصناعات التحويلية
بدوره قال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد السعودي ناصر محمود أندجاني أن لقاء سمو ولي العهد كان توصيفا وإجابات شفافة واضحة من واقع النجاحات الاقتصادية والتحولات الاجتماعية الباهرة في ظل تمسك وتفهم أسس دينية مبنية على الكتاب والسنة واعتدال سياسي يراعي المصلحة في بحر متلاطم من النزاعات، مضيفاً كل ذلك لا يعكس في مقابلة سيدي الأمير محمد بن سلمان ولادة السعودية العظمى بل يعكس الزعامة العظمى للأمة الإسلامية،
وفي هذا القطاع كاستشاري اقتصادي، فإنني أنادي وأؤكد على أهمية الاهتمام بصياغة استراتيجية صناعية وطنية تركز على إعادة النظر في آلية التعاطي الحكومي على مستوى متخذ القرار في القطاع الصناعي بأهمية التركيز على قطاع الصناعات التحويلية والاستفادة من القدرات الكامنة لدى الاقتصاد السعودي ومكوناته الحالية في تعزيز مخرجات هذا القطاع والقدرات الديناميكية العالية التي يمكن الاستفادة منها كثيرا في تحقيق العديد من الأهداف التي نصبو الوصول إليها هذا على صعيد التخطيط الاستراتيجي والتنظير، وأما على صعيد القرارات العملية فيجب عمليا تحسين ظروف البيئة التحتية قدر المستطاع، وهذا ما بدأنا به عمليا ويجب الاستمرار فيه ومواصلته، وأيضا خلق مناطق صناعية حرة على الموانئ السعودية تتميز بمرونة تدفق الأموال منها وإليها وتسهيلات جمركية.
رسم مستقبل الاقتصاد
من جانبه اشاد الدكتور عبد الله بن احمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد بلقاء سمو ولي العهد والذي تحدث عن النجاحات المتتالية في الخمس سنوات الاولى من رؤية المملكة 2030 وعن الخطط الاقتصادية القادمة، وقال:” جاء لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، كاشفًا عن نظرية مختلفة في صناعة فريقه ، تتجاوز الكفاءة والقدرة ؛ ليكون الشغف معيار تفوق لازم، جعل من مهمة تغيير 90% من قياديي الوزارات هدفًا رئيسيًّا؛ ليمضي في تطبيق رؤية السعودية 2030 بسرعة واحترافية.
وواصل سموه رسم مستقبل اقتصاد السعودية بحماس مستمر ومتقد منذ إطلاقه رؤية السعودية 2030، مستعينًا بنظرة شمولية لواقع المملكة الكبير على الأصعدة كافة، سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وتنمويًّا، واختصر ولي العهد كل المراحل، ووحّد التوجه بجعل الاقتصاد السعودي ضمن الأقوى والأكبر والأضخم، ومنح مميزات غير مسبوقة لكل الشركات العالمية؛ لتكون موجودة بشكل واضح وكبير في أكبر أسواقها في الشرق الأوسط.
وتحرك الأمير محمد بن سلمان في اتجاهات متعددة، لم يكن أكبر الحالمين يتوقع أن تحدث بهذه السرعة والحيوية.. فكل منطقة أصبحت على موعد مع تنمية ثلاثية متواصلة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وبشريًّا، وقاد عملية تطوير شاملة بخطط وطموحات ضخمة.
وشكلت رؤية السعودية 2030 مصدر اطمئنان شعبي للمستقبل؛ فأصبحت كل منطقة على وعد مع مشاريع مختلفة، وتطوير متجدد بعيد عن بناء هياكل إنشائية؛ ليكون منظومة تشمل البناء والتأهيل البشري والاستثمار المالي المتحرك؛ لتعيش المملكة فرط حركة تنمويًّا، أشعل الحماس لدى كل السعوديين.
وأضاف المغلوث إن برامج ومشروعات رؤية المملكة 2030، وصلت لما هي عليه الآن نتيجة الدفعة القوية من القيادة المؤمنة بقدرات السعوديين، وإمكانات المملكة، وأهمية العمل على تعزيزها بصورة تتوافق مع معطيات العصر.
تنويع مصادر الدخل
من جانبه أكد الباحث الاقتصادي ورجل الأعمال السعودي فيصل بن عبدالله الرماح أن سمو ولي العهد تناول خلال اللقاء أبرز ما حققته برامج ومشروعات رؤية المملكة 2030 خلال الأعوام الخمسة الماضية، وتأكيده أن النفط خدم المملكة بشكل كبير جداً وهو ما يعمل على تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط من خلال الرؤية والتركيز على قطاع الصناعة والسياحة.
وأوضح “الرماح” أن سموه ركز على حجم الدخل والنمو الذي حققه النفط والذي يعتبر أكبر بكثير من احتياجات المملكة، مشيراً إلى أن مشاريع الرؤية ستساهم في رفع حجم الاقتصاد السعودي الواعد بما تمتلك المملكة من مميزات وطبيعة جغرافية وأرث حضاري سيتم استغلاله لجذب السياح من مختلف دول العالم بما يساهم في إيجاد مصادر قوية تعود على الاقتصاد السعودي بالنماء وإيجاد الآلف الوظائف لأبناء وبنات الوطن.
اما المستشار القانوني عدلان السبيعي يؤكد أن اللقاء عكس رؤية قائد محنك في كل الجوانب التي تتعلق بما يحقق العدالة في الحكم بين الناس وفق الكتاب والسنة وما قامت عليه بلادنا منذ تأسيسها والتأكيد على ثوابتها الأصيلة، مشيراً إلى أن حديث سموه عن نظام الأحوال الشخصية الجديد وهو أحد المشاريع المتميّزة في المملكة العربية السّعودية، ويتكوّن من 254 مادّة قانونيّة.